الخليج والعالم
الصحف الإيرانية تركز على موضوع مسيّرة قيسارية التي أصابت بيت نتنياهو
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 20 تشرين الأول/أكتوبر 2024 بالتطورات الدبلوماسية والميدانية بخصوص الحرب الصهيونية على المقاومة، مع التركيز على الهجوم المسيّر الأخير الذي استهدف نتنياهو، والخطاب السياسي الأميركي والأوروبي حول هذه الحرب.
الحذر من الأدبيات السياسية الغربية
كتبت صحيفة وطن أمروز: "جو بايدن وشركاؤه الأوروبيون، بعد تآكل حرب غزّة وفشل الصهاينة في تحقيق أهدافهم في تدمير المقاومة الإسلامية في فلسطين، يصرون على مفهوم غامض ومبهم يسمّى الأرضية الوسطى أو الحل الوسطي. إن الحل الوسط ليس حلًا، بل إطار تكتيكي للوصول إلى نقطة لم يتمكّن الصهاينة من الوصول إليها في ساحة المعركة.
في معظم الأزمات الدولية التي حدثت بعد الحرب العالمية الثانية، كلما وجد الغرب نفسه عالقًا في ساحة المعركة أو رأى إستراتيجياته وأهدافه المحدّدة سابقًا في خطر، فإنه يدخل في خطاب تحت ستار الوسيط ويحاول أن يرسم حلًا سيئًا، وهذه القاعدة تنطبق أيضًا على حرب غزّة.
فمن ناحية، لم يحقق نتنياهو أهدافه الرئيسية على أرض المعركة، أي احتلال قطاع غزّة وتحرير الأسرى الصهاينة، ومن ناحية أخرى، واجه رد الفعل العنيد والمفاجئ من حزب الله في عمق الكيان الإستراتيجي. في مثل هذا الوضع، بدأت الولايات المتحدة وثلاث دول، بريطانيا وألمانيا وفرنسا، لعبة الاعتدال كتكتيك في الساحات الدبلوماسية.
يتم تعريف هذه اللعبة وتنفيذها بناءً على 4 خطابات أساسية:
1. إننا أمام أزمة معقّدة لا يمكن السيطرة عليها في الحرب بين غزّة ولبنان، ويجب إنهاؤها بأي طريقة ممكنة.
2. من أجل إنهاء هذه الأزمة، يجب على حماس وحزب الله ترك خطوطهما الحمراء المعلنة في الحرب، بما في ذلك المطالبة بالانسحاب الكامل للجنود الصهاينة من ساحات القتال.
3. إن الحل النهائي يجب أن يكون مبنيًّا على حسن نوايا فصائل المقاومة، يعني أن مطالب "تل أبيب" يجب أن تكون نهائية وموضوعية وفورية، وفي المقابل يجب أن تكون مطالب حماس وحزب الله مشروطة وغير مطلقة.
4. إن حل إنهاء الحرب يجب أن يرتكز على الانتقال من الوضع القائم، بحيث يعتبر المستقبل واضحًا وسهل الإدارة بالنسبة لـ"تل أبيب" وغامضًا بالنسبة لحماس وحزب الله".
وختمت: "إن الرسائل التي يتم إرسالها مباشرة أو عبر وسطاء إلى طهران وأطراف المقاومة الأخرى، لن يتم النظر فيها والتحقيق فيها إلا إذا كانت تتضمن المطالب المشروعة. إن إصرار الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أي خيار يتجاوز هذه الخطوط الحمراء هو مثال على دق الماء في الصخر، علاوة على ذلك، من الأفضل لواشنطن ولندن وباريس وبرلين، بدلًا من اعتماد موقف الوساطة تجاه الجرائم التي لعبت هي نفسها أقوى دور ممكن في خلقها وتكثيفها واستقرارها، أن تفكر في مساندة شعوب لبنان فلسطين والمنطقة والعالم مقابل الصهاينة والإبادة الوحشية".
انتثروبولوجيا صورة الأسطورة
كتبت صحيفة جام جم: "تُظهر لنا الطائرة من دون طيار السنوار جالسًا على أريكة رمادية ذات خط برتقالي، وقد نزف جرحه لدرجة أنه لم يعد قادرًا على الوقوف، وبندقيته فارغة، ومعصميه مكسورين، وهو محروم من القدرة على القتال، لكنّه لا يتركه. إنه قوي جدًا لدرجة أنه يعلم أنه لن يستسلم، لقد ذاق بالفعل عذاب الصهاينة وهم يعلمون جيدًا أنهم لا يستطيعون الوصول إلى روحه وإيمانه مجددًا، في كلّ لحظة يعيشها في العالم، يعذبهم ويذلهم.
وهو في ذروة استعداده للاستشهاد تقع على عاتقه مسؤولية الحفاظ على حياته، يربط يده المقطوعة بالسلك لوقف النزيف. والسبب هو أن هذا العمل ليس نتاج طمع الحياة الدنيوية بأي ثمن، مرة أخرى، هناك رجاء في الصورة، وهي تدخلنا إلى عمق حياته وإيمانه.
[...] هذا الفيلم ليس أبدًا فيلمًا وثائقيًا يعتمد على نص تم بحثه، ولكن سواء كان هذا الفيلم جزءًا من خطة معدة مسبقًا للعدو أو صورة عشوائية لجريمة قتل بشرية، بمجرد مشاهدته في سياق الحياة اليومية والحياة السياسية والحياة الإنسانية والعلاقات الاجتماعية والتحديات ومعنى الصراعات والأحداث التي تحتوي على الثقافة والمثل والعقل والخيال الإنساني يمكن أن تحمل معنى أنثروبولوجيًا وتستخدم في التفسير وفق خطوط علمية ونظرية. خبرنا جان روش أن حلم كلّ عالم إثنوغرافي - انثروبولوجي هو تقديم مجموعة صور حية ومؤثرة عن كلّ فرد من الأشخاص الذين يدرسهم. إن لقطات الطائرات "الإسرائيلية" من دون طيار هي صورة متحركة فريدة لقائد المقاومة الإسلامية ضدّ الاضطهاد العالمي على عتبة الشهادة".
فك شيفرة مسيرة قيسارية
كتبت صحيفة قدس: "رغم أن الهجوم على مقر إقامة رئيس وزراء الكيان الصهيوني له أبعاد خفية، إلا أنه يوضح مسألة واحدة على الأقل؛ لقد وصلت الحرب الآن إلى أمام منزل نتنياهو.
الخبر، ونظرًا لأهميته في نظر الجمهور، ورغم الرقابة الإعلامية الصارمة من قبل لجنة الرقابة التابعة للكيان الصهيوني، إلا أن تفاصيله وجدت طريقها شيئًا فشيئًا إلى وسائل الإعلام. تسرب خبر ضرب طائرة من دون طيار منطقة قيسارية، حيث يقع مقر إقامة رئيس الوزراء "الإسرائيلي"، والمخاوف التي أثارها المستوطنون الذين يعيشون في الأراضي المحتلة، دفعت مكتب رئيس الوزراء للرد والتأكيد على تحقق هجوم الطائرة من دون طيار في منزل نتنياهو، مع التأكيد إلى أن نتنياهو وزوجته لم يكونا موجودين وقت الهجوم. هذا التأكيد لم يجد صدى لدى الرأي العام وأجبر رئيس الوزراء في النهاية على الإعلان عن صحته من خلال نشر فيديو مدته 24 ثانية وبالطبع تكرار نفس وجهة النظر في الأسابيع القليلة الماضية".
وتابعت: "تشكلت روايات مختلفة حول أصل هذا الهجوم في الساعات الأولى. وفي اللحظات الأولى، نقلت فرانس برس عن مسؤولين عسكريين "إسرائيليين" زعمهم أن هذه الطائرة المسيّرة دخلت الأراضي المحتلة من حدود لبنان ووصلت إلى قيسارية. وهذا الموضوع، أي إرسال الطائرات من دون طيار من لبنان، ورد أيضًا في رسالة مكتب رئيس الوزراء نتنياهو. كما وجهت "جيروزاليم بوست" أصابع الاتهام إلى إيران [...] وفسر البعض هذا الهجوم على أنه تعبير عن البيان الإستراتيجي لحزب الله قبل أيام، والذي أعلن فيه الدخول إلى مرحلة جديدة من المعركة.
لكن حتّى هذه اللحظة، لم يذكر أي من محاور المقاومة، وخاصة حزب الله، هذا الهجوم في إعلان العمليات اليومية. وبطبيعة الحال، وبالنظر إلى أبعاد وأهمية موضوع الهجوم، يمكننا أن نتوقع أن تكون هذه العملية أطول من المعتاد، وبغضّ النظر عن المصدر الدقيق للهجوم، فقد اعتبره بعض المحللين بمثابة رسالة تحذير لـ"إسرائيل" قبل البدء في أي مغامرة جديدة ضدّ إيران. ولا ننسى أن البعض اعتبرها مسرحية من نتنياهو لإضفاء الشرعية على تصرفات جريئة ضدّ طهران، وهو أمر يبدو بالطبع بعيدًا".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
20/11/2024