الخليج والعالم
واشنطن تقود "محور البؤس" في المنطقة
كتب ماتيو آي بيتي مقالة نشرت في مجلة ذا أميركن كونسيرفاتيف قال فيها إنّه وبعد ما جرى "طرد إيران من بلاد الشام" (وفق تعبيره)، يُطرح السؤال عن شكل البديل بقيادة الولايات المتحدة.
وقال الكاتب، إنّ الإجابة تتجلى في غزّة وجنوب لبنان وهي عبارة عن جثث وأنقاض، وأن الخيارات في منطقة نفوذ أميركا عمومًا تتراوح ما بين الحكم العنيف على أيدي الميليشيات في أسوأ الأحوال والركود الاقتصادي والهجرة الجماعية في أحسن الأحوال.
كما أضاف الكاتب بأّنه ومباشرة بعد إسقاط الرئيس السوري السابق بشار الأسد على أيدي ائتلاف يشمل "تنظيم القاعدة خاضعة للإصلاحات" بدأت "إسرائيل" وتركيا بمحاولة إقامة مناطق عازلة على الأراضي السورية.
عقب ذلك سلط الكاتب الضوء على دراسة كان كتبها المسؤول الأميركي السابق ألبرتو فرنانديز عام 2022 والذي كان المتحدث باللغة العربية لإدارة بوش الابن خلال حقبة الحرب في العراق، حيث اعتبر الكاتب أن ما كتبه فرنانديز يمثل اللغة الأوضح في توصيف نظام الشرق الأوسط بقيادة الولايات المتحدة.
وأشار الكاتب إلى ما يقوله المسؤول الأميركي السابق عن صراع بين "شرق أوسط الحياة" و"شرق أوسط الموت"، حيث إن الشر (وفق هذه الرؤية) يتمثل بمساعي إيران لإعادة تكوين الدول والمجتمعات في المنطقة باتّجاه الحروب والنزاعات (بحسب فرنانديز)، بينما الأبطال في نظره هم "إسرائيل" ودولة الإمارات والسعودية الذين يسميهم البناة بدلًا من المدمرين.
ومن ثمّ سأل الكاتب، ما معنى أن يُحسب طرف معين على البناة بدلًا من المدمرين، حيث أجاب بأنه يعني على صعيد جنوب لبنان تدمير كلّ قرية يمكن الوصول إليها، بما في ذلك أماكن تراثية مسيحية. أما في غزّة فأشار إلى تجويع الفلسطينيين، مضيفًا أنّ سياسة "إسرائيل" في المناطق التي تسيطر عليها كانت ولا تزال عبارة عن حكم العصابات.
كما لفت إلى مشاهد مصورة لجنود "إسرائيليين" وهم يطلقون النار على مدنيين عزل يرفعون الراية البيضاء. كذلك أشار إلى إعدام المسنين في بيوتهم وإحراق المنازل واغتصاب الأسرى وغيرها من الممارسات.
وقال الكاتب، إنّ الأطراف الأخرى في "محور البؤس" التابع لواشنطن أيضًا قامت بممارسات مدمرة بحق مجتمعاتها، وأن السعودية والإمارات تصدّتا "للنفوذ الإيراني" في اليمن عبر التجويع والتفجيرات الإرهابية واغتيالات قامت بها مرتزقتهما.
هذا، وشدّد الكاتب على أن معاناة هذه الشعوب وخلافًا لما يقوله فرنانديز ليست بسبب أخطاء أو خطوات خطأ، وليست عبارة عن إجراء مؤقت حتّى تحقيق النصر في الحروب، بل تشكّل النظام الإقليمي في الحاضر وعلى الدوام. كما تابع أنّ هذه هي الحياة التي منحتها واشنطن لأعداء مهزومين خلال الأعوام الثلاثين الماضية.
كذلك سأل الكاتب: إذا كان العنف برعاية أميركا وسيلة لغاية إيجابية، فما هي هذه الغاية، حيث قال إنه وباستثناء بعض المصالح الضيقة، فإن المسألة تتعلق على ما يبدو بالقوّة من أجل القوّة والانتقام وإرضاء عواطف صناع السياسة الأميركية.
سورياالولايات المتحدة الأميركية