الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: الاستكبار العالمي يخشى تشكيل نظام جديد في المنطقة والعالم
ركزت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 03 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 على مضامين وتحليل خطاب الإمام الخامنئي الذي ألقاه أمس ورسم معالم خطة الطريق لمواجهة الاستكبار العالمي، كما اهتمت بالسياق الذي يمر فيه العالم قبيل الانتخابات الأميركية وما يعكسه هذا الأمر من ضعف في أوروبا.
خارطة الطريق للتعامل مع الاستكبار
كتبت صحيفة جام جم: "أكد قائد الثورة الإسلامية، في لقاء مع الطلاب الجامعيين "أن استمرار حركة الأمة الإيرانية ضد الاستكبار يتطلب العلم والتفكير والتكنولوجيا وخريطة طريق القضية هي مواجهة الاستكبار العالمي. وأن مواجهة الظلم واجب على الأمة الإيرانية، المستلهمة من تعاليم الإسلام. مواجهة الاستكبار واجبة، الاستكبار في مجال السيطرة الاقتصادية والعسكرية والثقافية الشاملة وإذلال الأمم؛ لقد أذلوا الأمة الإيرانية؛ لقد أذلوها لسنوات. ولذلك فإن نضال الشعب الإيراني كان ضد الاستكبار سيستمر بالتأكيد".
وتوقفت الصحيفة عند النقاط التي أثيرت في التصريحات القيمة والاستراتيجية للإمام الخامنئي والتي يجب أخذها بعين الاعتبار وهي:
أولًا: إن مواجهة الاستكبار الذي أمعن في إذلال الأمم اقتصاديًا وعسكريًا أدت هيمنته الثقافية وخاصة من قبل الولايات المتحدة على الأمة الإيرانية إلى تشكيل تيار مناهض له في البلاد، ولم تكن هذه الحركة حركة عمياء أو لحظية أو عاطفية، بل كانت حركة بناء خطابية مستقرة ومرتكزة على الثقافة الإسلامية الإيرانية الغنية، وستستمر طالما استمر تيار الاستكبار.
إن محاربة الظلم واجب عقلاني وديني، بمعنى أنها تعطي الروح والتوجيه لحياة الإنسان الدنيوية والآخرة، ورفضها يؤدي إلى تعاسة الإنسان وارتباكه. إن الجمع بين "الالتزام بالإسلام" و"الهيمنة" هو مثال ملموس للجمع بين الأضداد، إن قراءات الإسلام الممزوجة بتعاليم العلمانية والتي يتم إعدادها في غرف الفكر الغربي والمقدمة للرأي العام في العالم الإسلامي، عمرها قصير ولا يمكن أن تصبح النموذج العملي للمسلمين الباحثين عن الحق...".
ثانيًا: خريطة الطريق في تعريف عام، تتضمن المُثُل والأهداف، الاستراتيجيات والأساليب التي تم تصميمها لتحقيق نتيجة معينة، إن مكافحة الاستكبار العالمي هي عملية تؤدي إلى هدف "الحياة الإنسانية الطيبة"، ولا يمكن لهذه العملية أن تكتمل بدون خارطة طريق... من المهم جدًا أن نفهم أين نقف في التاريخ وما هي مهمتنا. لا شك أن مواجهة الاستكبار العالمي مع نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية والثورة الإسلامية هي مواجهة حضارية. الاستكبار العالمي يخشى تشكيل نظام جديد في المنطقة والعالم ويخشى انهيار الحضارة التي روج لها منذ سنوات على أنها نهاية التاريخ...".
ثالثًا: في النظر إلى البحث المستقبلي للحركة الكبرى لمواجهة الاستكبار العالمي وعالمية هذه المواجهة. إن التطورات الأخيرة التي شهدتها الحرب في غزة ولبنان على مدى 13 شهرًا، تعتبر نقطة تحول في الصحوة العالمية في عملية النضال ضد الظلم والاستكبار، وعالمية خطاب المقاومة ومناهضة الهيمنة الراسخ في قلبها يضمن مستقبل هذا الحراك الأممي والشامل، هنا القوة الأصيلة والخطابية لجبهة المقاومة ستكون في خدمة اليقظة والوعي العالمي، واستكمال نظام مناهضة الاستكبار، وأخيرًا خلق نظام عالمي جديد قائم على العدالة".
أوروبا لم تعد مستقلة
كتبت صحيفة رسالت: "زعماء أوروبيون يعبرون صراحة عن تخوفهم من فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الأسبوع المقبل! وهذا الخوف، بدلًا من أن ينبع من طبيعة تداول السلطة بين الديمقراطيين والجمهوريين في البيت الأبيض، ينبع من البنية غير المتوازنة والتبعية التي حددت أوروبا الموحدة نفسها فيها!
وفي هذه البنية أساسًا، لا يمكن اعتبار أوروبا متغيرًا مستقلًا، ويمكن لقرار أو نهج في واشنطن أن يدمر كل الحسابات والمعادلات التي ترسمها شبكة القوى الرسمية وغير الرسمية في أوروبا الواحدة!
وأعلن جوزيف بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، رسميًا أنه في حالة فوز ترامب، لا يمكن للمرء أن يأمل في استمرار دعم الناتو لأوكرانيا (في الحرب مع روسيا)! والأهم من ذلك، أن القرار النهائي لترامب، إذا فاز في الانتخابات لا يمكن التنبؤ به بالنسبة للأوروبيين!"
وتابعت الصحيفة: "إن ما يشغل الأوروبيين اليوم هو نقطة الضعف في الأسس والقواعد التي تشكل عليها الاتحاد الأوروبي في نهاية القرن الماضي. وانطلاقًا من نظرتهم الواقعية لتطورات الماضي والحاضر في مجال العلاقات الدولية، فإن الأوروبيين لم يمنحوا أنفسهم يومًا وزنًا مستقلًا في التطورات العالمية، رغم أنهم ذكروا هذا الاستقلال الاستراتيجي مرارًا وتكرارًا في مطالباتهم ومواقفهم الظاهرة! واليوم أصبحت الاستراتيجيات المزعومة للأوروبيين مجرد وظيفة لتداول السلطة في أميركا، بحيث لا تترك أي مجال للمناورات الإستراتيجية وحتى التكتيكية من جانب القادة الأوروبيين في مواجهة التطورات المعقدة التي يشهدها العالم اليوم.
وليس من قبيل الصدفة أن العديد من كبار الاستراتيجيين الأوروبيين والمخضرمين توقعوا انهيار هذا النظام في المستقبل غير البعيد. إن الوقوف في وجه السياسات الأميركية المفروضة في الأبعاد الاقتصادية والعسكرية والأمنية والسياسية يشكل الحلقة المفقودة التي لم يكن لدى الأوروبيين قط الشجاعة والقدرة على تحقيقها.
واليوم، ينتظر الأوروبيون نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية بدلًا من التركيز على الاستراتيجيات والدراسات المستقبلية فيما يتعلق بالأحداث والتطورات الدولية".
عواقب الحسابات الأوروبية الخاطئة تجاه إيران
كتبت صحيفة إيران: "لقد كانت المواقف غير المسؤولة وإطلاق الادعاءات الكاذبة دائمًا أحد الأساليب التي اتبعها النظام الغربي للضغط على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومعاقبتها. ومع وضوح هذه الأمور، فإن إصرار ألمانيا وهيئة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي على ادعاء كاذب من موقف المطالب، وهو ما لا يمكن حتى أن يقبله الرأي العام في بلدانهم، ليس أكثر من تفضيل للميول السياسية بعنوان الدفاع عن الإنسانية ومفاهيم الحقوق.
وعلى هذا الأساس تم في الأيام الأخيرة إعدام جمشيد شارمهد، المواطن الإيراني الألماني وزعيم جماعة "تندر" الإرهابية، والذي كان مسؤولًا عن التخطيط لعملية إرهابية وتفجير حسينية سيد الشهداء (ع) في شيراز قبل سنوات، وهذا ما تسبب في أن "جوزيف بوريل" المسؤول عن السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي موجة جديدة من المواجهة الدبلوماسية بحجة معارضة تنفيذ حكم الإعدام بحق شارمهد بغض النظر عن الأسباب الواضحة.
إن القنوات الفضائية الأوروبية الجديدة ضد إيران، والتي بدأت منذ فترة طويلة بادعاء "إرسال طائرات إيرانية بدون طيار ثم صواريخ باليستية إيرانية قصيرة المدى إلى روسيا" ووصلت إلى دور المدافع عن حقوق الإنسان، لها هدفان هما: تغيير معادلات الحرب في أوكرانيا ومن ثم خلق الذريعة لفرض المزيد من الضغوط على إيران، خاصة من خلال دعم "تل أبيب" في التوجه المناهض لإيران لهذا النظام".
الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
20/11/2024