الخليج والعالم
تطوّرات الوضع السوري في صدارة اهتمامات الصحف الإيرانية
اهتمّت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء 4 كانون الأول 2024 بالتطورات الحاصلة في سورية ومآلاتها في العلاقات بين دول المنطقة.
كما اهتمت أيضًا بالعلاقات الأميركية الإيرانية والنقاش الداخلي حول المفاوضات.
أزمة وعشرات المؤامرات
بداية مع صحيفة رسالت" التي كتبت: "استمراراً للأزمات المتلاحقة التي خلقها المحور الصهيوني الأمريكي في منطقة غرب آسيا، خلق الإرهابيون في سورية جولة جديدة من التوتر والصراع في هذا البلد من خلال مهاجمتهم مدينة حلب... تحرير الشام وأحرار الشام مجموعتان إرهابيتان تحاولان الآن السيطرة على حلب في سورية. وتلقت هاتان المجموعتان الإرهابيتان المقربتان من الولايات المتحدة وتركيا ضربات موجعة في الأزمة السورية 2011-2018، إلا أنهما تدربتا في السنوات الأخيرة في المناطق التي تحتلها تركيا والولايات المتحدة في شمال سورية للاستعداد للقتال مع النظام السوري في هذا الوقت ويعود التركيز على حلب أيضًا إلى أهميتها الاستراتيجية بالنسبة للنظام السوري باعتبارها المركز الاقتصادي لهذا البلد وأيضًا بسبب قربها الجغرافي من تركيا. إن قرب حلب من الحدود التركية، فضلاً عن موقع المنشآت العسكرية المهمة مثل قاعدة النيرب الجوية وقاعدة الجراح وأكاديمية الهندسة العسكرية، ضاعف من الأهمية الاستراتيجية لهذه المدينة. إضافة إلى ذلك، تعتبر حلب أحد مفاتيح التواصل بين شمال سورية وجنوبها، والسيطرة عليها تعني الوصول إلى طرق المواصلات والاتصالات الحيوية".
وأضافت: "تركزت الاضطرابات الحالية في سورية على الجماعات الإرهابية، ولكن على عكس فترة السبع سنوات السابقة، فإن ظروف الإرهابيين هذه المرة مختلفة. من ناحية، لا ينقسم الإرهابيون إلى فروع كثيرة، وجميعهم تقريباً يقاتلون تحت راية تحرير الشام. ومن ناحية أخرى، يمتلك الإرهابيون معدات أكثر حداثة، مثل الطائرات بدون طيار، ولا يكتفون بشن حرب برية ضد النظام السوري. قضية أخرى هي أنه على عكس فترة السبع سنوات الماضية، لم يكن لدى الإرهابيين نهج صارم تجاه الناس ولم يخلقوا الكثير من الرعب. أما إعلامياً، فهم يديرون العقول لمصلحتهم الخاصة، وبينما ينشرون أخباراً كاذبة عن وضع النظام السوري، مثل الانقلاب على بشار الأسد، فإنهم يظهرون أيضاً إنجازاتهم الميدانية".
وتابعت "لأسباب مختلفة، ما بدأ في حلب وهدد مرة أخرى وحدة أراضي سورية وسيادتها، هو مؤامرة المحور الصهيوني الأمريكي. ومن هذه الأسباب: تزامن التطورات في حلب مع وقف إطلاق النار في لبنان حيث تم تنفيذ أعمال الإرهابيين في حلب بالتزامن مع بدء وقف إطلاق النار في لبنان. كما إن انخراط الحلفاء السوريين في المجالين الداخلي والخارجي، هو عامل مهم آخر للتركيز الصهيوني الأمريكي على سورية، فالآن يخوض حزب الله حرباً مع النظام الصهيوني وينصب تركيزه على المنطقة داخل لبنان، وتركز الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي شهدت اشتباكات مباشرة مع النظام الصهيوني مرتين خلال الأشهر السبعة الماضية، على التطورات في لبنان غزة، وروسيا منخرطة أيضاً في الحرب في أوكرانيا، وهي حرب فرضتها أميركا على روسيا، وفي الأشهر الأخيرة، زادت المساعدات الأميركية والأوروبية لأوكرانيا. وفي ظل هذه الظروف، مهدت الجماعات الإرهابية بتوجيه من المحور الصهيوني الأمريكي الطريق للقيام بأعمال جديدة ضد سورية خلقت جولة جديدة من التوتر".
نثق بمجنون؟
بدورها، قالت صحيفة "همشهري": "في هذه الأيام، وبينما يقوم الرئيس المنتخب للولايات المتحدة بتحريك الأبواق فيما يتعلق بالشرق الأوسط، تتجمع بعض التيارات الداخلية، متجاهلة خلفية سياسات ترامب العدائية ضد إيران في الولاية الأولى لرئاسته، ويتم إثارة موضوع التفاوض مرة أخرى؛ الأمر الذي يعتبر تطبيقًا لمثال : تجربة المجرب خطأ".
وتابعت "نشر ترامب في آخر موقف له بشأن تطورات الشرق الأوسط منشورا على موقع التواصل الاجتماعي ورسم خطا جديدا لهذه المنطقة وبينما أكد على الإفراج الفوري عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، هدد بأنه إذا ويتم إطلاق سراح هؤلاء الرهائن بحلول 20 يناير/كانون الثاني، أي قبل أن يتم دخوله البيت الأبيض، فإن الشرق الأوسط سيدفع ثمنًا باهظًا، كما هدد الرئيس الأمريكي المنتخب بأنه إذا لم يحدث ذلك فسوف يندلع جحيم حقيقي في الشرق الأوسط وللمسؤولين الذين ارتكبوا هذه الجرائم ضد الإنسانية.
ورغم أن ترامب لم يذكر إيران في خطابه الأخير وجعل الشرق الأوسط هدفا لتهديداته بشكل عام، إلا أن مقارباته السابقة وتشكيلة حكومته تتحدث أكثر من أي شيء آخر عن الاستراتيجيات العدائية للرئيس الأميركي المنتخب ضد الشعب الإيراني. وهو النهج الذي ظهر في الولاية الأولى لرئاسة ترامب في إطار سياسة الضغط الأقصى".
وأردفت "في مثل هذا الوضع، ورغم تأكيد شخصيات مقربة من ترامب على استمرار مواقف ترامب المناهضة لإيران في الولاية الثانية من رئاسته خلال الأسابيع الأخيرة، إلا أن بعض التيارات الداخلية تحاول مرة أخرى تقديم المفاوضات مع ترامب على أنها النسخة الوحيد المتاحة؛ وهذا عنوان خاطئ، وعلى أساسه وضعت بعض الحكومات السابقة كل فرصها في هذه السلة، لكن النتيجة النهائية كانت سوء نية الطرف الآخر وفرض ضغوط اقتصادية متزايدة على الشعب".
النهج القبيح لتركيا في سورية
بالموازاة، جاءت في صحيفة "جام جم": "لقد شهدنا مؤخراً التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، وبعد ذلك مباشرة، بدأت حوادث إرهابية جديدة في سورية [...] في هذه المرحلة، نفذت تركيا خطة خطيرة ضد سورية. وكان لأنقرة في تنفيذ هذه الخطة قراءات وفرضيات لا يمكن تجاهلها بسهولة، فقد تم تهميش سورية خلال التطورات الأخيرة في المنطقة (حرب غزة ولبنان)، كما انخفضت جاهزيتها الدفاعية بسبب ابتعادها عن ساحة المعركة".
وأكملت "حزب الله ركز أيضاً على ساحة المعركة مع نظام الاحتلال الصهيوني في لبنان، وأدى هذا الأمر إلى خلق ثغرات وانقسامات داخل سورية، وهو ما استغلته تركيا. نحن نتحدث عن نهج وسلوك قبيح من تركيا. وقف إطلاق النار في لبنان كان بمثابة وقت لتضميد بعض الجراح في المنطقة، لكن كيف تسمح تركيا لنفسها بخلق أزمة أخرى بناء على أهدافها ومصالحها التنموية بدلا من حماية وقف إطلاق النار المتحقق وتخفيف الألم في المنطقة؟".
وقالت "في هذه الأثناء، نحن نواجه تضافراً بين تل أبيب وأنقرة. وهذا التآزر ليس له تصميم مشترك، لكنه يظهر هدفاً مشتركاً تحت عنوان مواجهة سورية وإضعاف هذا البلد من الطرفين (الكيان الصهيوني وتركيا). ويريد نظام الاحتلال الضغط على سورية باعتبارها أحد رموز المقاومة في المنطقة. ولا يخفى على أحد دور دمشق الكبير في نجاح المقاومة اللبنانية عام 2006 (حرب الـ 33 يوماً) ودعمها المستمر للأحزاب وفصائل المقاومة سورية. ومن ناحية أخرى، تعتزم الحكومة التركية فرض إرادتها على الحكومة السورية (نظراً للتطورات الراهنة في المنطقة، والتي يجري جزء منها في الأراضي السورية). لذا فإن هدف كلا الطرفين هو إضعاف الحكومة السورية.
جبهة المقاومة لا تزال تراقب ما يحدث في سورية ولها تدخل حاسم. وتعتبر جبهة المقاومة العدوان على الأراضي السورية خطها الأحمر وتعتبر مسؤوليتها وواجبها مواجهة الجماعات الإرهابية وحتى الحكومات المعتدية التي تنوي الضغط على دمشق. إن عمل جبهة المقاومة في الدفاع عن سورية هو مثال للعمل المشروع والمنطقي".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
04/12/2024
إعادة تسيير الرحلات بين بغداد وبيروت
04/12/2024