الخليج والعالم
تفاعل النخب التونسية مع صمود المقاومة: حزب الله انتصر في أعظم منازلة
تفاعل التونسيون بشكل لافت مع الانتصار الذي حققته المقاومة في لبنان، متفقين على أن ما حصل هو نتيجة لصمود المقاومة الباسلة التي أحبطت كلّ المخطّطات الصهيونية وطموحات مجرم الحرب الصهيوني بنيامين نتنياهو ومن معه، وكذا الإدارة الأميركية الحالية.
وأصدر حزب التيار الشعبي في تونس بيانًا رأى فيه أن وقف إطلاق النار جاء بعد ملحمة بطولية خاضتها المقاومة الإسلامية في لبنان ومعها شعبها الصامد، فخضع العدوّ لإرادتها وقبِل صاغرًا وقف إطلاق النار على الجبهة الشمالية. وتقدّم التيار الشعبي إلى المقاومة اللبنانية قيادة ومجاهدين وشعبًا بالتهنئة بهذا الانتصار، حيث حطّم فِتْية حزب الله الكرام بتضحياتهم أوهام العصابة النازية الصهيونية، وأبقوا راية الحق عالية فوق جبال وتلال جنوب لبنان الشامخات الشاهقات".
درس عربي
ورأى التيار الشعبي أن "ما قدمته المقاومة والشعب اللبناني دفاعًا عن أرضهم ونصرة للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة يعتبر درسًا عربيًا وإنسانيًا عظيمًا دفاعًا عن السيادة والحق، حيث قدّموا خيرة قادتهم وأبطالهم مجاهدين ومدنيين وعلى رأسهم قائدهم ورمزهم الشهيد الخالد السيد حسن نصر الله على طريق القدس".
وقال: "إن التيار الشعبي في تونس يرى انتصار المقـاومة في لبنان انتصارًا للمقاومة في غـزة وتعزيزًا لصمودها في معركة المصير الواحد لكل أمتنا وللإنسانية قاطبة، ودعمًا لنهج المقاومة عربيًا وعالميًا كخيار وحيد لكل المظلومين والمضطهدين من أجل الانعتاق والتحرر من الاستعمار والهيمنة والاستغلال". ورأى التيار الشعبي أنّ "وقف إطلاق النار ليس إلا نهاية لفصل من فصول المعركة التي لا تزال طويلة وشاقة حتّى تحرير فلسطين كاملة وإزالة العدوّ الصهيوني من الوجود"، داعيًا "كلّ الأحرار في العالم إلى الضغط حتّى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة عاصمة المقاومة الإنسانية ضدّ الظلم والطغيان".
حزب الله انتصر في أعظم منازلة
ومن بين التدوينات اللافتة ما كتبه محسن النابتي الناطق باسم التيار الشعبي الذي أكد أن "حزب الله قد انتصر في أعظم منازلة وأجبر الوحش الصهيوني على الدخول إلى الزريبة بعد أن قبل صاغرًا وقف إطلاق النار تحت وابل من أكثر من 340 صاروخاً فقط في يوم قبوله للصفقة".
لفت النابتي إلى أن "خسائر العدوّ الصهيوني كانت فادحة جدًّا جراء هذه الحرب فهناك أكثر من 42 مستوطنة خالية تمامًا ومئات آلاف المستوطنين النازحين وحجم الدمار في المستوطنات غير مسبوق بشهادة الإعلام الصهيوني"، وأضاف: "جميع المباني والبنى التحتية مدمرة في هذه المستوطنات بلا استثناء، بحسب ما ورد في "يديعوت أحرونوت"".
وتابع النابتي: "إذن لأول مرة في تاريخ حروب العرب وكيان العدوّ لا نتحدث، عن إعادة الاعمار من جانبنا فقط وإنما اليوم هناك حديث دولي أميركي وغربي عن عودة "النازحين" الصهاينة وإعادة الإعمار في كيان العدو. هذا فقط على الشريط الحدودي، أما كلّيًّا فالاقتصاد الصهيوني في حالة شلل تام، والجيش في أسوأ حالاته العسكرية والمعنوية والمجتمع منهك ومفكك... نعم الحزب انتصر، ونعم كانت الحرب قبل الأخيرة لزوال كيان العدوّ، وإن غدًا لناظره لقريب".
صمود وثبات
النائب السابقة في البرلمان التونسي مباركة البراهمي هنأت حزب الله بالقول: مبارك للبنان، "والمجد لرجال حزب الله، بل لجبال حزب الله، الذين صمدوا وثبتوا أمام أكبر عملية زحف لأقوى جيوش المنطقة، والذي تُفتح له خزائن العرب والغرب الاستعماري".
ورأت البراهمي في تدوينة لها أن "العدوّ الصهيوني لم يكن ليرضخ لاتفاق وقف إطلاق النار، لولا فشله وعجزه أمام حرب استنزاف كبرى نفّذها رجال الله بلا هوادة ولا تردّد".
حرب تحرير لها معارك وجولات ومراحل
الناشط الميداني في التنسيقية التونسية لدعم فلسطين وائل نوار قال: "إن تحرير الأوطان من الاستعمار لا يتم في يوم وليلة ولا في معركة واحدة أو عشرة معارك ولا يتم دون تضحيات جسام، إنها حرب تحرير ولها معارك وجولات ومراحل، وفيها خطوات إلى الأمام وخطوات إلى الوراء، وعندما تكون مقاومًا فالحساب لا يعدّ بما خسرت وإنما بما كبّدت عدوك من خسائر".
وأضاف: "لقد أبرم حزب الله اليوم اتفاق وقف إطلاق النار، وهو أمر لا مناص منه، فهذا الاتفاق سيسمح له بإعادة ترميم نفسه، ليعود أقوى، وليستفيد منه الشعبان اللبناني والفلسطيني إستراتيجيًا".
وتابع: "من يريد أن يزايد على حزب الله فلْيَسَلْ نفسه وليسَلْ حكومته ما الذي قدّمه للمقاومة، حين قدّم حزب الله أمينه العام وقياداته الأولى ومقاتليه وترسانته إسنادًا للفصائل الفلسطينية".
ورأى وائل نوار "أن اتفاق لبنان لا مناص منه، وهو أفضل الحلول إستراتيجيًا، ولو لم يستبسل مقاومو حزب الله في القتال على أرض لبنان وفي القصف الصاروخي لما قبل العدوّ بهذا الاتفاق، وهو الذي أراد سحق الحزب مرة وإلى الأبد". وقال: "إن دور النشطاء في تونس كامتداد شعبي للمقاومة هو تكثيف الضغط على مصالح العدوّ وحلفائه وعملائه من أجل فرض وقف إطلاق نار في غزة".
تونسالعدوان الإسرائيلي على لبنان 2024
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
28/11/2024