الخليج والعالم
موقف عراقي شجاع بإدانة الكيان الصهيوني من جنيف
في موقف مبدئي شجاع، أقدم الوفد العراقي البرلماني المشارك في مؤتمر اتحاد البرلمانات الدولي بدورته الـ(149) المنعقد في مدينة جنيف السويسرية حاليًا، على الانسحاب من قاعة المؤتمر، تعبيرًا عن الرفض للسماح لممثل الكيان الصهيوني بالحديث، والتطرق للمواثيق الدولية والقوانين الإنسانية، في الوقت الذي تتواصل فيه جرائم ذلك الكيان ومجازره ضد أبناء الشعبين الفلسطيني واللبناني.
وبحسب بيان توضيحي صادر عن المكتب الإعلامي لرئاسة مجلس النواب العراقي، أوضح رئيس المجلس بالإنابة، محسن المندلاوي، قائلًا: "أعربنا عن رفضنا وامتعاضنا الشديد تجاه الكيان الإرهابي الصهيوني في مؤتمر اتحاد البرلمانات الدولي في جنيف.. وسجلنا انسحابنا من قاعة الاجتماعات، إذ من غير المعقول والمقبول فسح المجال لقتلة الأطفال والنساء والشيوخ للحديث عن المواثيق والقرارات الدولية والقوانين الإنسانية"، مضيفًا "هذه الشرذمة المتلطّخة بدماء المدنيين، يجب أن تُعزل وتحتقر وتعاقب في المحافل الدولية على جرائمها الوحشية، ومن المعيب أن يتلطخ منبر أكبر تجمع لممثلي الشعوب بسموم وأكاذيب لكيان محتل".
وأعلن المندلاوي أن "موقف العراق سيبقى على الدوام منحازًا ومناصرًا لقضايا أمته، وعلى رأسها الحق الفلسـطيني باستعادة كامل الأرض، ورافضًا لكل الممارسات الإجرامية لآلة الموت الصهيونية في فلسطين ولبنان وسائر دول المنطقة، من قتل الأبرياء، ونسف المستشفيات، وهدم المدارس، وتدمير المباني السكنية والبنى التحتية، وقصف مراكز ومخيمات الإيواء، وتجويع وتهجير المدنيين، فضلًا عن استهداف مراجع المسلمين واغتيال رموزهم، ولن نكون يومًا إلا في خندق العداء والكراهية لهذه الفئة الباغية والخبيثة المحتلة لأرض فلسطين".
وفي سياق متصل، أعرب المندلاوي عن شكره وتقديره لرئيس الاتحاد البرلماني العربي إبراهيم بو غالي، للاستجابة السريعة لدعوته إلى عقد المؤتمر الطارئ للاتحاد البرلماني العربي الـ(37) في جنيف بشأن العدوان الصهيوني على غزة ولبنان.
ودعا المندلاوي إلى "اتخاذ خطوات سريعة لتعزيز التعاون والتواصل بين المجالس العربية، والاتفاق على القضايا المصيرية والتصدي للأخطار التي تواجه الأمة العربية، ولا سيما ما يتعلق بأحداث فلسطين ولبنان، وتفعيل الدبلوماسية البرلمانية المشتركة لبرلمانات الاتحاد، بالتنسيق مع المنظمات البرلمانية الإقليمية والدولية، لمساندة الجهود العربية في الوقف الفوري للعدوان الصهيوني".
واقترح رئيس مجلس النواب العراقي بالإنابة تشكيل لجنة خاصة دائمة الانعقاد، لبذل كل الجهود الممكنة في هذا الصدد، فضلًا عن "تقديم الإغاثة الطبية والغذائية العاجلة للنازحين في غزة وجنوب لبنان، والعمل على تخفيف معاناتهم، ودعم جهود العراق الدبلوماسية لدرء خطر توسع الحرب، في كل المحافل الدولية، ضمن الجهود الدبلوماسية التشاركية المسؤولة".
إلى ذلك، استمر تدفق مئات الأطنان من المواد الغذائية والطبية والمستلزمات الحياتية الأساسية من العراق الى النازحين اللبنانيين في سوريا. ونقلت وسائل إعلام عراقية عن القائم بأعمال السفارة العراقية في دمشق، ياسين شريف الحجيمي، قوله، "إن المساعدات الغذائية والطبية والإنسانية سواء من العتبات المقدسة أو هيئة الحشد الشعبي أو جمعية الهلال الأحمر العراقي أو مكاتب المراجع الدينية، ما زالت تصل وبكميات كبيرة جدًا لتوزع بين العوائل اللبنانية المقيمة في سوريا مع استمرار توافدهم إلى الأراضي العراقية"، مؤكدًا "أن كمية المواد التي وصلت إلى الأراضي السورية لغاية الآن تزيد عن ثمانية آلاف طن، فضلًا عن مبادرات إيوائهم في الفنادق، حيث أسكن مكتب المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني نحو ألف شخص في فنادق ودفع أجور ذلك لمدة شهر قابلة للتمديد، فيما استأجرت العتبة الحسينية أماكن لأكثر من 600 شخص، أما العتبة العباسية فقد كان عدد الأشخاص الذين استأجرت أماكن لإيوائهم 250، وأكثر من 300 شخص تكفلت بإسكانهم العتبة الكاظمية في فنادق منطقة السيدة زينب".
وبموازاة ذلك، فإن مختلف الجهات الحكومية، ومكاتب مراجع الدين، وإدارات العتبات المقدسة، وهيئة الحشد الشعبي، والمواكب والهيئات الحسينية، مستمرة في توفير الظروف المناسبة والاحتياجات المختلفة للضيوف اللبنانيين القادمين للعراق، بسبب المجازر الصهيونية المرتكبة في لبنان. والذين تقدر أعدادهم حتى الآن بحوالي ثمانية آلاف شخص.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
20/11/2024