معركة أولي البأس

الخليج والعالم

دبلوماسي أميركي سابق: المصالح الأميركية تقتضي لجم نتنياهو عن التصعيد ضد إيران
08/10/2024

دبلوماسي أميركي سابق: المصالح الأميركية تقتضي لجم نتنياهو عن التصعيد ضد إيران

كتب Robert Hunter (روبرت هانتر) الذي شغل منصب مدير شؤون الشرق الأوسط في مجلس "الأمن القومي" الأميركي خلال حقبة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر وسفير واشنطن لدى حلف "الناتو" خلال حقبة بيل كلنتون، مقالًا نُشر على موقع Responsible Statecraft شدد فيه على ضرورة أن "يبدي الرئيس الاميركي جو بايدن المزيد من الصرامة وعدم التراخي مقارنة مع ما فعله خلال العام المنصرم"، وفق تعبيره.

ورأى الكاتب أن "الأمور وصلت الآن إلى الحرب المباشرة بين "إسرائيل" وإيران"، محذرًا من أن "مستوى "النزاع" وتأثيره الاستراتيجي في المنطقة وخارجها قد يفوق بشكل كبير حجم القتال والدمار الذي حصل حتى الآن، وذلك في حال استمرت كل من "إسرائيل" وإيران بالتصعيد"، مؤكدًا بأن رئيس حكومة العدو سيرحب بهكذا سيناريو، وفق قوله.

وزعم أن "النقاش يدور داخل فريق الرئيس الأميركي جو بايدن حول توقيت وشكل الضربات التي ستقوم بها "إسرائيل" على إيران، لا حول ما إذا كان على "إسرائيل" شن ضربات كبيرة على إيران أم لا".

وأكد الكاتب بأن "الولايات المتحدة تدعم بشكل مفتوح مساعي "إسرائيل" الحربية على عدة جبهات، كما أن "إسرائيل" تعتمد بالكامل على الأسلحة الأميركية وغيرها من أشكال الدعم"، مبينًا الدور الأميركي المباشر في اعتراض هجومين صاروخيين من إيران.

هذا، ورأى الكاتب Robert Hunter أن "الولايات المتحدة و"إسرائيل" لا تتشاركان المصالح بالكامل في ما يخص إيران، إذ إن كليهما يرحبان بتغيير "النظام"، إلاّ أن "إسرائيل" تريد "تفكيك" إيران وتعمل منذ سنوات على تحقيق ذلك"، على حد تعبيره.

وزعم الكاتب أن "بايدن لطالما شدّد في العلن على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح "الرهائن الإسرائيليين" في الإطار الدبلوماسي المتعلق بغزة، فإنه لم يستفد من قوة أميركا للدفع بهذا الاتجاه"، وفق زعمه.

وأكد أنه "عندما أبدت حماس بعض المرونة حيال المفاوضات قام نتنياهو بفرض شروط جديدة".

وخلص الكاتب إلى أنه "في ظل عدم استعداد بايدن للذهاب أبعد من مجرد الكلام عن وقف النار في غزة وإلى جانب قبوله الفعلي برفض "إسرائيل" لأي تقدم في موضوع الحقوق الفلسطينية ناهيك عن "حل الدولتين"، جعل نتنياهو لا يرى أي عقبة أمام اتخاذ الخطوة التالية في إستراتيجيته وهي "استئصال" حزب الله من لبنان"، وفق تعبيره.

كما تحدّث الكاتب عن "الضوء الأخضر الفعلي من بايدن لحملة القصف "الإسرائيلية" والغزو البري على لبنان الذي أدى إلى "تشرد" (نزوح) أكثر من مليون لبناني و"مقتل" 2000 آخرين"، وفق زعمه.

ونبّه من خطر "عدم اتخاذ بايدن أية إجراءات فعلية، حيث يتحدث ويتملق فقط لكن دون أن يطالب، وذلك في الوقت الذي يركز فيه نتنياهو اهتمامه العسكري على إيران، وهي الجبهة الأهم بكثير لمستقبل الشرق الأوسط ومصالح أميركا الإستراتيجية هناك".

ولفت الكاتب إلى أن "نتنياهو كالعادة أجرى حسابات "ذكية" حول السياسات الداخلية الأميركية، حيث يدرك أن بايدن لن يتحرّك ساكنًا من أجل منع "إسرائيل" من "استكمال أعمالها العسكرية" مع حلول الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر القادم (موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية) أو حتى مع حلول مراسم تنصيب الرئيس الجديد أوائل العام المقبل"، مؤكدًا بأن "بايدن لن يخاطر بإغضاب "إسرائيل" واللوبي القوي المؤيّد لها في واشنطن".

ورأى الكاتب بأنه "لمجرد طلب بايدن من نتنياهو عدم مهاجمة أماكن حساسة في إيران، والتي قد تجعل اندلاع حرب كبرى تشمل الولايات المتحدة أمراً حتمياً، هذا يعني أنه أعطى ضوءاً أخضر لنتنياهو"، وأكد بأن "حلم نتنياهو منذ فترة هو أن تتولى الولايات المتحدة بنفسها مشكلة "إسرائيل" المتمثلة بإيران".

وختم الكاتب Robert Hunter مقاله قائلًا: "على أميركا وكونها الراعي الأهم والأقوى لـ "إسرائيل"، أن توجّه رسالة واضحة بأن الدعم العسكري والدبلوماسي الأميركي المستمر سيكون في خطر إذا لم يأخذ نتنياهو وفريقه بشكل كامل في الحسبان التقييم الأميركي بشأن احتياجات "إسرائيل" الأمنية، وعليها أن تأخذ أيضًا في الحسبان المصالح الأميركية التي تشمل عدم تأجيج خطر حصول اشتعال كبير"، مؤكدًا على ضرورة أن يضع بايدن مصالح أميركا أولًا بدلًا من أن يستمر بالإذعان للرغبات والمواقف "الإسرائيلية".

الولايات المتحدة الأميركية

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم