الخليج والعالم
التطورات الحاصلة في سوريا وأبعاد هذه التحركات محط اهتمام الصحف الإيرانية
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 01 كانون أول 2024 بالتطورات الحاصلة في سوريا وأبعاد هذه التحركات، مضافًا إلى العلاقات الجارية بين الجمهورية الإسلامية وسائر الدول الأوروبية فيما يتعلق ببرنامج إيران النووي.
من الحد الأدنى للسلام إلى الحد الاقصى للحرب
كتبت صحيفة رسالت "صدور الأمر باستخدام الصواريخ الأمريكية والأوروبية في العمق الاستراتيجي لروسيا، ولّد أزمات مزمنة وبعيدة المدى في مشهد الحرب الأوكرانية"، مشيرةً إلى أنّ "من بين هذه العواقب التغيير الرسمي في العقيدة النووية الروسية وصعود هذا البلد لاستهداف كييف وخاركيف على نطاق أوسع. ويقول الجمهوريون الأميركيون إن تصرفات بايدن الأخيرة تهدف إلى تدمير لعبة إدارة ترامب فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا وتصعيد الأزمة في أوروبا الشرقية والفناء الخلفي لروسيا".
وأضافت: "خلال الحملة الانتخابية الرئاسية في 5 نوفمبر/تشرين الثاني، أكّدت كامالا هاريس أنها في حالة فوزها بالانتخابات، فإنها ستواصل العملية الحالية في أوكرانيا (دعم استمرار الحرب)، إلا أن إصرار الديمقراطيين على استمرار الحرب في أوكرانيا قد ساهم في في أن يصبح هذا الأمر واحدًا من نقاط ضعفهم الانتخابية، والآن، قبل مغادرة البيت الأبيض، يعتزم الديمقراطيون أن يجعلوا من الصعب على الإدارة الأمريكية المقبلة، أي إدارة ترامب، إدارة مفاوضات وقف إطلاق النار المحتملة من خلال توسيع نطاق الحرب وإشراك كييف وموسكو بشكل أكبر في المواجهات".
وتابعت:" إن الارتباك الاستراتيجي الذي يعاني منه أعضاء حلف شمال الأطلسي فيما يتصل بكيفية مواجهة الحرب في أوكرانيا واضح للغاية. وقد تجلت أمثلة هذا الارتباك في المواقف العلنية لأعضاء حلف شمال الأطلسي، حيث لا تستطيع ألمانيا والمجر إخفاء قلقهما إزاء الأبعاد العملياتية التي لا يمكن السيطرة عليها وما يترتب على ذلك من تصعيد للحرب. [...] ومن ناحية أخرى، بدأت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة مقامرة محفوفة بالمخاطر وصعبة بهدف الإخلال بتوازن الحرب من خلال منح الإذن باستخدام صواريخها المتوسطة والبعيدة المدى التي أرسلتها إلى أوكرانيا على الأراضي الروسية. وقد حذر العديد من الاستراتيجيين الغربيين من أن مثل هذا التوازن لن يكون في نهاية المطاف لصالح الغرب، وبعد ذلك، فإنه سيجبر الروس على توجيه ضربات أكثر قسوة لأوكرانيا وحتى نشر الحرب إلى بلدان أخرى".
وأردفت: "[...] كان تحويل الحرب بين روسيا وأوكرانيا إلى حرب بين روسيا وحلف شمال الأطلسي يعتبر الخط الأحمر لواشنطن وأعضاء آخرين في حلف شمال الأطلسي قبل الانتخابات الرئاسية الأخيرة وفوز ترامب، لكنه الآن، في الأسابيع الأخيرة من إقامته في البيت الأبيض تجاوز بايدن هذا الخط الأحمر الخطير رسميًا، [...] ويكاد يكون من المستحيل تحقيق الخيارات الوسطية في هذه المعادلة المتعددة المجهولة، إن أساس الحرب محدد بشكل وإطار يجعل من الصعب للغاية التوصل إلى حلول وسطية، وحافظت روسيا على قدرتها على شن الحروب، بما في ذلك حرب الاستنزاف، بل وزادتها في بعض المجالات، في المقابل، لا يلعب زيلينسكي دورا في هذه المعادلة تحت ستار سياسي مستقل، بل يعتمد على الاستراتيجيات والتكتيكات التي يحددها حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة لساحة المعركة".
اردوغان يصطاد في الماء العكر
من جانبها كتبت صحيفة وطن أمروز: "بعد صراعات عديدة مع ضغوط الرأي العام العالمي ووساطة القوى الدولية والإقليمية، أنهى النظام الصهيوني 14 شهرًا من الصراع المباشر مع حزب الله صباح يوم 27 تشرين الثاني/نوفمبر، وهو الحدث الذي كان بمثابة مؤشر على تراجع الاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط، ولم يدم تفاؤل الرأي العام والمراقبين الإقليميين طويلًا، حتى ملأت الحرب السورية مكان العدوان والقتل في لبنان".
ولفتت إلى أنّه "[...] لا يخفى على أحد أن حكومة أردوغان منذ بداية الحرب في سوريا أواخر عام 2010 وحتى منتصف عام 2020، هي أكبر داعم مالي وتسليحي للجماعات الإرهابية والتكفيرية في سوريا، بل وأصبحت حدود تركيا مع سوريا، والتي يبلغ طولها عدة مئات من الكيلومترات، ملاذًا آمنًا لتدفق الإرهابيين وإرسالهم من جميع أنحاء العالم إلى سوريا"، مشيرةً إلى أنّ "الانتماء الفكري لعدد من ميليشيات الجيش الحر وأحرار الشام وتحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا) لفكر الإخوان المسلمين والتقائها مع التوجهات الشخصية الإخوانية عند أردوغان، بصفته الممثل لحزب العدالة والتنمية التركي (الذي يسمى الفرع التركي لجماعة الإخوان المسلمين)، ساهم في خفض التوترات إلى الصفر من خلال المرور عبر الحلول السياسية، لاتخاذ خطوات لتحقيق حلم العثمانية في المنطقة، الآمال التي لم تتحقق مع مرور عقد من الزمن، بل أدخلت تركيا أيضًا في صراع مع جيرانها الثلاثة الرئيسيين (سوريا والعراق وإيران)".
وأضافت: "[...] إن الهجمات الأخيرة التي شنتها الميليشيات المتمركزة في إدلب على مواقع الجيش السوري ومحاولة التسلل إلى حلب (أكبر مدينة في سوريا والمركز الاقتصادي لهذا البلد) لم تكن ممكنة دون ضوء أخضر من أردوغان. في السنوات الأخيرة، أصبحت الحكومة التركية الداعم الوحيد للإرهابيين المتمركزين في إدلب [...]، إن أردوغان عازم على استخدام الورقة المذكورة كوسيلة ضغط على مستقبل سوريا وتمهيد الطريق لنفوذه في حكومة الوفاق الوطني السورية في المستقبل".
أقصى مقاومة ضد الضغط الأقصى
بدورها كتبت صحيفة جام جم: "إن الموقف الأساسي لجمهورية إيران الإسلامية كان دائمًا يرتكز على سلمية البرامج النووية وتجنب التوجه نحو بناء وإنتاج واستخدام الأسلحة النووية، ولا يزال هذا الموقف ثابتا، وفي الوقت نفسه، فإن سياسة جمهورية إيران الإسلامية هي محاولة خلق أقصى قدر من الردع ضد التهديدات الأجنبية، هذا في حين أن أداء ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بدعم من الولايات المتحدة في الأشهر الماضية، دفع الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى إيلاء المزيد من الاهتمام لمسألة تحسين مستوى الردع لديها، وفي هذا الصدد وهناك اقتراحات ونظريات مفادها أن مدى الصواريخ الإيرانية سيكون أكثر من 2000 كيلومتر، كما يمكن مراجعة عقيدة برامجها النووية كما اقترح الخبراء، على الرغم من أن سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تزال هي نفس السياسة السابقة من تجنب الانحراف عن النهج السلمي فيما يتعلق بالطاقة النووية".
وأردفت: "على سبيل المثال، اتخذ الاتحاد الأوروبي منذ فترة موقفًا صريحُا ضد سلامة الأراضي الإيرانية فيما يتعلق بالجزر الثلاث، وهو ما أظهر بوضوح أن التوجه الأوروبي قد تغير من الموقف السياسي إلى الموقف الأمني. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أيضًا الإشارة إلى الاتهامات الكاذبة التي وجهتها أوروبا لجمهورية إيران الإسلامية ببيعها صواريخ باليستية لروسيا والتدخل في الحرب الأوكرانية".
وتابعت الصحيفة: "بطبيعة الحال، كان آخر تحرك لهم هو محاولة أميركا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا تقديم بيان إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بمعنى آخر، بدلًا من دعم المفاوضات النووية والوفاء بالتزاماتها في خطة العمل الشاملة المشتركة، كان النهج الأوروبي هو التهديد لقد استعجلوا وأعادوا قضية إيران إلى مجلس الأمن"، مشيرةً إلى أنّه "[...] في المرحلة الحالية من برنامج الجمهورية الإسلامية الإيرانية، السياسة هي نفسها كما كانت من قبل، ولكن هناك إمكانية لتغييرها إذا تغيرت مواقف أميركا وأوروبا وتزايدت التهديدات الأمنية".
وأكّدت أنّه "بهذه الطريقة، يجب على الولايات المتحدة ودول مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا أن تدرك أن أيدي الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليست مقيدة وستتجه بالتأكيد نحو أقصى قدر من الردع مقابل أقصى قدر من الضغط".
سورياالجمهورية الاسلامية في إيرانالاسلحة النووية