الخليج والعالم
الشراكة الصينية الروسية عصيّة على الانكسار
كتب أليكساندر غابويف (Alexander Gabuev) مقالة نُشرت بمجلة Foreign Affairs أشار فيها إلى أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب كان قال في مقابلة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي إنه "يجب ألا تتحد روسيا والصين، ويتوجب عليه تفكيك الوحدة بين البلدين"، حيث أعرب عن اعتقاده بأنه "يستطيع تحقيق ذلك".
وقال الكاتب، إنّ المؤشرات الأولية تفيد بأن "الإدارة المقبلة قد تسعى إلى تقويض الشراكة الصينية الروسية من خلال خفض التصعيد وحتّى تحسين العلاقات مع موسكو، وذلك بغية الضغط على بكين". كما أضاف، أن "هذه المقاربة على ما يبدو تحظى بتأييد لدى العديد من المقربين من ترامب، بما في ذلك شخصيات جرى اختيارها لتكون في فريقه للأمن القومي".
وفي هذا السياق، أشار الكاتب إلى أن Michael Waltz الذي اختاره ترامب لتولي منصب مستشار الأمن القومي أعرب عن تأييده لقيام الولايات المتحدة بالعمل على وقف الحرب في أوكرانيا في أسرع وقت، ومن ثمّ تخصيص الموارد من أجل مواجهة "التهديد الأكبر" المتمثل "بالحزب الشيوعي الصيني".
عقب ذلك، تحدث الكاتب عن الشخصيات التي يعيّنها ترامب في مجال "الأمن القومي والتجارة"، لافتًا إلى أن أغلب الشخصيات التي اختارها حتّى الآن لتولي مناصب رفيعة المستوى معروفة في مواقفها المتشددة ضدّ الصين وتؤيد تعزيز الإنفاق الدفاعي من أجل مواجهة بكين، بالإضافة إلى رسوم جمركية عقابيّة وفرض المزيد من الضوابط على الصادرات ودعم تايوان.
في غضون ذلك، رأى الكاتب أنّه "في ظل كلّ هذا الغموض المحيط بإدارة ترامب الثانية، فإن آخر شيء يقلق الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ هو قدرة واشنطن على خلق انقسام حقيقي بين البلدين، وذلك رغم وعود ترامب حول القيام بذلك خلال الحملة الانتخابية".
ولفت إلى أن "نجاح ترامب في التوصل إلى صفقة عبر التفاوض في ملف أوكرانيا ترضي بوتين أمر ليس مضمونًا، إذ إن موسكو قد تواصل القتال، وبالتالي فإن الخطة الرامية إلى تحسين العلاقات مع الكرملين على حساب بكين ستكون غير مضمونة".
كذلك نبّه إلى أن الأوروبيين قد لا ينفتحون اقتصاديًا على روسيا، حتّى وإن توصلت الأطراف إلى اتفاق بشأن أوكرانيا، وقام ترامب بتخفيف العقوبات على روسيا". وأضاف "العديد من العواصم الأوروبية تراودها الشكوك حيال بوتين، ولا تريد العودة إلى ما كان الوضع عليه قبل الحرب لجهة الاعتماد على روسيا اقتصاديًا".
وأشار الكاتب إلى أن "روسيا أصبحت تعتمد بشكل كبير على الصين اقتصاديًا، إذ إن 40% من الإيرادات الروسية تأتي من الصين بينما نسبة 30% من صادرات موسكو تذهب إلى بكين". كما تحدث عن تعميق هذا الاعتماد الاقتصادي، وشدد بالتالي على أنه "لا يمكن تفكيكه بين ليلة وضحاها"، مضيفًا بأن "قلب هذا الموضوع يتطلب جهودًا أميركية أوروبية منسقة لزيادة التبادل التجاري مع روسيا، وهو أمر من الصعب تصوره خلال فترة وجود ترامب في الحكم".
وبيّن الكاتب أن "كلّاً من بوتين وشي جين بينغ يدركان أنها ستكون ولاية ترامب الأخيرة، وبالتالي قد يأتي بعده رئيس يقوم بإلغاء أي صفقة يجري التوصل إليها في ظل حكم رئيس جمهوري". أما الرئيسان الصيني والروسي، أردف الكاتب، بأنهما "ينويان البقاء في السلطة إلى ما بعد العام 2029 – وهو العام الذي ستنتهي فيه ولاية ترامب - لفترة ليست بالقصيرة".
وتابع قائلًا: إنّه "إلى جانب العلاقة الشخصية بين بوتين وشي جين بينغ، هناك عوامل أخرى مثل عدم ثقتهما المشترك بواشنطن وآمالهما في تعزيز قوتهما في نظام ناشئ متعدد الأقطاب على حساب الولايات المتحدة". وشدد على أن كلّ هذه العوامل قوية بما فيه الكفاية للحفاظ على استقرار الشراكة الروسية الصينية وتنميتها.