الخليج والعالم
"داعش" قد يكون من كبار المستفيدين جراء أحداث سوريا
حذّرت مجموعة صوفان من أن البيئة الحالية في سورية هي نموذجية كي يستغل تنظيم "داعش" الوضع في إطار السعي إلى تسهيل عودته ونهضته من جديد، ليس فقط في سورية وإنما المنطقة عمومًا.
وأشارت المجموعة إلى أن البيانات المتوفرة وغير السرية تفيد بأن هجمات "داعش" في سورية زادت ثلاثة أضعاف منذ العام الماضي، حيث وصلت إلى حوالي 700 في عام 2024 الحالي. كما نبهت إلى أن هجمات التنظيم كانت أكثر تطوّرًا وفتكًا وانتشارًا على المستوى الجغرافي. وحذرت من أن الجماعة ستملك ما تحتاجه من موارد من أجل إعادة بناء صفوفها وتجنيد أعضاء جدد والمبادرة إلى الهجوم، وذلك نظرًا إلى الأموال الطائلة بحوزتها. كذلك أضافت أن الأهداف "الأوضح" هي السجون ومعسكرات الاحتجاز في شمال شرق سورية والتي تحرسها حاليًّا "قوات سورية الديمقراطية".
تابعت المجموعة أن "داعش" يراقب "قوات سورية الديمقراطية" عن كثب، خاصة مع اندلاع الاشتباكات بين "الجيش الوطني السوري" الذي تدعمه تركيا، و"قوات سورية الديمقراطية". وأشارت إلى أن الأكراد تعرضوا للهجوم في كلّ من كوباني ومنبج وبدعم من المسيرات التركية وأشكال أخرى من الدعم العسكري. كذلك تحدثت عن المخاوف بشأن خسارة الأكراد لكوباني ذات الأهمية الجغرافية والرمزية لافتة إلى تحديات كبرى تواجهها "قوات سورية الديمقراطية" في دير الزور حيث هناك مظاهرات ضدّها من قبل السنّة العرب في الرقة والحسكة.
وحذرت المجموعة من أن الوضع قد يؤثر على محاربة "داعش"، وذلك في حال استمرت الاشتباكات ودفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بجيشه إلى إقامة منطقة عازلة تركية والدخول في مواجهة مع الأكراد. كما قالت إن "داعش" على الأرجح سينتظر الفرصة المناسبة للهجوم في حال انسحبت القوات الكردية من حراسة السجون ومراكز الاحتجاز، على غرار ما فعل في عملية الفرار من الاحتجاز التي حصلت في الحسكة مطلع عام 2022.
كذلك توقعت المجموعة أن يواصل "داعش" تكثيف وتيرة عملياته على المدى القريب والمتوسط بينما يرمم نفسه. ورجحت أن يخصص هذا التنظيم المزيد من الاهتمام للحكم وإثبات القدرة على الحفاظ على حكومة ظل في أماكن في سورية خارج سيطرة "هيئة تحرير الشام"، وذلك بعد ما شاهد مدى "النجاح" الذي حققته الأخيرة. كما نبهت من أنه وفي حال كان هناك متشددون في صفوف "هيئة تحرير الشام" لا يؤيدون النهج المعتدل والبراغماتي، قد يعمد "داعش" إلى ادخال هؤلاء في صفوفه. وأشارت إلى أن هناك جهاديين من الشيشان والبلقان وآسيا الوسطى لا زالوا في صفوف "هيئة تحرير الشام"، إلى جانب مواطنين أوروبيين. وقالت إنه من شبه المؤكد أن ليس كلّ من في صفوف "هيئة تحرير الشام" يؤيد مشروع الجماعة الحالي الذي يرتكز على "بناء الدولة" (وفق توصيف المجموعة)، وبالتالي ستظهر الانقسامات حتمًا وقد تزداد حدة.
تابعت المجموعة أن العقبة الأساسية أمام فرص "داعش" في سورية تتمثل في بلد قوي وموحد تحت قيادة سلطة واحدة تستطيع احتكار استخدام القوّة على أراض محدّدة سيادية. إلا أنها نبهت من أن الانشقاقات داخل البلد والدور الريادي للأكراد في شمال شرق البلاد والاشتباكات بين العرب والأكراد والغموض بشأن حكم "هيئة تحرير الشام"، كلّ ذلك يجعل من المستبعد جدًا أن تكون سورية مستقرة وموحدة.
وحذرت المجموعة من أن "داعش" سيبحث عن سرديات فريدة وابتكارية من أجل تصوير "سقوط الأسد" و"حكم هيئة تحرير الشام" في سورية بطرق ترفع من شأن جاذبية التنظيم. كما توقعت أن يكثف "داعش" حملته الدعائية وخاصة إذا ما استطاع أن يضع عمليات فرار بارزة من السجن أو عمليات معقّدة أخرى ضمن الحملة الدعائية، وذلك فيما لو استطاع التنظيم السيطرة على مساحة معينة في سورية تسمح له بأن ينشط بحرية نسبية. كذلك قالت إن الجماعة بدأت من الآن بتعزيز قدراتها على صعيد جمع الأموال، بما في ذلك عبر الاستفادة من الابتزاز، مشيرة إلى إعادة تنشيط الشبكة الاستخباراتية، خاصة على المستوى المحلي. كذلك أردفت أن السيناريو الأسوأ لدى أوروبا والولايات المتحدة والعديد من الدول الغربية يتمثل في قدرة "داعش" على إعادة بناء قدراته على صعيد التخطيط لتنفيذ العمليات في الخارج انطلاقًا من سورية، والتي كان يفتقد إليها خلال الأعوام القليلة الماضية.
أضافت مجموعة صوفان أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب تحدث علنًا عن سحب ما تبقى من القوات الأميركية من سورية البالغ عددهم 900 جندي مشيرة إلى أن ترامب ذكر مؤخرًا الدور الذي لعبته تركيا في سورية خلال مؤتمر صحفي، حيث أشار إلى علاقاته الجيدة مع أردوغان وتطرق إلى بعض الديناميكيات الجيوسياسية ذات الصلة. ورأت أن ترامب قد يعمد إلى سحب القوات الأميركية بعد توليه الحكم، بحيث ستترك مهمّة محاربة "داعش" لأنقرة، الأمر الذي سيصب في صالح داعش بينما تحاول لملمة صفوفها، وخاصة على الأمد القريب.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
18/12/2024