الخليج والعالم
تداعيات الأحداث السورية محطّ اهتمام الصحف الإيرانية
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 10 كانون الأول 2024 بالتطورات في سورية ومراقبة الأوضاع الدولية حول ما يجري فيها، حيث كتبت التحليلات حول السيناريوهات المتوقعة خاصة مع الاعتداءات الكثيفة للكيان الصهيوني على البنى التحتية ومراكز الدولة فيها.
حزبان وإستراتيجية واحدة
كتبت صحيفة رسالت: " قال دونالد ترامب، في رسالة، أنه لا ينبغي لأميركا أن تفعل شيئًا حيال الأحداث التي تجري في سورية، وأن الصراعات الحالية في سورية لا علاقة لها بواشنطن! لكن مثل هذه المواقف لا تنبع من الإستراتيجية الكبرى وحتّى التكتيكات التي تتبعها الحكومة الأميركية تجاه سورية والمنطقة. وفي هذا الصدد، هناك أرضية مشتركة استراتيجية بين الجمهوريين والديمقراطيين، وإنكار ترامب لهذه القضية لا يؤثر على جوهر القضية! [...] حظيت المواقف الأخيرة لترامب، الرئيس المنتخب للولايات المتحدة، بشأن التطورات الراهنة في سورية، باهتمام وسائل الإعلام الغربية. بينما انتهى حكم بشار الأسد في سورية، ادعى دونالد ترامب أنّ الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل في الوضع السوري، مشيرًا إلى أن الوضع في سورية فوضوي، وكتب أن البلاد ليست صديقتنا، ولا ينبغي للولايات المتحدة أن تشارك، وقد اعتبرت وسائل الإعلام التابعة للحزب الجمهوري الأميركي هذه المواقف مثالًا على إصرار ترامب على خفض تكاليف الحرب والتدخل في مجال السياسة الخارجية لبلاده! لكن قلة من الناس يثقون في هذا التصريح! وحقيقة الأمر أن خلق أزمات سياسية أمنية مزمنة في المنطقة هي الإستراتيجية الأساسية للسياسة الخارجية الأميركية، وقد شهدنا ذلك مرات عديدة خلال الولاية الأولى لرئاسة ترامب".
وتابعت الصحيفة "أن الدعم الميداني الذي قدمه البنتاغون للقيادة المركزية لـ"داعش" أثناء احتلال العراق وسورية، فضلًا عن الجهود القصوى التي بذلتها واشنطن لمنع سقوط "داعش"، لا يخفى على أحد. بالإضافة إلى ذلك، فإن جزءًا كبيرًا من توجيه سلوك وأداء الجماعات الإرهابية في سورية تم توجيهه وإدارته من قبل أنصار وأقارب الرئيس الأميركي الجديد".
وأضافت: " يحاول ترامب تجنب تحمل تكاليف هذه التصرفات والمخاطرة بها في الأسابيع الأولى من وجوده في السلطة من خلال إنكار أي علم أو تورط في التطورات التي تحدث في مختلف مناطق العالم الأميركي الجديد، فالرئيس يعتزم اعتبار نفسه وريث الوضع الحالي في منطقة غرب آسيا بدلًا من المصمم، ليدير لعبة اللوم على الآخرين بأسلوبه المعتاد، في هذه اللعبة غير المعقّدة، في حال تطابق المصالح الأميركية مع التطورات في سورية سيعتبر ترامب نفسه صانعها ومنتجها، وإلا فسيعتبرها إرثًا شريرًا وبقايا رئاسة جو بايدن ووجود الديمقراطيين في البيت الأبيض".
خسارة سورية في الحرب الإعلامية
كتبت صحيفة همشهري: " المصدر الرئيسي للتطورات في سورية يعود إلى الحرب الإعلامية، فالحرب الإعلامية والحرب النفسية كانت من أكثر الأحداث تأثيرًا في انهيار حكومة بشار الأسد في سورية، إن معرفة الإعلام وتعليم الثقافة الإعلامية لقطاعات مختلفة من المجتمع يجعل المجتمع مقاومًا للهجوم الإعلامي للإمبريالية، لأننا الآن رأينا أن حكومة راسخة عمرها أكثر من 50 عامًا انهارت بهذه الطريقة. وطبعًا هذا لا يعني أن نظام بشار الأسد في سورية كان خاليًا من المشاكل ولم يحاول الإعلام سوى عكسه؛ ومن المؤكد أن الحكومة السورية أيضًا واجهت مشاكل أثارت استياءً شعبيًا، واستطاعت وسائل الإعلام المعارضة ركوب موجة هذا الاستياء وتكثيفها بمساعدة وسائل الإعلام. [...] لا ينبغي تجاهل الأسباب الأخرى، مثل طريقة حكم البلاد وإدارتها، والتفاعل مع جماعات المعارضة، وحتّى ضعف الحصول على المساعدة من الدول، والتي كانت أحد الأسباب الرئيسية والعوامل في سقوط الأسد، لكن الأداة الإعلامية كان لها الأثر الكبير في هذا الحدث".
ووفق الصحيفة، يرى بعض الخبراء السياسيين أن بشار الأسد انخدع بوعود بعض الدول العربية بشأن دعمه؛ لكن لا بد من القول إن هذا الأمر كان أيضًا بسبب الألاعيب الإعلامية لعدد من الدول العربية التي خدعت الحكومة السورية والجيش السوري؛ بمعنى آخر، بسبب هذه الحرب الإعلامية، لم يتمكّن الأسد نفسه من اتّخاذ قرار بشأن البقاء مع الدول الأعضاء في الجامعة العربية أو مع دول محور المقاومة" على حد قول الصحيفة.
ما الذي يجب فعله في سورية؟
كتبت صحيفة وطن أمروز: " هناك ثلاثة سيناريوهات تواجه سورية:
1. تحول سورية إلى ليبيا
2. تحول سورية إلى يوغوسلافيا.
3. تحول سورية إلى أفغانستان، حرب أهلية وتفكك وإقامة الحد الأدنى من الحكومة السنية السلفية.
هذه هي الاحتمالات الثلاثة التي تواجه سورية.
ومع انهيار نظام الأسد، انهار النظام العربي المناهض لـ"إسرائيل". ومن الآن فصاعدًا، فإن إمكانية تقديم الدعم لحزب الله يواجه تحديًا أيضًا. استهدفت "إسرائيل" القدرة العسكرية السورية دون أدنى تكلفة، ومع غياب المجتمع، بالإضافة إلى الحكومة التي لم تطلب أي مساعدة من إيران، لم تتدخل إيران في سورية. إيران ليست حكومة استعمارية أو قوة احتلال تريد ضمان مصالحها بالقوّة.
بالنسبة لإيران، التي تمكّنت من قتل 70 ألفًا من قوات "داعش"، فإن مواجهة 30 ألفًا من القوات القتالية البرية كانت ولا تزال إجراءً ممكنًا للغاية، ولكن بالنظر إلى أن الحكومة السورية اتّخذت قرارًا مختلفًا، فإن العمل العسكري الإيراني في هذا المجال كان مختلفًا [...] يجب على إيران أن تبدأ خط اتّصال مع جميع الجهات الفاعلة في سورية مع الحد الأدنى من الوساطة من قبل الجهات الحكومية في البلدان الأخرى من أجل تحديد وتعزيز القوى النشطة في سورية [...] وفي طريقة تعاملنا مع الجماعات السنية السلفية، ينبغي على حركة حماس الاستفادة من نفوذها في التيارات السنية السلفية السورية، ولعب دور تاريخي في هذا الصدد، وتوفير إمكانية تفاعل إيران مع هذه الجماعات. وإذا لعب خالد مشعل، أحد القادة السياسيين لحركة حماس، دورًا بناء في هذا الأمر، فإنه يمكن أن يحصل على مكانة رفيعة في العلاقات السياسية للمنطقة" وفق قناعات الصحيفة.
سورياالجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف