الخليج والعالم
باحث أميركي: المصالح الأميركية تتطلب "الغموض الإستراتيجي" مع "إسرائيل"
كتب الباحث الأميركي (ويل والدورف) Will Walldorf مقالة نُشِرت على موقع National Interest قال فيها إن "الغالبية تتوقع أن يسمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لـ "إسرائيل" بأن تتصرف كما تشاء في الشرق الأوسط، وذلك عندما يعود ترامب إلى البيت الأبيض".
غير أن الكاتب اعتبر بأن هذه التوقعات قد تواجه اختبارًا وقد يتبيّن بأنها "خاطئة تمامًا"، مضيفًا بأن ترامب "لا يستطيع أن يتحمّل قيام الحلفاء بتحديه كما فعلت "إسرائيل" مع الرئيس الحالي جو بايدن منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي في ما يخص التوصل إلى وقف لإطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى".
كذلك توقع أن يعمد ترامب إلى لجم "إسرائيل" في ما لو تسبب العدوان الإقليمي المستمر الذي تمارسه الأخيرة باحراج ترامب من خلال تعطيل خططه بشأن "تحقيق السلام في الشرق الأوسط"، (وفق توصيف الكاتب).
وتابع الكاتب إن "السؤال الأساس هو كيف يمكن لترامب أن يفعل ذلك؟"، معتبرًا أن الإجابة تكمن في تغيير هيكلية التحالف الأميركي "الإسرائيلي"، وتحديدًا جعله أكثر غموضًا". كما رأى أن "التحالف الغامض سيضمن الدفاع عن "إسرائيل" ضدّ خصومها الإقليميين ويحدّ من نزعتها للمغامرة في نفس الوقت، ويضع الأساس لتوسيع اتفاقيات "أبراهام" الذي لدى ترامب رغبة كبيرة في تحقيقها"، على حد قوله.
ولفت الكاتب إلى أن "ظاهرة يطلق عليها علماء السياسية تسمية "الخطر الأخلاقي" هي في صلب المشاكل التي من شبه المؤكد أن ترامب سيواجهها مع "إسرائيل""، وأردف بأن "الخطر الأخلاقي" ينشأ عندما تقدّم قوة عظمى تعهدًا أمنيًا إلى "حليف تعديلي" (revisionist power)، والذي يعني "الدولة" المصممة على إصلاح مشاكلها الأمنية أو تغيير النظام الأمني القائم".
وأشار إلى أن "الحماية من القوّة العظمى من شأنها أن تحمي الحليف من تداعيات أفعاله، وجعله أكثر استعدادًا للمخاطرة وأقل تجاوبًا مع مطالب القوّة العظمى"، وأضاف "القوّة العظمى تجد أن الأثمان الأمنية لإنقاذ الحليف تبدأ عندما ترتفع المشاكل إلى مستويات بحيث لا يمكن أن تستمر".
واعتبر الكاتب أن ""الخطر الأخلاقي" منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي ترك واشنطن تحت رحمة الشريك الأقل قوة منها المتمثل بـ "إسرائيل"". كما أشار إلى أن "القادة "الإسرائيليين" يتباهون علنًا باستغلال الولايات المتحدة في ظل الالتزام الأمني القوي الثابت حيال "إسرائيل" والعدد الهائل من الأسلحة التي تزوّدها الولايات المتحدة".
وأضاف الكاتب بأن "ثمن "الخطر الأخلاقي" "الإسرائيلي" باهظ، إذ أنفقت الولايات المتحدة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي 26 مليار دولار من أجل الدفاع عن "إسرائيل"". كما ذكر، في نفس السياق، أن "الضائقة في مخزون السلاح الأميركي وصلت إلى مستويات تاريخية بسبب الشحنات إلى "إسرائيل"، وأنه جرى قتل ثلاثة جنود أميركيين وإصابة 183 آخرين".
وشدد الكاتب على أن "ترامب يجب أن يقدم على خطوة لم يملك بايدن الرؤية أو الشجاعة الكافية لاتّخاذها، وذلك في حال بقي "الخطر الأخلاقي" يشكّل مشكلة"، متحدثًا عن إضافة عنصر "الغموض الإستراتيجي" إلى الشراكة مع "إسرائيل".
وأردف الكاتب بأن "ذلك يبدأ من خلال استبدال الالتزام القوي بتعهد واضح بحيث تحتفظ الولايات المتحدة بـ "حق الدفاع" عن "إسرائيل" على غرار المعادلة القائمة مع تايوان، وعليه تختار واشنطن متى تتدخل لصالح "إسرائيل" في كلّ حالة على حدة".
ورأى أنه "على غرار المعادلة مع تايوان، يمكن لترامب أن يزوّد "إسرائيل" بأسلحة ذات طابع دفاعي بشكل أساس وتقليص التزويد بالأسلحة الهجومية"، لافتًا إلى أن "الخفض التدريجي للقوات الأميركية التي أرسلت من أجل حماية "إسرائيل" سيساعد أيضًا في نقل رسائل حول "الغموض""، وفق تعبيره.
وبيّن الكاتب أن "الغموض سيساعد على تقليل "المخاطر الأخلاقية" (كما سبق وجرى في ملف تايوان)، وذلك من خلال جعل "إسرائيل" تتحمل، أو تعتقد أنها تتحمّل المزيد من الأثمان على أمنها الذاتي". وأضاف ""إسرائيل" بالتالي سيتوجب عليها أخذ المساعي الدبلوماسية بالمزيد من الجدية، بحيث يكون ترامب في موقع أقوى من أجل خفض التصعيد وإبعاد الاهتمام عن الشرق الأوسط"، مشددًا على أن "المصالح الأميركية تقتضي ذلك في ظل وجود مشاكل أكبر في أماكن أخرى في آسيا".
الولايات المتحدة الأميركيةالكيان الصهيوني
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
27/12/2024