الخليج والعالم
الحرب الأوكرانية الروسية والميدان في لبنان محطّ اهتمام الصحف الإيرانية
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 بالتطورات في الحرب الأوكرانية الروسية بعد التبدل في الموقف الأميركي تجاه استعمال بعض الأسلحة، كما راقبت الصحف التطورات الميدانية للحرب في لبنان والمعجزات الميدانية التي يحققها حزب الله.
محاولة الغرب تكييف المجتمع الإيراني
وكتبت صحيفة جام جم: "في الأسابيع الأخيرة، وفي نفس الوقت الذي تمارس فيه الدول الغربية الضغوط على جمهورية إيران الإسلامية، انشغلت بعض وسائل الإعلام أيضًا بصنع الأخبار وتسهيل المشاريع الغربية؛ ومن بين هذه الحالات، يمكن أن نذكر الأخبار المتعلقة بلقاء إيلون ماسك المزعوم مع السيد ايرواني، المندوب الدائم لجمهورية إيران الإسلامية لدى الأمم المتحدة".
وأشارت إلى أنَّه "تم نشر هذا الخبر لأول مرة من قبل بعض وسائل الإعلام الأميركية، ثم انعكس على الفور في وكالات الأنباء العالمية وكذلك في وسائل الإعلام المحلية، وبعد ذلك رأينا مواقف مختلفة إيجابية وسلبية داخل البلاد بشأن نشر هذا الخبر، كان هذا الخبر كاذبًا من الأساس ولم يتم عقد مثل هذا الاجتماع".
وأضافت الصحيفة: "عندما نرى كيف يتم خلق أجواء مختلفة حول مثل هذه الأخبار الكاذبة ونحن ندرك أكثر فأكثر دور الإعلام في تشكيل الرأي العام وفي تشكيل سيرورة الأحداث، ويجب أن ننتبه إلى أن الإعلام له قوة عالية في تشكيل الرأي العام، وقد رأينا مثالًا واضحًا على ذلك في أحداث غزة ولبنان، حيث يقوم النظام الصهيوني بذبح شعب غزة ولبنان من خلال ارتكاب العديد من الجرائم وأحيانًا غير المسبوقة في التاريخ، إلا أن بعض وسائل الإعلام الغربية الداعمة لنظام الاحتلال تظهر القضايا والأحداث بشكل معكوس تماما ولا تكتفي بإخفاء بعض هذه الجرائم والأفعال ضد حقوق الإنسان بشكل كامل، بل تحاول قلب القصة رأسًا على عقب، وليس فقط تنقية صورة النظام الصهيوني ولكن أيضًا تغيير مكانة الظالم والمظلوم، وجعل حماس مذنبة، وتحريض الرأي العام ضد جماعة مقاومة محبة للحرية".
وتابعت: "بالإضافة إلى مثل هذه التشوهات، تتمثل وظيفة وسائل الإعلام الغربية أيضًا فيما يتعلق بالرأي العام للشعب الإيراني في محاولة تكييفه، وذلك من خلال نشر أخبار منظمة وهادفة، حيث يحاولون جعل الشعب الإيراني ينتظر الغربيين بدلاً من الاعتماد على قدراتهم الداخلية ومحاولة تفعيل قدراتهم ومواهبهم الحقيقية بل يحاولون القيام بما يجعل الشعب الإيراني ينتظر ويراقب الأخبار والأحداث الخارجية".
وأشارت الصحيفة إلى أنَّ "كل هذا عبارة عن عملية نفسية يتابعها الإعلام الغربي، لقد شهدنا خلال العقود الأربعة الماضية أن عبوس وابتسامات الرؤساء الأمريكيين والمسؤولين الغربيين لم تكن حقيقية، وهم يحاولون الانتقام منا على اعتبار أن الثورة الإسلامية عرضت مصالحهم غير المشروعة في إيران والمنطقة للخطر. وهي أن الشعب الإيراني سوف يستعيد مصالحه الضائعة وسيسيطر بشكل شامل على هذه المنطقة من العالم. لقد أظهر الشعب الإيراني خلال السنوات الماضية أنه ثابت على الطريق الذي سلكه، ولا علاقة له بعبوس وابتسامات السلطات الغربية".
تطورات الحرب الروسية الاوكرانية
كتبت صحيفة وطن أمروز: "أجاز رئيس الولايات المتحدة جو بايدن، الأحد، في أمر مثير للجدل وعدواني، استخدام الأسلحة الاستراتيجية الأميركية ضد أهداف روسية في العمق؛ الأسلحة التي تم توفيرها بالفعل للجيش الأوكراني وتم استخدامها بشكل محدود في المناطق الحدودية للأراضي الروسية. وبعد ساعات من صدور هذا الحكم، ذكرت وسائل إعلام روسية أن الموكب المرافق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين توجه إلى قصر الكرملين لعقد اجتماع طارئ".
ولفتت الصحيفة إلى أنَّه وعلى الجانب الآخر من هذه الساحة، اتخذ بوتين موقفا تهديديا بشأن التطورات والإذن الذي أصدرته الولايات المتحدة، وقال: "إذا تم إطلاق صاروخ باتجاه روسيا، فعندما تدخل هذه الأسلحة أراضي روسيا، فإن من الأسلحة التي نستخدمها النووية، وتضمنت كلمات الجانبين تهديدات يبدو أنها ستنقل الحرب في أوكرانيا إلى مرحلة جديدة، وسيتبين أن هذا الوضع مخالف لتوقعات محللي الساحة الدولية والحرب الروسية".
وأشارت إلى أنَّ "وسائل الإعلام الأميركية وحلفاء بايدن الأوروبيين ذكروا أن العذر الرئيسي لإصدار ترخيص جديد ضد روسيا هو التقارير التي تفيد بوجود جنود ومعدات كورية شمالية على جبهات الحرب في أوكرانيا؛ وهي قضية رافقتها تقارير إعلامية غربية في الأسابيع الماضية، لكن مع ذلك فإن السبب الرئيسي لقرار الأيام الأخيرة لحكومة بايدن هو التقدم الواسع للجيش الروسي في شرق أوكرانيا ومحور دونيتسك ولوغانسك حيث أثرت الهزائم المتتالية لكييف على الأرض في شرق أوكرانيا، رغم التكلفة الباهظة لدعم الغرب لها...ولهذا السبب، يحاول الديمقراطيون، في الأيام الأخيرة لهم في البيت الأبيض، رفع مستوى التوتر إلى حد يصبح من الصعب والمستحيل على الجانب الروسي العودة إلى طاولة المفاوضات".
وختمت الصحيفة: "بالنظر إلى مدى الصواريخ والقدرات الجوية للجيش الأوكراني، فمن المرجح أن مدنًا مثل روستوف على حدود البحر الأسود والمقاطعات الحدودية بيلغورود وكورسك وبريانسك وكالوغا وتولا، فضلًا عن حدود البحر الأسود مناطق مثل شبه جزيرة القرم، ستكون أهدافًا للصواريخ الأمريكية للجيش الأوكراني؛ وعلى الرغم من بعدها عن العاصمة الروسية، مدينة موسكو، إلا أنها لا تزال ذات أهمية كبيرة للخط الأمامي للحرب في شرق أوكرانيا وفي حالة حدوث أضرار للقواعد الجوية للجيش الروسي في هذه المقاطعات أو أنظمة الدفاع الجوي التابعة للجيش الروسي في هذه المناطق هناك احتمال قوي بأن يقوم الجيش الروسي بالرد العنيف على تصرفات الأوكرانيين وحتى حلفائهم الغربيين".
حزب الله طائر فينيق المقاومة ضد الصهاينة
كتبت صحيفة همشهري: "نظام الاحتلال الصهيوني، في مواجهة مقاومة حزب الله الإسلامية، وقع مرة أخرى في أوهامه وحساباته الخاطئة. لقد ظنوا أنهم سيتمكنون من تركيع هذه المقاومة من خلال اللجوء إلى اغتيال قيادات حزب الله واستخدام الهجمات الجوية والبرية، لكن حزب الله بقي صامدًا ومنيعًا، ولم يولد من هذه الهجمات فحسب، بل أفشل العدو في تحقيق أهدافه. وبالاعتماد على تنظيمه المستقر، أظهر حزب الله القدرة على قلب اللعبة لصالح المقاومة وأغرق النظام الصهيوني في مستنقع العجز والارتباك".
وأوضحت أنَّه "بالإضافة إلى ذلك، فإن الضعف الأساسي للنظام الصهيوني في الحرب البرية، سواء في المعركة مع حماس أو في المواجهة مع حزب الله، أصبح أكثر وضوحًا من أي وقت مضى. ورغم أنهم حققوا نجاحاً نسبياً في بعض المعارك بالاعتماد على عتاد أميركي متطور ودعم أجنبي غير محدود، إلا أنهم أثبتوا ضعفهم وهشاشتهم مرارًا وتكرارًا على أرض المعركة حيث يتحدد المصير النهائي".
ولفتت إلى أنَّ "المقاومة الإسلامية، بفهمها العميق لقدراتها وقدرات العدو، تمكنت مرة أخرى من دحر مخططات الصهاينة الشريرة ووضع المعادلات الإقليمية لصالح المقاومة".
وتابعت الصحيفة: "والآن بعد أن فشلت إسرائيل في تحقيق أهدافها، فإنها تسعى إلى فرض سلام خادع على حزب الله. خطة سلام تهدف إلى فصل المقاومة عن التطورات في غزة وإجبار حزب الله على قبول وقف إطلاق النار المفروض. كما أن اقتراح وضع جنوب لبنان تحت سيطرة قوات "اليونيفيل" هو محاولة أخرى من جانب الصهاينة للحد من نفوذ وقوة المقاومة".
وأضافت: "لكن هذه الخطط الفاشلة محكوم عليها بالفشل مثل الهجمات العسكرية، وحزب الله، واعٍ لهذه الأكاذيب، يواصل السير بثبات وثبات على طريق المقاومة".
الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
20/11/2024