الخليج والعالم
في سابقة تاريخية في بريطانيا.. حكم بقبول آراء معادية للصهيونية و"تستحق الاحترام"
لم يكن متوقعًا على الإطلاق أن يصدر حكم قانوني معادٍ للصهونية في البلد الذي يشتهر بدوره التاريخي في إقامة دولة الاحتلال "الإسرائيلي" على أرض فلسطين المحتلة. إذ بعد أشهر من مداولات في محكمة العمل البريطانية خلصت إلى قرار أن الآراء التي تصف تصرفات "إسرائيل" من قبيل الفصل العنصري والتطهير العرقي والإبادة الجماعيّة هي "جديرة بالاحترام في مجتمع ديمقراطي".
بدأت القضيّة عندما ألقى البروفسور البريطاني ديفيد ميلر David Miller محاضرة، في الجامعة التي يدرّس فيها علم الاجتماع السياسي، أن الصهيونية "عنصرية وإمبريالية واستعمارية بطبيعتها". وأضاف أن الصهيونية "ملزمة أيديولوجيًا بالتسبب في ممارسات الفصل العنصري والتطهير العرقي والإبادة الجماعيّة في السعي للسيطرة الإقليميّة والتوسع". لكنّه أضاف، عندما رفعت قضية من طلاب يهود ضدّه متهمة إياه بمعاداة السامية، في حديثه إلى هيئة المحلفين، بأن معاداته للصهيونيّة لا تعادل معارضته اليهود.
هذه الآراء كانت سببًا وجيهًا في فصله عن عمله الجامعي، في العام 2021، لكنّه قرر استئناف القضية حتّى أصدرت المحكمة حُكمها النهائي، بحسب صحيفة الغارديان، والذي يحدد سبب استحقاق معتقدات ميلر للحماية بموجب قوانين مكافحة التمييز. إذ قال قاضي العمل روهان بيراني حين إصداره للحكم: "على الرغم من أن العديد من الناس قد يختلفون بشدة وبقوة مع تحليل ميلر للسياسة والتاريخ، إلا أن آخرين لديهم المعتقدات نفسها أو معتقدات مماثلة. وجدنا أنه قد أثبت أن المعايير أوفيَ بها، واعتقاده يرقى إلى اعتقاد فلسفي".
تابع القاضي: "نستنتج أن معتقدات ميلر المناهضة للصهيونيّة قد أدت دورًا مهمًا في حياته لسنوات عديدة. نحن راضون عن أنها متماسكة حقًا. كان وما يزال مناهضًا للصهيونية ملتزمًا"، مضيفًا أن هيئة المحلفين وجدت معتقداته تفي بمعايير: ".. ولا تتعارض مع الكرامة الإنسانيّة ولا تتعارض مع الحقوق الأساسيّة للآخرين". وأردف: "... ما قاله مقبول كونه قانونيًا، ولم يكن معاديًا للسامية ولم يحرّض على العنف، ولم يشكّل أي تهديد لصحّة أو سلامة أي شخص".
هذا؛ وقد انتهت المحكمة إلى قرار: "الاعتقاد بأن تصرفات "إسرائيل" ترقى إلى الفصل العنصري والتطهير العرقي والإبادة الجماعية وتستحق الاحترام في مجتمع ديمقراطي"، في قرار وصفته صحيفة الغارديان بالتاريخي.