الخليج والعالم
"وول ستريت جورنال": حماية "إسرائيل" تُعطّل أولويات "البنتاغون"
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرًا أشار إلى أن "البنتاغون" وضع خطة لمراقبة الوضع في الشرق الأوسط، بينما يُخصّص الجزء الأكبر من قواته من أجل التعامل مع "التهديدات الأكبر" الآتية من الصين وروسيا، وذلك مع انخفاض حدّة المعركة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأوضحت الصحيفة أنه "ووفقًا لهذه الخطة تقوم الولايات المتحدة بخفض تمركزها العسكري في المنطقة بحيث يكون فقط عبارة عن بضع سفن وسربين اثنين من الطائرات وبضعة آلاف من القوات في العراق وسورية"، كما أردفت أنه "وبحسب الخطة لن تتمركز أساطيل بحرية بانتظام في المنطقة".
كذلك أضافت الصحيفة أنّ "الخطة نصت على الاستفادة من المسيّرات البحرية والجوية من أجل جمع المعلومات الاستخباراتية والاعتماد على التعاون الأمني بين "إسرائيل" والدول العربية لمحاربة "التهديدات" من إيران، وتابعت أن ""البنتاغون" إنما رأى أنه يمكن زيادة عديد القوات في المنطقة بشكل مؤقت في حال خرجت الأمور عن السيطرة".
كما أردفت الصحيفة أنّ "العديد من الفرضيات الأميركية حول كيفية التعامل مع مخاطر الشرق الأوسط انقلبت رأسًا على عقب، بينما اندلع القتال في لبنان وغزة وسورية والعراق والبحر الأحمر وإيران". وقالت :"إنّ اعتماد "إسرائيل" بشكل متزايد على الجيش الأميركي هو في صلب الواقع الجديد في ظل النزاعات التي تخوضها على عدة جبهات"، كذلك لفتت إلى أن ""إسرائيل" اعتمدت خلال العام المنصرم على ما يزوّده الأميركيون من عتاد عسكري، وإلى أنّ "إسرائيل" استفادت من مساعدة أميركية في إسقاط صواريخ ومسيّرات العدو، إضافة إلى الانتشار السريع للقوات البحرية والجوية الأميركية من أجل ردع الهجمات من إيران".
ولفتت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة اضطرت إلى تعديل أولوياتها الإستراتيجية من أجل التكيف مع الوضع، حيث نشرت أسطولين اثنين في المنطقة لفترات طويلة خلال هذا العام. كما أشارت إلى أنها اضطرت مرتين إلى نقل حاملة طائرات من المحيط الهادىء، بحيث لم يبق لديها أية حاملة في آسيا لأسابيع متتالية، كذلك أردفت أن "الولايات المتحدة لم تكن تنوي إبقاء حاملة طائرات في الشرق الأوسط بشكل منتظم قبل عملية طوفان الأقصى".
هذا، وبينما أشارت الصحيفة إلى أنّ واشنطن سبق وأن جاءت لمعونة "إسرائيل" كما حصل في حرب عام 1973، إلا أن التهديد المتنامي والمواجهة المطولة بين "إسرائيل" وإيران و"الميليشيات" (الأحزاب المقاومة) التي تدعمها إيران (وفق تعبير الصحيفة) في كل من لبنان والعراق وغزة واليمن" تشكل تحدياً جديداً لواشنطن".
كما أضافت الصحيفة أن "الصواريخ الباليستية السريعة والمسيّرات المراوغة التي تستخدمها إيران و"وكلاؤها الإقليميون" لا تمنح الكثير من الوقت للرد وهي أكثر تطورًا من المخاطر التي واجهتها الولايات المتحدة و"إسرائيل" قبل عقود". كذلك تابعت أن "النزاعات مفتوحة الأمد استمرت لفترة أطول بكثير مقارنة مع الحروب التي خاضتها "إسرائيل" في الماضي، الأمر الذي يفرض ضغوطًا على مواردها".
وقالت الصحيفة :"إن "البنتاغون" لم يكن يتوقع أن يكون الشرق الأوسط بهذا الشكل عندما تسلمت إدارة جو بايدن الحكم، وإن الولايات المتحدة التزمت بخطة رفع عديد القوات البحرية والجوية من أجل تجنب حرب أوسع خلال الأشهر الأولى من الحرب، إلا أن الالتزامات تراكمت بحيث تحول الموضوع إلى وجود عسكري مطول وليس أزمة قصيرة الأمد كما كان يأمل "البنتاغون"".
كذلك أشارت الصحيفة إلى أن بعض المسؤولين "الإسرائيليين" السابقين يقولون إن ""إسرائيل" تعتمد أكثر فأكثر على واشنطن بينما تواجه تهديداً مستمراً من إيران و"وكلائها". ونقلت عن Assaf Orion وهو عميد "إسرائيلي" متقاعد كان يرأس الوحدة الإستراتيجية في الجيش "الإسرائيلي" بين عامي 2010 و2015، نقلت عنه أن "إسرائيل" تدرك بأن النزاع مع إيران و"وكلائها" يتمحور حول التحمل المادي والقوة الوطنية والقاعدة الصناعية والمخزون والقدرة على استخدام القوة لفترات طويلة، وهو ما يفوق حجم "إسرائيل""، كما نقلت عنه ضرورة تولي أميركا دورًا أقوى والحاجة إلى مثل هذا الدور واضحة وجلية.
وقالت الصحيفة :"إن ما يزيد المشكلة هو أن "إسرائيل" قامت مرارًا بإبلاغ الولايات المتحدة ببعض هجماتها في آخر لحظة، بحيث اضطر البنتاغون إلى نقل قواته سريعًا من أجل حماية المصالح "الإسرائيلية" أو الأميركية في المنطقة، إذ نقلت عن مسؤولين في "البنتاغون" أن ذلك إنما تسبب بتوتر بين وزير الحرب لويد أوستن ونظرائه "الإسرائيليين".
كما نقلت المجلة عن رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي تشارلز براون أنه جرى إبلاغه عن هجوم أجهزة "البيجر" قبل نحو ساعة من وقوعه، وذلك عندما أخبره قائد القيادة الوسطى Erik Kurilla أن أمرًا كبيرًا سيحصل دون أن يُعطي تفاصيل، كذلك أردفت أن "براون علم بموضوع عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله السابق السيد حسن نصر الله (الشهيد) عندما سحب من اجتماع بينما كانت العملية تنفذ".
ونقلت الصحيفة عن الدبلوماسي الأميركي الصهيوني السابق المعروف دينيس روس أن على "الإسرائيليين" أن يفترضوا أن ما يجري يكلف الأميركيين كثيرًا، وأنه يرى أن الإدارة المقبلة يجب أن تتوصل إلى تفاهم إستراتيجي معين مع "الإسرائيليين" حول كيفية مقاربة التهديدات، وما الخطوات التي من الممكن أن يتخذها الطرفان وكيفية الحد من المفاجآت".
كذلك أضافت الصحيفة أنّ ""البنتاغون" لم يوضح حتى الآن كيف ينوي التعامل مع المتطلبات الجديدة التي تفرضها الشرق الأوسط دون أن يلتزم بنشر وسحب المزيد من القوات في المنطقة وزيادة حجم الجيش الأميركي، أو كلا الأمرين معًا. ولفتت إلى أن بعض الخبراء العسكريين يقولون إن الانتشارات في الشرق الأوسط قد تبدأ بتقويض وضعية الجيش الأميركي في المحيط الهادئ إذا ما استمرت حتى العام المقبل، كما لفتت إلى أنه وبينما لدى البحرية 11 حاملة في أسطولها، فإن المتطلبات الجديدة خلال العام المنصرم تعني أنها لا تستطيع نشر سوى حاملتين في كل مرة بسبب متطلبات الصيانة والتدريب وحاجة الطواقم إلى الاستراحة.
ونقلت عن ضابط البحرية السابق Bryan Clark أنه "ومع حلول العام المقبل ستكون هناك فجوة محتملة في الحاملات أما في الشرق الأوسط أو المحيط الهادىء"، كما نقلت عنه أن البحرية لا تملك القدرة على نشر حاملتين في الشرق الأوسط وواحدة في المحيط الهادىء طوال الوقت.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
24/11/2024
مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
24/11/2024