الخليج والعالم
واشنطن ليست رابحة مما يجري في سورية
كتب آناتول لايفن Anatol Lieven مقالة نشرت على موقع Responsible Statecraft قال فيها، إنّ سقوط "دولة البعث" في سورية يشكل هزيمة حقيقية لروسيا وفق تعبيره.
إلا أنّ الكاتب نبه إلى أنه من الخطأ الافتراض أن ذلك يعني بالتالي أن ما حدث هو نجاح للولايات المتحدة، مضيفًا بأن موسكو وواشنطن قد تواجهان تحديات مماثلة في سورية الآن.
كما تابع الكاتب بأنّ هناك ثلاث قضايا دفعت بروسيا إلى التدخل في سورية من أجل "إنقاذ نظام الأسد"، الأولى كانت الرغبة في الحفاظ على دولة شريكة والذي ساعد موسكو على تعزيز نفوذها الدولي، أما الثانية فكانت تتعلق بالحفاظ على القواعد البحرية والجوية في المتوسط، بينما كانت الثالثة تتمثل في خشية روسيا من أن يؤدي انتصار "إسلاميين" إلى تحويل سورية إلى قاعدة للإرهاب ضدها وضد شركائها في آسيا الوسطى.
وركز الكاتب على موضوع القواعد البحرية الروسية في طرطوس والقاعدة الجوية قرب اللاذقية، حيث ربط ما بينه وسياسة النظام الجديد تجاه الأقليات العرقية والدينية التي دعمت في الإجمال "نظام البعث". وبينما أشار إلى أن زعيم هيئة تحرير الشام أبا محمد الجولاني تعهد بعدم حصول أي أعمال انتقامية واحترام حقوق الأقليات، حذر من أن أتباعه قد يكون لديهم توجه مختلف.
كذلك قال، إنّ نظاماً بقيادة هيئة تحرير الشام في دمشق يرغب فعلاً في طمأنة العلويين والمسيحيين ط، قد يرى أنّ هناك مصلحة بالسماح ببقاء القواعد الروسية. إلا أنّه أردف بأن النظام قد يرى أن القواعد الروسية ربما تدعم الانتفاضة من الأقليات إذا كان النظام يخشى حصول مثل هذه الانتفاضة. كما أضاف بأنّ حفاظ روسيا على قواعدها ضد إرادة الحكومة السورية الجديدة وبدعم القوى العلوية والمسيحية لن يتطلب تدخل السفن والطائرات الروسية فحسب، بل أيضاً نشر أعداد كبيرة من القوات البرية. وعليه استبعد أنّ يكون في مقدور روسيا تخصيص هذه القوات بسبب الحرب في أوكرانيا.
لكن الكاتب اعتبر أنّ السياسة الأميركية في سورية تواجه مشاكل مشابهة وإن بشكل مختلف، حيث تساءل عما إذا كانت واشنطن ستحاول إبقاء قواعدها في سورية، وعما إذا كان النظام الجديد في سورية سيغض الطرف عن هذه القواعد أم سيحاول إجبارها على الخروج.
كما شدّد الكاتب على أن القضية الأكبر التي يجب أن تأخذها الولايات المتحدة في الحسبان هي مصير السوريين الأكراد، مشيراً إلى أنّ لدى الولايات المتحدة العديد من القواعد والعمليات اللوجستية في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الكردية. ونبه من أن واشنطن ستواجه معضلات صعبة على غرار تلك التي تواجهها روسيا في الشرق، وذلك إذا ما دفعت تركيا بالنظام الجديد في دمشق إلى مهاجمة المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد في شمال شرق سورية.
وفي الختام قال الكاتب، إنّ النهج الأكثر حكمة على ما يبدو هو الذي اعتمدته الصين التي تستورد الكثير من الطاقة من المنطقة بينما تتجنب في نفس الوقت الانحياز لصالح طرف معين في النزاعات.
سورياالولايات المتحدة الأميركية