الخليج والعالم
تحليل أميركي: الإستراتيجية الأميركية ضد أنصار الله فشلت
في مقالة مشتركة نشرتها مجلة "فورين بوليسي"، رأت بيث سانر، نائب مدير سابقة للاستخبارات القومية الأميركية، وكانت مسؤولة عن تقديم الإحاطات الاستخباراتية للرئيس المنتخب دونالد ترامب خلال ولايته الأولى، وجنيفر كافانا، مديرة التحليل العسكري في مؤسسة أولويات الدفاع، أن المهمة الأميركية لردع وإضعاف "الحوثيين" (أنصار الله) لا تحقق النجاح، ففي كانون الأول/ديسمبر الماضي وحده أطلق هؤلاء النيران على عدد من السفن الحربية الأميركية والسفن التجارية، ونفذوا عشر الهجمات على "إسرائيل" بواسطة المسيّرات والصواريخ"، وأضافتا: "ردت "إسرائيل" والولايات المتحدة خمس مرات، حيث دمرتا بنية تحتية تابعة للموانئ وقطاع الطاقة، إلّا أن "الحوثيين" (أنصار الله) استمروا بإطلاق النيران المضادّ. هذه النسبة بين التكلفة والفائدة غير قابلة للاستمرار، إذ إن عملياتهم وطموحاتهم لم تتآكل بشكل حقيقي، بينما جرى تآكل الجهوزية والسمعة العسكرية الأميركية".
وبحسب الكاتبتيْن، تحتاج واشنطن إلى إستراتيجية جديدة ترتكز على مصادر قوة "الحوثيين" (أنصار الله) المتنامية، وليس على العوارض التي تظهر في البحر الأحمر فحسب. هم يستطيعون مواصلة هجماتهم عبر المسيّرات والصواريخ الرخيصة نسبيًا وتحمّل الهجمات المضادة إلى أجل غير مسمّى، أما الولايات المتحدة فتدفع مليارات الدولارات وتستنزف الذخائر النادرة التي أنتجت على مدار سنوات والتي هي ضرورية لخوض حرب في المحيط الهادىء. ربما تُنفق واشنطن ما يصل إلى 570 مليون دولار سنويًا على مهمّة فشلت في حل المشكلة، فهذه العمليات استنزفت الجهوزية من خلال إجبار سفن البحرية الأميركية وحاملات الطائرات على تمديد فترات الانتشار، ما يتسبب بعمليات ترميم تستهلك الوقت، وتقليص حجم الأسطول المتوفر.
وأشارت الكاتبتان إلى أن "مواصلة الحملة الدولية التي فشلت على صعيد كسب الدعم من غالبية الحلفاء والشركاء، وفي تحقيق الهدف المعلن في حماية الملاحة، تجعل واشنطن تبدو عاجزة في أحسن الأحوال"، وأكملتا "يتوجّب على الإدارة القادمة استبدال الحملة العسكرية الفاشلة الحالية بحل دائم يخنق مصادر أرباح "الحوثيين" (أنصار الله)، كما يتوجّب استبدال الحملة بحل مستدام يطالب الحلفاء والشركاء بتولّي دور أكبر يتحول في ما بعد إلى دور قيادي في سياق هذه المساعي وفي حماية حركة الملاحة الإقليمية".
ولفتت الكاتبتان إلى أن "ترامب يستطيع أن يستفيد من علاقاته الشخصية القوية مع قادة إقليميين من أجل دفع سلطنة عمان ودولة الإمارات والسعودية والهند إلى تنظيم حملة صارمة ضد من يدعم "الحوثيين" (أنصار الله) ماليًا ولوجستيًا".
وتحدّثت الكاتبتان عمّا يجب أن يتخذ من خطوات لمواجهة أنصار الله، فقالتا: "يجب أن تدعم المساعي الجماعات اليمنية، خاصة الحكومة المعترف بها دولياً والتي تقف ضد "الحوثيين". تستطيع الدول الإقليمية مساعدتها في بناء دفاعاتها من أجل منع "الحوثيين" من السيطرة على حقول النفط والغاز اليمنية، والتي ستستخدم من أجل تمويل طموحات الجماعة الإقليمية. كذلك يجب أن يكون الدور الأميركي امتدادًا لإستراتيجية أوسع نطاقًا لإضعاف نفوذ إيران الإقليمي، عبر إجراءات عقابية اقتصادية ودبلوماسية. يجب أن تنسق الولايات المتحدة و"إسرائيل" أي ضربات عسكرية مستقبلية على قدرات "الحوثيين"، ويجب أن يكون العمل العسكري دقيقًا. من المفضّل العمليات السرية، مثل استهداف السفن الاستخباراتية الإيرانية وقادة ومموّلين لـ"الحوثيين" (أنصار الله) بارزين"، على حدّ تعبيرهما.
وخلصت الكاتبتان إلى أن "الوقت حان لإنهاء حملة الجيش الأميركي في البحر الأحمر، لكن تجاهل التهديد "الحوثي" بالكامل سيكون غباءً إستراتيجيًا، وفي النهاية تقتضي مصلحة ترامب أخذ التحديات في اليمن على محمل الجد ووضع مسار للتعامل معها".
الولايات المتحدة الأميركيةاليمنأنصار الله
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
07/01/2025