الخليج والعالم
جيش العدو يستعد للبقاء في منطقة جبل الشيخ السورية حتى نهاية الشتاء على الأقل
قال الكاتب في الشؤون العسكرية في موقع "يديعون أحرونوت" "الإسرائيلي" يوآف زيتون، إنَّه بعد أن تفاخر المستوى السياسي علنًا باحتلال جبل الشيخ السوري دون قتال، وصلت مرحلة العمل، مشيرًا إلى أنَّ جيش الاحتلال "الإسرائيلي" في منتصف عملية لوجستية معقّدة في سباق مع الزمن، لإنشاء معسكرات على الجبل قبل وصول العاصفة الثلجية الأولى.
وأضاف زيتون: "فقد افتتحت شعبة التكنولوجيا واللوجستي في الجيش "الإسرائيلي"، طرقات مرورية خاصة إلى القمة السورية، من منطقة المواقع "إسرائيلي" و"متسفا شلاغيم" (مرصد الثلج) القديمة في سفح جبل الشيخ، من أجل نقل قوافل من الشاحنات التكتيكية عبرها كلّ يوم – ومن بينها أطنان من وسائل البناء والتجهيزات لتركيز السيطرة "الإسرائيلية" بواسطة الجيش على جبل الشيخ السوري".
وكشف أنَّ الخطة العاجلة التي تبلور الآن ووصلت تفاصيلها إلى صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية تقوم على سيطرة جيش العدو على "جبل الجيش السوري الذي يلامس تقريبًا الحدود اللبنانية أيضًا، على الأقل حتّى نهاية الشتاء الحالي".
وأشار إلى أنّ جيش الاحتلال "الإسرائيلي" يقوم حاليًّا بإنشاء موقعين رئيسيين على الأراضي السورية، أحدهما على ارتفاع 2400 متر، وسيتضمن مباني شتوية خاصة ومعززة، تم بناؤها بحيث تكون قادرة على استيعاب المقاتلين، حتّى لو تساقطت الثلوج بارتفاع يصل إلى ستة أمتار، وعلى ارتفاع 2800 متر، على قمة جبل الشيخ السوري، سيتم تأهيل موقع آخر لصالح القوات، على غرار القاعدة السورية المركزية التي هُجرت قبل نحو أسبوعين من قبل جنود نظام السابق.
ولفت زيتون إلى أنّ القوات اللوجستية التابعة لجيش العدو تقوم الآن بتجهيز المجمع وإضفاء مظهر جمالي عليه لراحة المقاتلين الذين سينفذون مهمّة السيطرة على الأراضي السورية، موضحًا أنَّ "الورشة تشمل التنظيف، والتجصيص، والإصلاح، والتجهيز بمعدات الاتّصالات والجمع العسكري، والأثاث السكني، إلى جانب تخزين المواد الغذائية في حاويات، وحتّى خزان مياه ضخم يتسع لـ 20 ألف لتر من الماء".
وأردف: "كما تم تركيب أجهزة مختلفة لإزالة الجليد في مواقع جبل الشيخ السوري، لتمكين المعدات والأدوات العسكرية من العمل حتّى في درجات حرارة أقل من الصفر، دون أن تتجمد. بالإضافة إلى ذلك، يعتزمون في شعبة اللوجيستي إدخال آلة جديدة لإذابة الثلج وتحويله إلى ماء لاستهلاك الجنود، وهو ما تتعلمه من الجيوش الأجنبية التي تؤدي مهام مماثلة في ظروف جوية متطابقة".
وتابع: "الهدف عمليًّا هو التمكين من المكوث العملياتي واللوجستي المريح نسبيًّا، في ظروف متطرّفة تصل إلى عشر درجات تحت الصفر وفي ظل إجراء انقطاع صارم جدًّا – قد يستمر وقتاً طويلًا من دون القدرة على نقل إمدادات للقوات، في سيناريو متطرّف جدا".
كما قال زيتون: "من أجل العملية غير العادية، أرسل اللواء اللوجستي التابع للجيش "الإسرائيلي" فرق بناء من قيادة المنطقة الجنوبية وقيادة المنطقة الوسطى إلى الحرمون السوري، وهي تعمل هناك على مدار الساعة، حتّى في الليل، لإكمال المهمّة قبل تفاقم الطقس. ومن مهامه تلك الفرق الرئيسية التدعيم الهندسي للإنشاءات الخاصة، والتي يتم بناء أو استخدام المواقع على أساسها، بحيث تكون مقاومة للانهيار في حالة تراكم الثلوج بكثافة، كما سيتم إنشاء غرف لتعديل حرارة الجسم في المواقع من أجل السلامة، ومن أجل توفير علاج سريع وفعال ودون إخلاء للجنود الذين قد يفقدون حرارة أجسادهم في الأحوال الجوية القاسية".
وأضاف: "ستزود شعبة التكنولوجيا واللوجستي أيضًا المواقع بمطابخ وأسطوانات غاز للطهي الذاتي على الفور، وكدعم احتياطي أيضًا مئات من المواد الغذائية الجافة والمجمدة والمعلبة لأي سيناريو للبقاء في عزلة. هذا بالإضافة إلى عملية المعدات الدافئة التي تم إطلاقها بالفعل في الجولان السوري الذي يحتله الجيش "الإسرائيلي"، وتتضمن توفير آلاف القطع الخاصة للجنود هناك: أقنعة التزلج، والأحذية الكندية، وثلاث مجموعات من الزيّ الحراري، والملابس الحرارية، والقفازات الخاصة والمزيد".
وفي ما يتعلق بإسكان جنود جيش الاحتلال "الإسرائيلي" في الأراضي السورية المحتلة في الجولان، أكَّد زيتون أنّ "الاتّجاه السائد في الجيش منذ البداية هو إيواء الجنود هناك في المواقع، كما تم وضع حاويات معيشة مريحة ومولدات كهربائية ملحقة للمقاتلين".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/12/2024