معركة أولي البأس

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: الاقتصاد "الإسرائيلي" تحت نيران الحرب
21/10/2024

الصحف الإيرانية: الاقتصاد "الإسرائيلي" تحت نيران الحرب

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين (21 تشرين الأول 2024) بالأحداث الإقليمية والدولية وأبعاد الحرب العالمية، كما اهتمت بالكتابة حول الكثير من القضايا الإستراتيجية التي ستؤدي إلى هلاك النظام الصهيوني ولا سيما قضايا الاقتصاد وغير ذلك.

الحرب في غزّة ولبنان ليست النهاية

كتبت صحيفة كيهان: " المصمّم الرئيسي للشرق الأوسط الجديد بعد الحرب العالمية الثانية كان وزير الخارجية الأميركي في إدارة ترومان، الذي كان عضوًا في الحزب الديمقراطي ويهودي بريطاني، وقد وردت خطته أيضًا في مذكرات أسد الله علم أحد وزراء البلاط البهلوي حيث قال: "قال لي الشاه بعد الحرب العالمية الثانية خططت أميركا لتقسيم إيران إلى مناطق تركية وكردية وعربية وفارسية ولو وافق الروس لكانت إيران مقطّعة لأنه لم يكن من الممكن حدوث أي رد فعل من جانبنا!" [...] قبل أيام قليلة، زعم وزير المالية "الإسرائيلي" سموتريتش، بينما يزداد تطويق النظام في الأراضي المحتلة، زعمًا واهمًا: إننا نريد دولة يهودية تضم الأردن والسعودية ومصر والعراق وسورية ولبنان وحتّى جزءًا من إيران"!. 

[...] والآن بعد أن أصبحت سياسة تقسيم وإضعاف دول المنطقة، وخاصة الدول الإسلامية، هي سياسة مستقرة ودائمة للولايات المتحدة للسيطرة على العالم والمنطقة، وقد أوجدوا "إسرائيل" بشكل أساسي لتنفيذ هذه السياسة، إذا كانت بعض الدول الإسلامية والمنطقة لا تريد أو لا تستطيع أن ترى هذا العدوّ المشترك للمنطقة، فهذا ليس سببًا لعدم رؤية إيران ودول أخرى لهذا العدوّ المشترك وعدم فهمه.
[...] فكرة البعض عن الحرب الثالثة في لبنان و7 أكتوبر هي فكرة إقليمية، لكن أميركا والصهاينة لديهم فكرة دولية وينظرون إليها كجزء من هدف الهيمنة على العالم، ولو بطرق مختلفة. يوم من خلال البسمة، يوم من خلال الوعود الكاذبة، يوم مع العقوبات والضغوط الاقتصادية، يوم مع الشائعات وحرب الروايات، واليوم مع القذائف! كان الأميركيون يحاولون إغلاق القضية الفلسطينية إلى الأبد بخطة صفقة القرن الكبرى، أي تطبيع علاقات "إسرائيل" مع السعودية ودول عربية أخرى...أي انه كان من المفترض أن يوقعوا أولًا على تطبيع العلاقات عن طريق خداع العرب...وبعد التوقيع على هذه الاتفاقيات، يبدأون بذبح الفلسطينيين، بمذبحة كاملة وشاملة في غزّة ومن ثمّ الذهاب إلى لبنان وإدخال هذا البلد في حرب أهلية مرة أخرى. وإذا حققوا هذه الأهداف الشريرة، فإن هدفهم التالي سيكون تدمير إيران. ولذلك فإن جرائم "إسرائيل" الحالية ليست نتيجة وتداعيات طوفان الأقصى، بل الجرائم التي كان من المفترض أن تحدث بعد صفقة القرن. لكن طوفان الأقصى أحبط الخطة التي أرادت خداع الشعوب العربية، ومن ثمّ يمكنهم ارتكاب الجرائم وهم مرتاحي البال. وكانت هذه العملية بمثابة عمل استباقي شجاع ومدروس، أحبط الخطر الكبير المتمثل في القضاء على المقاومة والدول الإسلامية في المنطقة، وحتّى الدول العربية نفسها، التي خدعتها أميركا و"إسرائيل" في خطة تطبيع العلاقات".

خداع أم تبييض وجه؟

كتبت صحيفة إيران: " مع الكشف عن وثائق استخباراتية أميركية سرية للغاية، تم الكشف عن خطة النظام الصهيوني لشن هجوم انتقامي على إيران [...] لا تملك السلطات الأميركية ووكالات الاستخبارات تقديرًا للأضرار المحتملة الناجمة عن تسرب المعلومات. ولا توجد معلومات حول مصدر تسرب هذه المعلومات السرية للغاية. لكن وسائل الإعلام الأميركية، بما فيها "نيويورك تايمز" و"أسوشيتد برس" و"سي إن إن"، أكدت صحة الوثائق المسربة، نقلًا عن مصادر مطلعة، ولم ينكر البنتاغون صحة الوثائق، كما ذكرت وسائل الإعلام الأميركية أن الكشف عن وثائق استخباراتية أميركية سرية للغاية حول خطة "إسرائيل" لمهاجمة إيران أثار قلق واشنطن وبدأت الولايات المتحدة تحقيقًا في هذا الصدد. ولا نعرف ما إذا كان تسرب المعلومات قد اقتصر على الوثيقتين الأخيرتين أم أنه شمل وثائق أخرى تضاف إلى مخاوف أميركا المزعومة.

وتصنّف هذه الوثائق تحت عنوان "سري للغاية" ولا يتمكّن من الوصول إليها سوى أعضاء اتحاد استخبارات الدول الخمس وهي أميركا وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، وهذا يجعل من الصعب تحديد مصدر تسرب المعلومات الأخيرة، وأعلن مسؤولون أميركيون أنهم ما زالوا لا يعرفون من أين تسربت الوثائق".

وتابعت: " بحسب محتوى هاتين الوثيقتين، قامت وكالة الاستخبارات الجيومكانية الوطنية الأميركية، المسؤولة عن تحليل الصور والمعلومات التي جمعتها أقمار التجسس الأميركية حول العالم، بإعداد هذه الوثائق باستخدام صور الأقمار الصناعية بهدف تقديم تحليل لهجوم محتمل من قبل النظام الصهيوني على إيران.

كما تبين من الوثائق، أن الهجوم الجوي على أهداف في إيران كان على جدول أعمال النظام الصهيوني، وبحسب هذه الوثائق، فإن الولايات المتحدة، منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر، تراقب عن كثب أنشطة سلاح الجو "الإسرائيلي" في قاعدة حتريم الجوية، وقدرة النظام الصهيوني على استخدام الصواريخ الباليستية التي تطلق من الجو [...].

ولا يزال مصدر تسرب المعلومات الأخير مجهولًا. وبالطبع، أوضحت قناة التليغرام التي نشرت الوثائق لأول مرة، أن مصدرًا مطلعًا في مجتمع الاستخبارات الأميركي قام بتسريب هذه الوثائق. كما تدعي المؤسسات الأمنية والاستخباراتية الأميركية أنها بدأت ملاحقتها لتحديد مصدر هذا التسريب المعلوماتي، إلا أن التسريب المتعمد لهذه الوثائق من قبل الولايات المتحدة ليس بعيدًا عن الواقع [...] وإذا افترضنا أن تسرب المعلومات حول خطة "إسرائيل" لمهاجمة إيران كان متعمدًا، فإن هناك احتمالًا آخر، وفي الوقت نفسه، يسعى الرئيس الأميركي إلى كسب ثقة طهران مع تقديم الدعم الشامل للنظام الصهيوني[...] بالإضافة إلى ذلك، لم يتبق سوى 16 يومًا حتّى الانتخابات الرئاسية الأميركية، ويبذل الديمقراطيون كلّ ما في وسعهم لمنع أي أزمة أو حدث يمكن أن يعرض انتصارهم على دونالد ترامب للخطر. يعد هجوم "إسرائيل" المحتمل على إيران ورد إيران على النظام الصهيوني أهم أزمة يمكن أن تلقي بظلالها على الانتخابات الأميركية المقبلة. ولذلك يرى الخبراء والدوائر الإخبارية أن التسريب الأخير للمعلومات والكشف عن خطة "إسرائيل" لمهاجمة إيران يمكن أن يؤخّر حدوثها". 

الاقتصاد "الإسرائيلي" تحت نيران الحرب

كتبت صحيفة وطن أمروز: " الحروب مكلفة، هذه الجملة ملموسة جدًا للأراضي المحتلة، لقد مر عام منذ عملية السابع من أكتوبر وبداية الإبادة الجماعية التي ارتكبتها "إسرائيل"، والآن بعد أن امتدت يدهم القصيرة إلى مرتفعات الجولان ولبنان، فمن المرجح أن تكون هذه الجملة ملموسة أكثر من ذي قبل بالنسبة لسكان فلسطين المحتلة. 

اقتصاد لبنان الذي ليس جيّدًا منذ زمن، وغزّة تعيش حالة من انعدام الأمن وانعدام الاقتصاد منذ سنوات بسبب "إسرائيل"، لذا فإن هذه الحرب وتآكلها في نهاية المطاف سيضران باقتصاد "إسرائيل". ربما، إذا راقبنا الأحداث الأخيرة من خلال عدسة الاقتصاد السياسي، فإن السبب وراء عداء "إسرائيل" المتزايد واندفاعها إلى تعميق وتكثيف الحرب ربما لا يكون أكثر من الفترة القصيرة لعمر هذا النظام. إن تكاليف الحرب الباهظة بالنسبة لـ"إسرائيل"، والتي قدرت، بحسب إعلان وزارة المالية في العام الماضي، بأكثر من 67 مليار دولار، فضلًا عن إمكانية كسر صمود اقتصاد هذا النظام، جعلتهم يريدون القتال في وقت أقل وبسرعة أكبر. ومن الطبيعي أن تتماشى وسائل الإعلام العالمية مع "إسرائيل" في الرقابة والترويج للأخبار، لكن المثير أنه لا توجد في أي وسيلة إعلام أو مجلة شهيرة في العالم، تذكر آثار اقتصاد "إسرائيل" بعد الحرب".

وتابعت: " أنّ تكاليف الحرب على الاقتصاد "الإسرائيلي" أكبر من تكاليف اقتصاد غزّة ولبنان اللذين يواجهان منذ سنوات طويلة اقتصادًا منهارًا لأسباب مختلفة. وليس أمام النظام الصهيوني خيار سوى الاقتراض من الخارج والداخل لتغطية هذه التكاليف، الأمر الذي سيزيد بالتأكيد من الركود واضطراب اقتصاد هذا النظام. وذلك على الرغم من أنّ الولايات المتحدة قدمت هذا العام وحده 14 مليار دولار للصهاينة لتغطية نفقات الحرب، وسيكون هذا الرقم أقل بكثير في العام المقبل، بحسب ما أعلنه مسؤولون أميركيون. ولذلك فإن آمال "إسرائيل" في الحصول على تمويل من أميركا أصبحت أيضًا أضعف من ذي قبل، ولهذا السبب يسارع هذا النظام أكثر في حروبه بالأيام الأخيرة. إحدى طرق تمويل الحرب في النظام الصهيوني هي بيع السندات الحكومية لأشخاص أجانب ومحليين وهذا إجراء شائع للتمويل في الحكومات، لكن الشيء المثير للاهتمام في "إسرائيل" هو مزيج الشركات والمؤسسات التي اشترت سندات من هذه الحكومة. معظم سندات الحكومة "الإسرائيلية" يتم شراؤها من قبل الشركات الأميركية وبعض الشركات والحكومات الأوروبية من أجل مساعدة هذا النظام... إن الحالة السيئة للغاية لاقتصاد "إسرائيل" والركود الاقتصادي الذي كان مزدهرًا جدًا وحتّى صاعدًا حتّى العامين الماضيين جعل صورة مستقبل اقتصاد هذا النظام وحتّى الحرب التي يشارك فيها غير إيجابية، إن تكلفة تمويل الحرب للجيش الذي أضاف 360 ألف جندي جديد والقبة الحديدية التي تعمل كلّ ليلة باهظة للغاية، وهو ما يظهر بوضوح أن بنيامين نتنياهو ونظامه لا يستطيعان مواصلة الحرب لفترة طويلة".
 

الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل