ابناؤك الاشداء

الخليج والعالم

ماذا بعد مغادرة وزير الحرب الأميركي بالوكالة منصبه؟
19/06/2019

ماذا بعد مغادرة وزير الحرب الأميركي بالوكالة منصبه؟

علّقت صحيفة "واشنطن بوست" على مغادرة وزير الحرب الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان منصبه، وقالت إن "هذا التطور قد يهمش وزارة الحرب "البنتاغون" أكثر فأكثر، في ظل محاولاتها للحد من إمكانية وقوع أعمال "عدائية"".

كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن "مستشار الأمن القومي جون بولتون يهيمن على السياسة المتبعة حيال إيران، ويتحكم بالمعلومات التي تصل إلى ترامب، وأضافت أن "بولتون قلّص عدد اللقاءات التي تجمع ما بين المسؤولين الأميركيين في البيت الأبيض لبحث السياسة المتبعة حيال طهران".

الصحيفة ذكرت أن "المسؤولين في "البنتاغون" وفي وزارة الخارجية الأميركية يشتكون من صعوبة عقد الجلسات لبحث موضوع إيران في ظل وجود بولتون"، ونقلت عن مسؤول أميركي رفيع قوله إن "العملية إقصائية جدًا مع وجود بولتون".

وأشارت الصحيفة إلى أن "المسؤولين في "البنتاغون" أعربوا عن مخاوفهم من أن يجعل التصعيد واشنطن أقل أمنًا في منطقة الشرق الأوسط، ويقوض 
هدف ترامب بسحب قواته من المنطقة". 

ولفتت "واشنطن بوست" إلى أن "المسؤولين في "البنتاغون" أعربوا أيضًا عن مخاوفهم من حصول مواجهة عسكرية نتيجة مسار التصعيد الحاصل".

ونقلت الصحيفة عن مصدر أميركي مطّلع قوله إن "المسؤولين في "البنتاغون" ومن بينهم شاناهان هم الذين "يفرملون" أعمال وزارة الخارجية الأميركية والبيت الأبيض، وأن "البنتاغون" لا يدق طبول الحرب". 

كما نقلت عن مسؤول أميركي رفيع قوله إن "ترامب لا يريد إرسال المزيد من القوات إلى المنطقة، لكنه سينقع بالقيام بذلك".

وفي مقال رأي نشرته الصحيفة، تناول الكاتب دايفيد أغناتيوس علاقة الولايات المتحدة الأميركية بحلفائها الأوروبيين والآسيويين، ونقل في هذا السياق عن مسؤول أميركي سابق قوله إن ثمة مشكلة ثقة بين واشنطن وهؤلاء على صعيد السياسة الأميركية المتبعة حيال إيران.

الكاتب نقل عن المسؤول الأميركي قوله إن الولايات المتحدة وضعت نفسها في حالة عزلة، في حين أن إيران ليست كذلك، كما نقل عنه قوله إن هناك غيابًا لاستراتيجية أميركية حيال إيران.

ورأى الكاتب أن تنحي وزير الحرب بالوكالة باتريك شاناهان يفاقم الأمور، وأن مغادرة الأخير ستعزز أجواء "المجهول" في "البنتاغون" بالتزامن مع "خطر عسكري محتمل".

وبشأن الشكوك الدولية بصوابية سياسة ترامب تجاه إيران، قال الكاتب إن دولًا حليفة لواشنطن شككت بزعم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن إيران تقف وراء الهجمات الأخيرة في خليج عمان، وتابع إن خوف العواصم الغربية من التهديد الذي يشكله ترامب لـ"السلام" والاستقرار في الخليج يفوق خوفها من إيران، وأضاف أن 
العديد من الأصدقاء التقليديين لأميركا أصبحوا يرون أن واشنطن هي المشكلة.

الكاتب لفت الى أن استراتيجية إدارة ترامب تقوم على فرضية قيام دول أوروبية بإقناع إيران بمواصلة الالتزام بالاتفاق النووي حتى بعد قيام البيت الأبيض بالانسحاب منه وتشديد العقوبات على طهران، لكن الأخيرة ردت على حملة "الضغوط القصوى" من قبل ترامب "بالمقاومة القصوى".

وعزا الكاتب السياسة الأميركية المتبعة حيال إيران إلى تأثير شخصيات في الشرق الأوسط أبرزها المواطن اللبناني الأميركي جورج نادر وولي عهد الإمارات محمد بن زايد وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ولفت إلى أن جميع هؤلاء أيدوا تشديد السياسة الأميركية حيال إيران.

وكشف الكاتب عن اجتماع جرى في شهر كانون الأول/ديسمبر عام 2016 بعد فوز ترامب في الانتخابات، شارك فيه مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق مايك فلين وكبير الاستراتيجيين السابق في البيت الأبيص ستيف بانون وصهر ترامب جاريد كوشنير وجورج نادر.

وقال الكاتب إن ترامب بعد ذلك قام بتنفيذ وعده الانتخابي بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، وأضاف أن السؤال الحقيقي المطروح في العواصم العالمية اليوم هو عن ماهية سياسة ترامب حيال إيران.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم