الخليج والعالم
هزيمة الصهاينة محور اهتمام الصحف الإيرانية
اهتمت الصحف الإيرانية، اليوم الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024، بالتطورات الإقليمية لا سيما قرار وقف إطلاق النار في لبنان وفلسطين المحتلة وأبعاد هذا القرار وجوانبه، كما اهتمت ببيان الفشل الداخلي الذي يعتري الكيان الصهيوني.
صوت هزيمة الصهاينة
كتبت صحيفة رسالت:" في وضع، توجد فيه إشارات إيجابية عن اتفاق وقف إطلاق النار الوشيك بين لبنان والكيان الصهيوني، يعتقد الكثيرون أنه لولا صمود حزب الله البطولي ولو أن نتنياهو ظن للحظة أنه يمكن تحقيق أهدافه، لم يكن ليوافق على التفاوض على وقف إطلاق النار. [...] بصرف النظر عن الأحداث التي ستحدث بعد انتهاء الحرب، وعلى الرغم من الدمار الواسع الذي سببه العدوان الغاشم للنظام الصهيوني داخل لبنان، تتعلق النتيجة الأولى بهزيمة الأهداف الرئيسة للنظام الصهيوني في الحرب ضد لبنان. إن نظام الاحتلال، كما ادعى بنيامين نتنياهو رئيس وزراء هذا النظام يسعى إلى خلق شرق أوسط جديد لا يبقى فيه أي أثر للمقاومة، ويدمر حزب الله، ويطبق فيه النظام السياسي الذي تريده أمريكا وإسرائيل. ولكن في النهاية لم يتحقق شيء من هذه الأهداف للصهاينة، ولم يصلوا حتى إلى أبسط أهدافهم من الحرب على لبنان وهو إعادة اللاجئين الصهاينة إلى المناطق الشمالية من فلسطين المحتلة.
تتابع الصحيفة: من الواضح أنه لو تخيل نتنياهو للحظة تحقيق هذه الأهداف، لما وافق أبدًا على التفاوض على وقف إطلاق النار، لكنه أدرك أنه من دون هذا الاتفاق، لن يتمكّن من إعادة ولو مستوطن واحد إلى الأراضي المحتلة شمال فلسطين. لذلك، إذا تمّ اتفاق وقف إطلاق النار واكتمل، إحدى نتائجه الأولى هي أن المقاومة ستبقى في لبنان، وقوة النيران التي ظهرت في هذه الحرب أثبتت أن الصهاينة في الشمال إلى وسط فلسطين المحتلة لا يمكنهم أن يشعروا بالاستقرار بشكل دائم. وإذا أخطأ نظام الاحتلال؛ فالعودة إلى شمال الأراضي المحتلة ستصبح حلمًا للإسرائيليين، ولهذا السبب يلجأ العديد من المسؤولين والمستوطنين الصهاينة في الشمال إلى القول إن "إسرائيل" توقع اتفاق استسلام أمام حزب الله."
نتنياهو خسر مرتين
أما صحيفة وطن أمروز فقد كتبت:" بعد نحو شهرين من اجتياح النظام الصهيوني لجنوب لبنان وغاراته الجوية المتواصلة على المناطق الجنوبية وضواحي بيروت بعد تفجير أجهزة البيجر واغتيال القادة العسكريين والأمين العام الشهيد لحزب الله؛ الصهيوني لم يحقق أي إنجازات ميدانية تذكر، وبعد تلقيه ضربات قوية من المقاومة اللبنانية في الأيام الماضية وتثبيت المعادلة بين "تل أبيب" وبيروت على يد مجاهدي حزب الله بقيادة الشيخ نعيم قاسم، أثير الحديث عن وقف إطلاق النار بشكل جدي. [...] بعد إعلان وقف إطلاق النار الوشيك وتزايد التكهنات حوله، أصيب المستوطنون في شمال الأراضي المحتلة والمسؤولون المحليون، والذين طالبوا في وقت سابق بعدم توسيع نطاق الحرب في الجبهة الشمالية، بالصدمة من القرار المفاجئ للحكومة الصهيونية وشعروا بشعور بالفشل وانعدام الأمن في ما بينهم. ويشعر مستعمرو المستوطنات في شمال الأراضي المحتلة حاليًا بغضب شديد من وقف إطلاق النار المحتمل، ويرونه اتفاق استسلام للكيان الصهيوني أمام حزب الله.
تتابع الصحيفة: "قبل ذلك، طالب غالبية مهجري المستوطنات الشمالية وسلطات هذه المنطقة بالحرب مع حزب الله والتعدي على الأراضي اللبنانية، لكن طلبهم كان أن يتم ذلك بعد وقف إطلاق النار مع حماس وإطلاق سراح الأسرى الصهاينة.[...] ومن ناحية أخرى، أبدى العديد من المعارضين الداخليين، وحتى أعضاء الحكومة والكنيست في النظام الصهيوني ردود فعل قوية على وقف إطلاق النار مع لبنان. فقد أعرب إيتمار بنغفير وزير الأمن الداخلي المجرم في النظام الصهيوني، عن غضبه من اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، وتشير مواقف المسؤولين المحليين في مستوطنات الشمال وكذلك بعض أعضاء الحكومة الصهيونية، إلى جانب المواقف السابقة والحالية لقادة المعارضة الداخلية للكيان الصهيوني، إلى أزمة عدم ثقة بين رئيس الوزراء وقرارات الحكومة وبين مستوطني الأراضي الشمالية للأراضي المحتلة وجنود جيش الاحتلال"
ختمت الصحيفة:" الخاسر الأكبر من أزمة الثقة التي تشكّلت في المجتمع الصهيوني هو رئيس الوزراء الإرهابي لهذا النظام المحتل، والذي بعد حكم محكمة لاهاي وأيضا عدم إطلاق سراح أسرى النظام في قطاع غزة وأيضا فشله لدحر وتعطيل الآلة القتالية لحزب الله، اضطر إلى قبول اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان والانسحاب من حدود لبنان الجنوبية. وهو وضع لا يتوافق مع أي من الشعارات والأهداف المحددة سلفًا، والآن السؤال الأكبر الذي يدور في أذهان المستوطنين هو: إذا دمر 80% من قوة حزب الله في لبنان، فلماذا يضطر النظام إلى الاتفاق مع لبنان؟"
لماذا يخاف الأعداء من الفكر التعبوي؟
في سياق أخر؛ كتبت صحيفة جام جم:" أشار قائد الثورة الإمام السيد علي الخامنئي، في لقائه مع عدد كبير من أعضاء التعبئة من مختلف أنحاء البلاد، إلى النقاط الأساسية والهادفة في ما يتعلق بحركة الأمة الإيرانية الماضية والحاضرة والمستقبلية وعلاقتها بفكر التعبئة. وجاء في جزء من هذه التصريحات: إن مدرسة التعبئة وفكرها يقومان على أساسين هما الإيمان بالله والإيمان بالنفس، وهاتان الصفتان المميزتان ستكونان عامل الانتصار النهائي على السياسات والمخططات التي ترسمها الغطرسة العالمية." وفي بيان هذه الأقوال المهمة هناك نقاط لا بد من مراعاتها:
أولًا، أن الثقة بالنفس في فكر القائد الحكيم للثورة تأتي بثمار منها:
1. اكتشاف القدرات.
2. التعامل مع الآخرين.
3. استغلال القدرات.
كما كانت الثورة الإسلامية في إيران إحدى هذه الثمار التي تحققت في ظل الإيمان بالله والثقة بالنفس، وبعد ذلك، قلبت الثقة بالنفس الناشئة عن انتصار الثورة الإسلامية خطة الاستكبار. ثانيًا، في ما يتعلق بقوة "الفكر التعبئوي" ودوره في كسر الجمود العقلي بين الأمم، وخاصة الشباب، وكذلك كسر الجمود مثل "العجز أمام القوى المادية في العالم وحتمية الاستسلام والانضمام إليها"، فهو يعتمد على الإيمان بقدرات الذات وعدم الخوف.
ختمت الصحيفة متابعة كلام سماحة الإمام :"هذا مظهر من مظاهر فكر التعبئة الذي أزعج أحلام أعداء إيران الإسلامية. إن المدرسة التعبوية هي منشئ الحضارة، وهي السبيل لتحقيق هذا التحول التاريخي في حياة الإنسان. إن التطورات الراهنة في المنعطف التاريخي الأخير تقودنا إلى تحقيق هذا الهدف لحظة بلحظة. ولا مجال للتأخير أو التردد في استكمال هذا المسار المقدس بشكل نهائي".
الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
27/11/2024