الخليج والعالم
اهتمامات الصحف الإيرانية ليوم الأحد 10/11/2024
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 10 تشرين ثاني/نوفمبر 2024 بالأوضاع العالمية والتحليلات المستمرة حول فوز ترامب بالرئاسة الجديدة للولايات المتحدة، وخاصة بعد أن تم ترويج محاولة اغتيال ترامب من قبل شخص مرتبط بإيران.
الاعتراف بفشل العقوبات
حول فشل عقوبات الولايات المتحدة على الدول كتبت صحيفة همشهري: "منذ سنوات، استخدمت أميركا العقوبات كأداة قسرية ضدّ الحكومات المعارضة لها، من كوريا الشمالية إلى فنزويلا وإيران وروسيا وبيلاروسيا. كانت هذه الدول هدفًا للعقوبات الأميركية عدة مرات. والحقيقة أنه من النادر في عالم اليوم أن نجد قضية لم يلجأ فيها صناع القرار السياسي الأميركي إلى فرض العقوبات، وحتّى عندما كانت أميركا تنسحب من كابول، فقد قامت بتجميد أكثر من 9 مليارات دولار من أصول الحكومة الأفغانية.
وبعد بضعة أشهر، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على ميلوراد دوديك، وهو قومي صربي، وفي كلّ شهر تقريبًا خلال السنوات القليلة الماضية، فرض الأميركيون عقوبات على روسيا بحجة الحرب في أوكرانيا أو ضدّ إيران لأسباب عسكرية مختلفة، لأسباب نووية أو لأمور ترجع لحقوق الإنسان.
من الصعب اليوم أن نتصور السياسة العالمية الأميركية دون استخدام العقوبات، ولكن هل لا يزال من الممكن اعتبار العقوبات سلاحًا فعالًا في السياسة الخارجية الأميركية؟
[...] ربما يكون أحد أوضح الردود وأكثرها توثيقًا على عدم فعالية العقوبات ما يمكن سماعه من كلام الأميركيين أنفسهم، بمن في ذلك دونالد ترامب، الرئيس الحالي المنتخب لهذا البلد، فقد ذكر دونالد ترامب في الحملة الانتخابية 2023 في نادي نيويورك الاقتصادي أنه بالتأكيد سيستخدم العقوبات، لكن (بعد تحقيق الهدف) سأرفع هذه العقوبات بسرعة؛ "لأن هذه العقوبات (على المدى الطويل) تدمر قيمة الدولار وليست في مصلحتنا، أميركا تخسر أمام إيران وروسيا، وتحاول الصين أيضًا جعل عملتها الخاصة عملة مهيمنة"".
وتابعت الصحيفة: "يعود استخدام أداة العقوبات (بشكلها الحالي) في السياسة الخارجية إلى الحرب العالمية الأولى ومعسكر الحلفاء ضدّ دول المحور؛ ولذلك، حتّى من وجهة النظر التاريخية، تعتبر العقوبات أداة قديمة نادرًا ما تكون فعالة في البيئة الدولية اليوم.
وقد ذكرت دراسات السياسة الخارجية عدة أسباب لعدم فعالية أدوات العقوبات في النظام الدولي اليوم: تسييل الحدود السياسية، بما في ذلك في أوروبا مقارنة بزمن الحرب العالمية الأولى، وتشكيل الكتل الاقتصادية خارج الغرب، والتشابك الاقتصادي المتبادل بين دول مثل الصين والولايات المتحدة".
ادعاء اغتيال ترامب وبعض التحليلات
حول هذا الموضوع كتبت صحيفة وطن أمروز: "لقد تبنت الولايات المتحدة نهجًا عدوانيًا ضدّ إيران منذ الماضي وحاولت مرارًا وتكرارًا تقديم إيران كتهديد لأمنها القومي وأمن غرب آسيا. وفي القضية الأخيرة، أعلنت وزارة العدل الأميركية أن شخصًا يدعى فرهاد شاكري، وهو مواطن أفغاني، كان يحاول اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بالتعاون المحتمل مع إيران، وتم إحباط هذه الخطة بمساعدة مكتب التحقيقات الفيدرالي، وبحسب هذا الادّعاء، ادعى شاكري خلال الاستجواب أن إيران كلفته بمهمة مراقبة ترامب وإعداد خطة لاغتياله. وقد رفضت إيران هذا الادّعاء ووصفه المتحدث باسم وزارة الخارجية بأنه لا أساس له من الصحة".
وتابعت: "أحد أهداف توجيه مثل هذه الاتهامات ضدّ إيران هو خلق تهديد خارجي وهمي ضدّ المصالح الوطنية الأميركية. مثل هذا التهديد، خاصة في الوضع الحالي حيث تتعرض أميركا لضغوط من الرأي العام الأميركي لدعم النظام الصهيوني، يمكن أن يكون بمثابة مبرر لاستمرار الدعم المالي والسلاح والتعزيز العسكري للنظام. وعادة ما تتم هذه المساعدات بحجة أنه يجب احتواء إيران، باعتبارها التهديد الأكبر في المنطقة، من خلال تحالف قوي من حلفاء الولايات المتحدة. وآثار مثل هذه النية يمكن رؤيتها بوضوح في تصريحات المدّعي العام الأميركي.
[...] إن خلق مثل هذه القضايا ضدّ إيران يمكن أن يساعد في زيادة الخوف من النفوذ الإيراني في غرب آسيا. ومن خلال خلق مثل هذه الصورة، يمكن للولايات المتحدة إرسال رسالة إلى الدول العربية في المنطقة مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة مفادها أن إيران لا تزال تسعى إلى زعزعة استقرار المنطقة. وبهذه الطريقة تستطيع أميركا زيادة مبيعات الأسلحة لهذه الدول وتبرير استثماراتها العسكرية في المنطقة. وتزداد أهمية هذه القضية في ظل تحسن علاقات إيران مع بعض الدول العربية في المنطقة، ووجود إمكانية لخفض التوترات، لأن التوترات في غرب آسيا تظل حية من خلال إثارة الاتهامات ضدّ إيران".
الاختلافات والتشابهات بين ترامب وبايدن
كتبت صحيفة جام جم حول هذا الموضوع: "انتهت الانتخابات الرئاسية الأميركية بفوز دونالد ترامب، وعليه فإن أحد الأسئلة هو ما تأثير هذه النتيجة على سياسات إيران؟ والحقيقة هي أن سياسات الجمهورية الإسلامية على الساحتين المحلية والدولية لم تتأثر قط بنوع اللعبة التي تمارسها الولايات المتحدة، وفي المجالات العامة، لديها إستراتيجياتها الخاصة في مجال السياسة الخارجية.
إن قضايا مثل حماية المصالح الوطنية في المنطقة، والدفاع عن محور المقاومة، وكذلك نشاط إيران في مجال استغلال الفرص والحد من آثار التهديدات، هي من التوجّهات الأساسية للجمهورية الإسلامية في مجال السياسة الخارجية والدبلوماسية. لكن تجدر الإشارة إلى أن طريقة لعب دونالد ترامب ستكون مختلفة عن طريقة لعب الديمقراطيين، ولذلك ينبغي للجمهورية الإسلامية الانتباه إلى هذه التغييرات ومراعاة بعض الاعتبارات في تحييد تصرفات وتهديدات الرئيس الأميركي الجديد.
وهذه النقطة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار أيضًا أن إيران دولة مستقلة ذات إرادة سياسية عالية وقد ثبت للجميع أنها تفعل ما يتفق مع المصالح الوطنية. إن ترامب، على عكس الديمقراطيين، يعلن ويطبق مواقفه بكلّ شفافية ووضوح ويلعب لعبته بين صفر وواحد [...] ينظر الديمقراطيون إلى موقعهم على أنه عالمي ويحاولون في كلّ مجال استخدام قدرات تسمّى العناصر المؤيدة لأميركا أو شبكات التأثير، ترامب ليس لديه هذا الموقف وطريقة تعامله مع الديمقراطيين مختلفة تماما، ولذلك أعتقد أنه ينبغي الاهتمام بهذه النقاط، ومن هذا المنطلق فإن العمل بالنسبة للجمهورية الإسلامية أوضح وأبسط بكثير. ولهذا السبب يبدو أن ترامب عنيف للغاية، لكن الأمر أكثر قابلية للفهم بالنسبة للديمقراطيين. ما يفكر فيه ترامب هو المصالح الشخصية والوضع الحالي للولايات المتحدة. مشكلته هي أن أميركا يجب أن تعود إلى قوتها المشروعة [...] ومن ناحية أخرى، فهو لا يؤمن بالاتحاد الأوروبي كمنظمة مستقلة؛ أعتقد أن هذا النوع من النظرة لترامب مهم.
وفي الوقت الحالي، يشعر العديد من الدول الأوروبية بالقلق بشأن نتائج الانتخابات الأميركية، وقد رأينا أن الألمان تصرفوا بانسجام تام مع الديمقراطيين ونتنياهو خلال العام الماضي، في حين أن ترامب لا ينظر بهذه الطريقة وفي ما يتعلق بمسألة الحروب في مناطق مختلفة، فهو لا يؤمن باستمرار المعارك ويعتقد أن يجب أن تتوقف الحرب في أسرع وقت ممكن، وبهذا النوع من النظرة يبدو أن قضية أوكرانيا سيتم حلها قريبا".