الخليج والعالم
أحداث كوريا الجنوبية "قد تعطّل" خطط واشنطن ضدّ الصين
كتبت (جينيفر كافانا) Jennifer Kavanagh مقالة نُشرت على موقع Responsible Statecraft نبّهت فيها إلى أنه "لم يجرِ أيّ نقاش علني جاد في الولايات المتحدة بشأن التطورات التي تشهدها كوريا الجنوبية، وأن ذلك يشكّل خطأ".
وقالت الكاتبة إن ""الهيجان" السياسي المستمر في بلد وضعته إدارة الرئيس جو بايدن في صلب إستراتيجية المحيط الهندي والهادئ والتزمت الولايات المتحدة بالدفاع عنه يفترض أن يدق جرس الإنذار في واشنطن". وأضافت: "ما جرى في كوريا الجنوبية يطرح أسئلة حول "سلامة" التحالف مع أميركا، ولكن يفيد أيضًا بأن احتمال التورط العسكري الأميركي في شبه الجزيرة الكورية قد يكون أعلى مما كان يُعتقد"، مشددة على ضرورة أن "تعيد الإدارة الأميركية القادمة تقييم مكاسب ومخاطر العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، وأن تعيد الحسابات بناء على ذلك".
وتحدثت الكاتبة عن عناصر تميّز التحالف بالمقارنة مع تحالفات أخرى أنشأتها الولايات المتحدة والتي تشمل الضمانات الأمنية، مشيرة إلى أن هناك 28،500 جندي أميركي يتمركزون بشكل دائم في كوريا الجنوبية، بينما يأتي جنود آخرون بشكل دوري، ولافتة إلى "معاهدة الدفاع المشترك المبرمة عام 1953 بحيث تلتزم أميركا بدعم كوريا الجنوبية في حال وقوع هجوم"، وإلى أن "هناك قيادة مشتركة بين البلدين تدمج القوات تحت قيادة جنرال أميركي ونائب كوري جنوبي له".
وأضافت الكاتبة "أن إساءة استخدام الرئيس الكوري الجنوبي Yoon Suk Yeol للسلطة وعزله في ما بعد يطرح أسئلة حول العلاقات مع الولايات المتحدة على ثلاثة مستويات"، مشيرة في البداية إلى أن "هناك حالة من الغموض "الجديد" حول مكاسب التحالف بالنسبة لواشنطن، وأن إدارة بايدن استندت بشكل كبير على العلاقات مع كوريا الجنوبية على مدار السنوات الأربع الماضية، حيث اعتبرت أن البلد ذا الموقع الإستراتيجي والمقتدر عسكريًا هو لاعب مهم في المساعي الهادفة إلى التصدّي لقوة الصين".
غير أنّ الكاتبة نبّهت من أن "كلا الدورين أصبحا موضع شك، وأن دور سول كقوة موازية للصين أيضًا يبدو ضعيفًا". كما أشارت إلى أن "Lee Jae - myung المرجح أن يحلّ مكان Yoon سبق وأن تحدّث عن رغبته في إقامة علاقات أكثر بنّاءة مع الصين"، مضيفة أن "أيّ تحول من سول باتّجاه بكين قد يقوّض الخطط العسكرية والاقتصادية الأميركية في آسيا"، ولافتة في هذا السياق إلى أن "Lee قد يقلّل من استفادة القوات الأميركية من القواعد في كوريا الجنوبية عند اندلاع نزاع إقليمي". كذلك تحدثت عن تقليص التعاون الثلاثي مع الولايات المتحدة واليابان، ورفض الضغوط الأميركية للتعاون مع ضوابط التصدير والقيود التجارية التي تستهدف الصين، محذرة من أن "قيمة كوريا الجنوبية الإستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة قد تتراجع بشكل كبير".
وذكرت الكاتبة أن "الأحداث المحيطة بإعلان Yoon الحكم العرفي تشكّل تحديًا لما تقوله إدارة بايدن عن أن التحالف بين البلدين أقوى من أيّ وقت مضى، ويثير القلق إزاء استعداد هذا التحالف للقتال". وأشارت إلى أن "Yoon لم يبلغ البيت الأبيض قبل "مناورته السياسية""، وإلى أن "وزير دفاعه أيضًا لم يبلغ نظيره في البنتاغون". كذلك لفتت إلى أن القوات الأميركية في كوريا وقيادة القوات المشتركة (الكورية الأميركية) أيضًا "لم تكن على علم، وذلك حتّى في الوقت الذي جرى فيه إرسال قوات عسكرية كورية جنوبية من أجل منع المشرعين من دخول مبنى الجمعية الوطنية الكورية الجنوبية".
وتابعت الكاتبة "انهيار التواصل بهذا الشكل يفيد بأن هناك مشاكل على صعيد الشفافية وإدارة التحالف، وبأنه ليس واضحًا ما إذا كانت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية مجهزتين للتعاون الوثيق خلال وقت السلم، ناهيك عن العمل المشترك تحت ضغوط الأزمة". كما حذرت من أن تداعيات "انتهاك الثقة هذا تذهب بعيدًا، إذ إن هناك ما يدعو الخصوم وليس فقط صناع السياسة الأميركيين، إلى الشك في استعداد التحالف وفاعليته في الحرب".
هذا، وأشارت الكاتبة إلى أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب انتقد العلاقات مع كوريا الجنوبية خلال ولايته الأولى، مضيفة "يتوجب عليه هو وفريقه للسياسة الخارجية طرح سؤال عما إذا كان التحالف لا يزال يخدم المصالح الأميركية، وذلك نظرًا إلى الحقائق السياسية والعسكرية الجديدة بعد إعلان الحكم العرفي".
وبينما رأت الكاتبة أن "الأحداث التي حصلت على الأرجح لا تتطلب إلغاء التحالف على الفور، إلا أن هناك ما يدعو إلى إعادة الحسابات من أجل حماية المصالح الأميركية والحفاظ على الأصول العسكرية"، تحدثت عن ضرورة "خفض التزام الولايات المتحدة تجاه التحالف في ظل المزيد من الغموض على صعيد المكاسب الإستراتيجية ومستوى الجاهزية الذي هو أقل مما كان متوقعاً، ومخاطر أكبر بكثير".
وفي الختام نبّهت الكاتبة من أن "مواصلة العمل مع كوريا الجنوبية، كأن شيئاً لم يحدث هي حماقة إستراتيجية، نظرًا للأحداث التي شهدتها سول مؤخرًا".
الولايات المتحدة الأميركيةكوريا الجنوبية