الصحف الإيرانية: سورية في نفق الغموض

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين 16 كانون الأول 2024 بالتطورات الميدانية والسياسية في سورية والمنطقة، كما سلّطت الضوء أيضًا على بعض التحديات الداخلية بين الديمقراطيين والجمهوريين قبل استلام دونالد ترامب السلطة.

سورية في نفق الغموض

كتبت صحيفة "رسالت": " الشعب السوري، الذي فرح بسقوط حكومة البلاد في البداية، يشعر بقلق شديد على مستقبله بعد حوالى أسبوع. وفي هذا السياق تحدثت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن قلق الشعب السوري من إرهابيي هيئة تحرير الشام. وجاء في هذا التقرير أن الوضع الحالي في سورية غير واضح بالنسبة للناس، وهم قلقون من هيئة تحرير الشام وتحركات النظام الصهيوني ومستقبلهم المجهول.
[...] تسببت مجموعة تحرير الشام في سيطرة ميليشيات مسلحة خلال أسبوعين على المدن الرئيسية حلب وحماة وحمص، في حين أن قوات الحكومة السورية تراجعت بسرعة. وفي الوقت نفسه، يبدو أنه حتّى أقوى حلفاء بشار الأسد فوجئوا بسرعة تقدم المعارضة السورية والعناصر المسلحة. إن الانهيار غير المتوقع لحكومة الأسد ترك الدبلوماسيين يتدافعون لمراجعة سياساتهم والعواقب المحتملة لفراغ السلطة المفاجئ في بلد تتنافس فيه الجماعات المسلحة والقوى الأجنبية منذ فترة طويلة على النفوذ فيه".

وأما حول دور تركيا فقد قال غير بيدرسن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية "إن رسائل متضاربة تأتي من دمشق، لكنّه أكد ضرورة تجنب إراقة الدماء ودعا إلى الحوار والتحضير للفترة الانتقالية ويُعتقد بشكل عام أن تركيا، بعد الإحباط من رفض الأسد التعامل مع أنقرة، أعطت الضوء الأخضر لهجوم هيئة تحرير الشام. ورغم أن أنقرة تنفي رسميًّا تورطها في هذه القضية، إلا أن الممثل الرئيسي للحكومة التركية شوهد بين قوات المعارضة السورية المنتصرة بعد سقوط دمشق. [...] ويأتي انهيار نظام الأسد في الوقت الذي من المقرر أن يعود فيه دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير. وسعى الرئيس المنتخب للولايات المتحدة في ولايته الأولى إلى سحب القوات الأميركية من سورية، لكن مستشاريه أقنعوه بعدم القيام بذلك، وحذروا من أن إيران وروسيا تسعيان لملء الفراغ. كما أمر ترامب بأكثر من هجوم على قوات الأسد".

لعبة المسيّرات

كتبت صحيفة "وطن أمروز": " في الأسابيع الأخيرة، أثارت قصّة تحليق طائرات من دون طيار الغامضة وغير المعروفة فوق بعض الولايات الشمالية الشرقية الأميركية، وخاصة ولاية نيوجيرسي على الساحل الشرقي لهذا البلد، قلق السلطات المحلية. وأظهر أعضاء مجلس الشيوخ والحاكم ووسائل الإعلام المحلية في ولاية نيوجيرسي ردود الفعل الأولى على آلاف المكالمات من سكان هذه الولاية وطالبوا بمعرفة مصدر الطائرات من دون طيار مجهولة الهوية. [...] ووفقا لتقرير وزارة "الأمن" الداخلي الأميركية، فإن الطائرات من دون طيار التي تم رصدها في سماء الولايات المتحدة يبلغ قطرها 1.6 متر وهي أكبر بكثير من الطائرات من دون طيار الصغيرة أو التجارية ويبدو أنها من نوع مختلف. إن مراقبة هذه الطائرات من دون طيار ليلًا بالعين المجردة جعل من الصعب تحديد نوعها، ويجب على الحكومة الأميركية والجيش الأميركي توضيح ما إذا كانت عسكرية أم مدنية. يتولى مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة "الأمن" الداخلي والشرطة المحلية مسؤولية التحقيق في الطائرات من دون طيار، لكن لم يقدموا بعد رواية موثوقة وواضحة عن الحوادث. ولهذا السبب، دعا النواب المحليون ودونالد ترامب وبعض الشخصيات السياسية مثل إيلون ماسك الجيش إلى إسقاط الطائرات من دون طيار. لكن الجيش الأميركي رفض احتمال أن تشكّل الطائرات من دون طيار تهديدًا أجنبيًا ولا يعتبرها خطرة".

وتابعت الصحيفة "[...] يعتبر الكثيرون أن سبب رد الفعل الساخر لشخصيات مثل ماسك وترامب على قصّة الطائرات من دون طيار الغامضة هو رد فعلهم على تصرفات إدارة جو بايدن؛ إن التصرفات التي تزايدت في الأيام الأخيرة لإدارة بايدن ستشكّل تحديات كثيرة لإدارة ترامب المقبلة. وينظر كثيرون إلى تصرفات حكومة بايدن، من إصدار الإذن بإطلاق صواريخ بعيدة المدى ضدّ روسيا، إلى الأحداث في سورية، وكذلك إشراك الحكومة الأميركية بشكل أكبر في حرب غزّة، إلى الأحداث الأخيرة للطائرات من دون طيار الغامضة، على أنها تصرفات حكومته. إن الجهود التي تبذل في اللحظة الأخيرة لخلق المزيد من التحديات للحكومة الأميركية المقبلة هي أمر مثير للسخرية".

كيف انهار الجيش السوري؟ 

نظمت صحيفة "جام جم" ندوة حوارية حول أسباب انهيار الجيش السوري، جاء فيها: " تعتبر المعرفة النفسية والعسكرية لأعداء أمن المنطقة أحد الأبعاد الأساسية لمعرفة خارطة طريقهم في المواجهة المطلقة مع جبهة المقاومة. وبشكل عام، فإن الأعمال العملياتية والإرهابية التي يقوم بها الأعداء في مختلف أنحاء العالم، خلال عقود مختلفة، كانت لها دائمًا أبعادًا وملحقات دعائية وإعلامية، هدفها تغيير المعتقدات العامة وبث روح اليأس لدى المواطنين في البلدان والمناطق المستهدفة.[...] أثار الأعداء في سورية ثنائية العيش والمقاومة، لدرجة أنهم يقولون للرأي العام أن عليه الاختيار بين هذين الخيارين. ونحن نعتقد اعتقادًا راسخًا أن هذين الاثنين (المقاومة والمعيشة) لا يتعارضان. أحد تأثيرات التوازن بين القوّة الصلبة والقوّة الناعمة هو منع هذه الثنائيات الزائفة".

وجاء فيها أيضًا: " يستخدم العدوّ حيلًا وتكتيكات مختلفة في الحرب النفسية ضدّ الرأي العام، لكن ما يجب أن ندركه في مجال الحرب المعرفية هو تجنب الروايات المتضاربة والتفسيرات المختلفة. إن التوصيفات المختلفة لمجال حساس، مثل ما يحدث في سورية اليوم، تشوه الرأي العام وتخلق بلبلة فكرية لدى الجمهور. والنقطة الأهم هي أن رواية فريق العدوّ الإعلامي عن تطوّرات المنطقة ممزوجة بالأكاذيب والانحرافات الواضحة، ولا ينبغي لنا أن نعيد نشر هذه الروايات الكاذبة داخل البلاد أو أن نجعلها أساسًا لتحليلاتنا اللاحقة.  وفي الواقع، في معسكر العدو، نلاحظ أنه في المواقف المهمّة، هناك خطوط حمراء للرواية الواحدة لحدث ما (حتّى لو كانت رواية كاذبة عنه) تلتزم بها معظم وسائل الإعلام. خلال التطورات الأخيرة في سورية، رأينا لعبة العدوّ هذه حتّى قبل بدء الجولة الجديدة من هجمات مجموعات العدوّ والإرهابيين والمجموعات الأخرى. وصلت الحرب النفسية ضدّ الجيش السوري إلى ذروتها وغيرت الكثير من معتقداتهم وفرضياتهم العقلية.  [...] خلال التطورات الأخيرة، لم يكن لدى الجيش السوري قوة معرفية، وغلبت رواية العدوّ على الوقائع الميدانية الأولية. أصبحت الطبقة الدفاعية في الجيش السوري طبقة ضعيفة ومستضعفة نتيجة الحرب النفسية وتلقين الأعداء، وعندما أصبحت هذه التحريضات العكسية معتقدًا في أذهان الجيش السوري، لم تترك لهم مجالًا للدفاع. ووصل الأمر إلى حد أننا شهدنا سجالات بين بعض عناصر الجيش السوري والمجموعات الإرهابية، وذلك أيضًا خارج أوامر القيادة الرئيسية. هذه هي الفجوة والتعدد والخوف الذي سعى العدوّ إلى تحقيقه في معسكر الجيش السوري". 

سورياالجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم