الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: استيقظت المقاومة في العالم
اهتمت الصحف الإيرانية، الصادرة اليوم الثلاثاء 12 تشرين ثاني/نوفمبر 2024 بالقضايا المتعددة الإقليمية والدولية المتعلقة بوقف الحرب والعدوان الصهيوني على غزة ولبنان، واستشراف المستقبل الذي تنتظره "إسرائيل" في ظل الإدارة الجديدة للولايات المتحدة الأميركية.
عقيدة الضعف عند ترامب
كتبت صحيفة وطن أمروز: "أصبح دونالد ترامب الرئيس السابع والأربعين، بعد عدة أشهر من المنافسة الانتخابية والتغلب على عقبات مختلفة مثل العديد من المحاكم والتحديات الإعلامية، والتغلب على الفضائح الأخلاقية والتنافس مع زملائه أعضاء الحزب بالتوازي مع الديمقراطيين الذين كانوا في السلطة". وأشارت إلى أنّ: "الانتخابات أجريت في الولايات المتحدة، في ظروف التباين السياسي وفي ذروة الصراع، وفي ظل تنافس أنصار الحزبين، الديمقراطي والجمهوري ضد بعضهما البعض، القضية المهمة هي السياسة الخارجية المستقبلية لدونالد ترامب وطريقته في النظر إلى تحديات السياسة الخارجية لتلك الدولة في مختلف أنحاء العالم، فضلًا عن وصفاته لحل الأزمات العالمية والإقليمية". وأردفت: "طرح محللو السياسة الخارجية للحكومة الأمريكية العديد من التكهنات عن التغييرات المهمة المحتملة في السياسة الخارجية لإدارة ترامب، والتي ستدخل حيز التنفيذ في الأيام الأولى من العام 2025".
تابعت الصحيفة:"مرة أخرى، مع إعادة انتخاب ترامب، أصبحت التصاميم والخطط الأخرى طويلة المدى والعقود العسكرية والاقتصادية في مجال السياسة الخارجية لحكومة الولايات المتحدة عرضة للإلغاء، وستكون السياسة الخارجية الأميركية على مفترق الطرق، والسياسات القصيرة الأجل والطويلة الأجل، معضلة حاسمة ستخلق تحديات خطيرة لحلفاء هذا البلد، بالنظر إلى نوعية وجهة نظر الرئيس الأميركي الجديد وفريقه المحتمل في السياسة الخارجية، فضلًا عن وعوده الانتخابية".
وأضافت: "من المرجح أن تكون أوكرانيا الضحية الأولى لتغير السياسة الخارجية للحكومة الأميركية في المرحلة المقبلة من رئاسة ترامب، وسيكون انتهاء الحرب في أوكرانيا على أجندة الأميركيين على المدى القصير، وهو القرار الذي أثار قلق الحكومة الأوكرانية وحلفاء أميركا الأوروبيين، بالنظر إلى اصطفاف مجلس النواب، وكذلك مجلس الشيوخ الأميركي، مع إدارة ترامب. كما أن إعطاء الأولوية لقضايا أميركا الداخلية، مثل السيطرة على التضخم، وخفض الإنفاق الحكومي، خاصة في قطاع السياسة الخارجية، وتعزيز الصناعات المحلية الأميركية، كما ستشكل قضية الصين والعودة إلى حرب الرسوم الجمركية تحديًا خطيرًا آخر للسياسة الخارجية لإدارة ترامب، ما سيؤدي إلى مزيد من المواجهات بين القوتين العظميين في مناطق مختلفة من العالم في المستقبل".
وختمت الصحيفة:" التحدي الأهم والأخطر هو قضية غزة والحرب المهمة والحاسمة في المنطقة، والتي لا يوجد حل لها حتى الآن على طاولة سياسيي البيت الأبيض. وهي مسألة، بالإضافة إلى بايدن، مزعجة لترامب أيضا، ويرتبط جزء مهم من سبب هذه الحرب بتصرفات إدارة ترامب الأولى في فلسطين المحتلة، والتي أعقبت ذلك أيضًا في حكم بايدن: من محاولة التطبيع باستخدام أدوات الضغط العسكري والاقتصادي على دول المنطقة، إلى تغيير موقع السفارة الأميركية في القدس المحتلة [...] إن تعقيد ظروف الحرب في غزة ولبنان وأوكرانيا، فضلًا عن الصراع والتوتر الدبلوماسي مع دول مثل إيران والصين والفجوة المتزايدة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، هو من أهم تحديات الوضع الأمريكي الحالي".
الحل الإيراني لأزمة الشرق الأوسط
بدورها صحيفة إيران لفتت إلى أنّه: "انعقد أمس الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية بحضور وفد إيراني رفيع المستوى، وأوضح محمد رضا عارف النائب الأول للرئيس المواقف الأساسية للجمهورية الإسلامية بشأن الأبعاد والتنفيذ واستراتيجيات إنهاء الصراع الفلسطيني "الإسرائيلي" التاريخي من وجهة نظر إيران". وبحسب إيران: "إن التعاون المتصاعد بين إيران والدول العربية في المنطقة للمساعدة في حل أزمة حرب غزة، قد تمّ في ظل تغيّرات في العلاقات الإقليمية، والتي لم تكن ممكنة من قبل. فكم من اللاعبين المتنافسين في المنطقة لم يفهموا قبل ذلك دور إيران في المعادلات الإقليمية، لكن بالنظر إلى الأحداث الحاسمة الحالية، فإن الطريقة الوحيدة للتغلب عليها هي من خلال التخطيط وتوفير منصة لتنفيذ أفكار طهران المقترحة للتعاون داخل المنطقة".
وتابعت: "خاصة وأن قادة "إسرائيل" يحاولون، بدعم من الولايات المتحدة، تحييد هذه العملية التعاونية، محاولين التغطية على دورهم فيما حدث في المنطقة وإلقاء اللوم في معظمه على إيران. وعلى الرغم من هذه الأجواء التي وضعت فيها "تل أبيب" سيناريو تصعيد الأزمة على جدول الأعمال، إلا أن سلطات البلاد اتبعت سياسة كان من شأنها أن تؤدي إلى تغيير كبير في نهج الدول العربية في التعامل مع الأزمة وسط تصاعد التوتر العسكري في إيران والكيان الصهيوني، وهو تطور أدى إلى تغيير ملموس في المعادلات والعمليات الدبلوماسية الحالية وأظهر طهران كأحد الأطراف المؤثرة".
استيقظت المقاومة في العالم
من جانبها؛ كتبت صحيفة رسالت: "أصبحت الحركة والثورة في نفوس الناس والمجتمعات بطيئة للغاية، وكأنهم قبلوا بطريقة ما أمر الحكم وفقدوا شجاعة التغيير". وأضافت: "وقد أدركت القوى القائمة، وبصرف النظر عن حقيقة أنها تحاول بنفسها ألا تفقد النظام الذي تتمتع فيه بإمكانات أكبر وأكثر ثراء، أن صبر وقدرة مختلف الأفراد والمجتمعات على تحمل هذا الأمر قد انخفض أيضًا، ويرتبط جزء من هذا التغيير في النفوس في النفور من فرض نمط الحياة الغربي الذي يجعل الإنسان خاليًا من المعنى ويجعله استهلاكيًا وماديًا". وتابعت: "إن رد الفعل النهائي لأي شخص المندمج في هذا النظام الفكري ليس الحرب، حتى أنه غير مستعد لقول لا للظالم. لا يملك الصبر ليفرق بين الظالم والمظلوم، أو حتى لو فعل ذلك، لا يكلف نفسه عناء التعريف بالظالم".
ولفتت الصحيفة إلى أنّ: "صاحب أكبر عدد من الأسلحة النووية أو المستخدم الوحيد لهذا السلاح في العالم هو المسؤول عن ضمان عدم حصول إيران مثلًا على سلاح نووي لأنه يزيد احتمال الخطر!"، مشيرةً إلى أنّ: "المستعمرين الذين لم يكن سجلهم في التاريخ سوى قتل واستعمار واستغلال ملايين الأبرياء، يخططون ويتحركون اليوم لفرض المزيد من العقوبات على إيران بسبب انتهاك حقوق الإنسان وغيرها من الذرائع الكاذبة. عندما لا تستطيع دماء 50 ألف شخص أن توقظ الإنسان من نومه العميق، فماذا سيفعلون لوقف تراجعهم؟". وأردفت: "وفي هذه الأثناء، وقف فكر الإسلام المحمدي الأصيل والمقاومة التي نشأت من هذه المدرسة، بمفردها في مواجهة هذه الهيمنة التي أنشأها الغرب، ومن المفارقة أنها قدمت الجواب، لقد انكشف الوجه الحقيقي وبالطبع قذارة النظام الصهيوني والولايات المتحدة وبريطانيا كونهما أقرب الداعمين لهذه الجرثومة بشكل أكثر وضوحا". وأضافت: "... إن تكاليف الحرية باهظة، اليمن وحزب الله وقائد هذه الجبهة الجمهورية الإسلامية هم قادة مجتمعات ربّت أناسًا جاءوا ليعيشوا ليصبحوا ذي قيمة، لا ليعيشوا بأي ثمن، وهؤلاء هم أتباع مدرسة ترى العيش مع الظالمين عارًا، والشهادة سعادة أبدية لهم".
الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
13/11/2024