الخليج والعالم
وزير الخارجية الإيراني من بغداد: نثمّن المواقف العراقية ولا نبحث عن التصعيد
أنهى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي زيارة رسمية للعراق، استمرت يومًا واحدًا، حيث التقى رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني ووزير الخارجية فؤاد حسين، مثمّنًا مواقف العراق،ـ مرجعية وحكومة وشعبًا، الداعمة للشعبين الفلسطيني واللبناني، وأكد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تبحث عن التصعيد في المنطقة؛ إنما تسعى الى التهدئة. هذا في الوقت الذي شدّد فيه كبار المسؤولين العراقيين على وجوب حل الأزمات عبر الوسائل السلمية، وأهمية مساندة الشعبين الفلسطيني واللبناني في مواجهة الكيان الصهيوني.
إلى ذلك؛ ووفقًا لبيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية، أكّد الرئيس عبد اللطيف رشيد خلال لقائه الوزير الإيراني على: "أهمية العلاقات التي تجمع البلدين، وأهمية مواصلة العمل على تعزيزها وتنميتها في مختلف المجالات، استنادًا الى الروابط التاريخية والاجتماعية والدينية التي تجمع البلدين الجارين، ما يحقّق المصالح المشتركة للشعبين الصديقين، ويعزز أمن المنطقة واستقرارها".
كما شدّد رشيد على: "ضرورة العمل الفوري لإنهاء اعتداءات الكيان الصهيوني على لبنان ووقف استهداف المدنيين، والعمل على إنهاء الحرب ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ومنع محاولات توسيع الصراع في المنطقة"، موضحًا: "أن استمرار الحرب في غزة ولبنان يهدد الأمن والاستقرار والسلم في المنطقة والعالم"، مشيرًا إلى: "ضرورة التهدئة والحرص على حل الأزمات عبر الطرق الدبلوماسية، وتجنيب المنطقة خطر التصعيد"، لافتًا إلى: "أن العراق يرفض أن تكون أراضيه منطلقًا للعدوان على دول الجوار، كما يرفض أي انتهاك أو عدوان يستهدف مدنه وقراه".
من جانبه، أوضح عراقتشي رؤية بلاده للأوضاع والتصعيد في المنطقة، وحرصها على استمرار السلم والأمن الدوليين، مؤكدًا أن: "العدوان على لبنان وغزة، يعد خرقًا وانتهاكًا للقوانين والأعراف الدولية".
على صعيد متصل، أكد رئيس الوزراء العراقي خلال لقائه وزير الخارجية الإيراني: "أن الأولويات التي تعمل عليها الحكومة الحالية، في ما يتعلق بأوضاع المنطقة، تتمثل بوقف العدوان الصهيوني على غزّة ولبنان، ومنع الكيان الغاصب من توسعة ساحة الصراع، إضافة إلى إسناد كلّ الجهود المبذولة في هذا المسار، وتأمين وصول موادّ الإغاثة والمساعدات الإنسانية لأهلنا في غزّة، وفي لبنان الشقيق".
كما أوضح السوداني: "أن العراق يبذل كل ما في وسعه لوقف إطلاق النار، بالتعاون مع الشركاء والأصدقاء الدوليين، خاصة من دول الاتحاد الأوروبي"، منوهًا بالقول: "إنّ الحكومة العراقية سبق أن حذّرت مرارًا من مخططات الكيان نحو توسعة الحرب، وهو ما اتضح جليًا لجميع الأصدقاء، وصار هدفًا عدوانيًا مكشوفًا أمام المجتمع الدولي". وأشار السوداني إلى: "أن جهود العراق الساعية إلى منع انتشار الصراع، تصبّ بالنهاية في صالح الأمن الوطني العراقي وأمن المنطقة كلها، وحفظ استقرار شعوبها".
في الصدد نفسه، أعرب عراقتشي عن: "تقديره للمواقف العراقية في تهدئة الأوضاع، فضلًا عمّا جرى تأمينه من مواد إغاثية للمنكوبين في غزّة ولبنان"، مؤكدًا أن: "زيارته تأتي من أجل المزيد من تنسيق الجهود والتشاور في مسارات الأوضاع، وأن بلاده تتفق مع المساعي العراقية لمنع اتساع الحرب".
وفي المؤتمر الصحفي المشترك، والذي عقده وزير الخارجية الإيراني مع نظيره العراقي فؤاد حسين، يوم أمس الأحد، أكد الوزير الإيراني: "أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تبحث عن تصعيد في المنطقة ومستعدة للسلام"، فيما ثمن دور العراق حكومةً وشعبًا ومرجعيةً لوقوفهم مع غزة ولبنان.
وأشار الى أن زيارته لبغداد "من أجل التشاور بشأن تطورات المنطقة مع الأصدقاء، لوقف العدوان الصهيوني على لبنان وغزة، حيث أن المنطقة تواجه تحديات خطيرة".
وجاءت زيارة وزير الخارجية الإيراني للعراق، ضمن جولته الإقليمية التي شملت حتى الآن المملكة العربية السعودية وقطر، علمًا أن الوزير الإيراني توجه من بغداد الى العاصمة العمانية مسقط لمواصلة مشاوراته مع مختلف الأطراف الإقليمية من أجل التوصل الى حلول مناسبة وتطويق الأزمات، بما يفضي الى وقف العدوان الصهيوني على فلسطين ولبنان.
العراقالجمهورية الاسلامية في إيران