الخليج والعالم
الضربات المحترفة لحزب الله محور اهتمام الصحف الإيرانية
اهتمّت الصحف الإيرانية الصادرة، اليوم الأربعاء 25 أيلول 2024، بالأحداث المتسارعة والشديدة في لبنان وكثرت المقالات التحليلية التي تحاول بيان أبعاد الحرب المفروضة على لبنان وقوة حزب الله في الردود الاستراتيجية، كما اهتمت أيضًا بزيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى نيويورك وتصريحاته التي لاقت انتقادات واسعة في الداخل الإيراني.
مشكلة الأدبيات في كلام بزشكيان
كتبت صحيفة "وطن أمروز":" كلمات مسعود بزشكيان، التي قالها، مساء يوم الاثنين، في مؤتمر صحافي مع كبار المسؤولين الإعلاميين الأميركيين في نيويورك، وأهم جزء من هذه الجمل التي حظيت باهتمام وانتقادات واسعة في الداخل الإيراني؛ طرحه الاقتراح الغريب المتمثل بنزع سلاح إيران مقابل نزع سلاح "إسرائيل"، وكذلك وجود منظمة دولية لضمان أمن المنطقة. وطبعًا كان هناك خلاف آخر على كلام بزشكيان عن مقاومة حزب الله للعدو الصهيوني، لكن أهم موضوع نقاش حول تصريحات بزشكيان في نيويورك كان اقتراحه الغريب بشأن نزع السلاح. حسنًا! ماذا علينا أن نفعل بهذا الاقتراح الغريب للسيد مسعود بزشكيان؟ وكيف يجب أن نفهمه ونتعامل مع نتائجه في العالم، وخاصة في المنطقة؟".
تابعت الصحيفة:" إنّ اقتراح بزشكيان بشأن نزع السلاح المتبادل لإيران والكيان الصهيوني وضمان أمن المنطقة من خلال منظمة دولية هو اقتراح معروض علينا. هذه الكلمة هي في الأساس كلمة لا معنى لها ولا أساس لها من الصحة، وهي خطأ مطلق وخطأ مؤكد وحرب مباشرة مع العقل والمنطق. نزع السلاح؟! من أين أتت هذه الكلمة؟ كيف جاءت هذه الفكرة؟ كيف يمكن لرئيس أن يقول مثل هذا الكلام في أرض العدو الأكبر لبلاده، وسط حرب النظام الصهيوني بلا حدود ضد المقاومة؟ ومن غير المعقول حقًا الاعتقاد بأن السيد الرئيس لم يفكر في العواقب والتكاليف عندما قال هذا. وفضلًا عن أن هذا الاقتراح خاطئ وغير عقلاني وضد المصالح الوطنية والأمن القومي ويخالف العقل والفكر، فإن تكاليفه باهظة أيضًا، ومنذ مساء يووم الاثنين، فسرت جميع وسائل الإعلام الصهيونية والأميركية والغربية تقريبًا، والتي ركزت على هذا الجزء من محادثات بزشكيان، اقتراحه على أنه رسالة عجز إيران وتراجعها عن موقفها تجاه النظام الصهيوني؛ في منتصف الحرب! والله أعلم ماذا سيكون بالنسبة إلى النساء والأطفال الفلسطينيين واللبنانيين الأبرياء الذين يعدون إيران سندًا لهم وداعمًا رئيسًا لهم ضد المفترسين الصهاينة، من فكرة وصورة عن تصريح السيد الرئيس هذا".. لهذا السبب، نفى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على الفور نسب هذه التصريحات إلى بزشكيان وحاول التقليل من تأثيرها، خاصة في الداخل الإيراني.، كما ذهب محمد جواد ظريف إلى العمل ونشر تغريدة وحاول خلق طمأنينة حول الحفاظ على مواقف إيران المبدئية تجاه النظام الصهيوني.. على أي حال، حدث ما لم يكن من المفترض أن يحدث، وقدم الرئيس أسوأ اقتراح ممكن في أسوأ وقت ممكن وفي أسوأ مكان ممكن!".
بحسب "وطن أمروز": لماذا ارتكب السيد الرئيس هذا الخطأ الفادح وأدلى بهذا التصريح الذي لا أساس له من الصحة؟ فهل تراجع مسعود بزشكيان عن مواقفه السابقة في دعم المقاومة صراحة وضرورة القضاء على الكيان الصهيوني؟ هل قدم له أحد هذا العرض؟ وهل هذا الاقتراح اقترحه بعض أصحابه؟ دعونا نكون صادقين وواقعيين، ولا يبدو أن هذا الخطأ الفادح واقتراح نزع السلاح المتبادل بين إيران والكيان الصهيوني هو نتيجة تغير موقفه من المقاومة أو في ظل اقتراحات ونصائح الآخرين، ما نعرفه وأدركناه عن الأطباء في آخر 2-3 أشهر هو أنه لا يعرف ويتقن بعض القضايا والقضايا المهمة، والأسوأ من ذلك أنه للأسف غالبًا ما يتراخى في التعبير عن مواقفه وقضاياه، وبقصة اقتراح نزع السلاح نفسها، ووسط تصريحاته واقتراح أن تتولى منظمة دولية مهمة توفير الأمن في المنطقة، أدرك خطأه في لحظة وحاول تعويضه وقال إن القوى الإقليمية نفسها توفر هذا الأمن".
الضربات المحترفة لحزب الله
على صعيد آخر؛ كتبت صحيفة "جام جم":" إنّ توسيع أبعاد الحرب إلى ما وراء حدود فلسطين المحتلة أصبح الاستراتيجية الأساسية لنتنياهو بهدف تجنب الهزيمة، في حين تشير الوقائع على الأرض إلى سوء حساباته وإلحاق المزيد من الهزائم في جسد النظام الصهيوني المزيف والمجرم.... لكي نكون أكثر دقة؛ نتنياهو غير مدرك أن امتداد الحرب إلى لبنان لن يحرره أبدًا من المستنقع الذي خلقه لنفسه وللنظام الصهيوني الغاصب، اتخذ نتنياهو نهجًا متناقضًا مع التقديرات الميدانية الدقيقة لقوة الحزب ويظهر الفشل الحتمي، فقد قام الحزب، مع الفهم التفصيلي لظروف الحرب وتحديد أهداف البنية التحتية لإسرائيل، في ظل استراتيجية "الحرب بلا حدود"، بتوسيع هجماته في الأيام القليلة الماضية إلى حيفا، عكا والجليل الشمالي إلى عمق 60 كيلومترًا".
تابعت الصحيفة:" استراتيجية الحرب بلا حدود هي استراتيجية لا يمكن تصور زمان ومكان وأدوات وأساليب وحدود معينة لها، وسيظهر الحزب في مختلف المجالات بأيدٍ مفتوحة تمامًا من أجل الدفاع عن لبنان والانتقام للاغتيالات الأخيرة. إن اعتماد هذه الاستراتيجية من حزب الله، وذلك بعد جهد كبير لمنع انتشار الحرب، في حين أن الخيار المفضل لنتنياهو هو تأثير الضغط على حزب الله لسحب قواته -أي وحدة رضوان الخاصة- من حدود لبنان الجنوبية مع الشمال، وهي تعد أرضًا محتلة". وأردفت: "اللافت أنه على الرغم من سلسلة الأعمال الإرهابية - بما في ذلك انفجار أجهزة إلكترونية - والهجمات الجوية "الإسرائيلية" على مناطق مختلفة في عمق لبنان خلال الأسبوع الماضي، والتي أدت للأسف إلى استشهاد عدد كبير من الناس العاديين في هذا البلد... إلا أن سلسلة العمليات المضادة للحزب لم تتوقف".
ختمت الصحيفة:" بناء على هذا؛ وبالرغم من أن عنصر الدعاية والعديد من تقنيات العمليات النفسية أصبحت هذه الأيام أداة يستخدمها الصهاينة على نطاق واسع لإظهار تفوقهم المزعوم على دول منطقة المقاومة، وبحسب قولهم، لمنع الحزب وجماعات المقاومة الأخرى من الرد بالترهيب والضغط. لكن تجدر الإشارة إلى أن اغتيال قادة المقاومة ليس قضية جديدة ليس لها تاريخ في العقود الماضية، كما أن فقدان الأمن ليس أمرًا جديدًا. إنّ الضحايا المدنيين دليل على التفوق الاستراتيجي والميداني، وإذا نظرنا إليه، فإنه بسبب هذه الضربات القاتلة و"جروح العمل" اتجهت السلطات "الإسرائيلية" ووسائل الإعلام إلى إخفاء النتائج من هجمات الحزب ومن ناحية أخرى يحاولون تصوير قتل المدنيين الأبرياء من النساء والأطفال على أنه إنجاز".
أحلام فاشلة لعقل مريض
كتبت صحيفة "إيران":" كان الخطاب الأخير للرئيس الأميركي جو بايدن، في الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، بمثابة خطاب حماسي لتوديع هذا السياسي الأميركي من عالم السياسة. الكلمات التي لم تكن أكثر من تعبير عن رغباته، وبطبيعة الحال، كان لها إرث من إخفاقات بايدن وكان من الممكن أن يحصل الرئيس الأميركي على نهاية أفضل لمسيرته المهنية التي استمرت 60 عامًا في السياسة، ولكن في أيام تقاعده، يمكنه أن يفكر في كيفية فشله في إنهاء الإبادة الجماعية المخزية في غزة، حتى أنه قدم مساهمة خاصة في هذه الفظيعة مذبحة".
تابعت الصحيفة: "لقد وصل بايدن إلى نهاية الحياة السياسية كونه صهيونيًا كما يحب أن يُطلق عليه. في السنوات الأخيرة من حياته، حاول مسح الوجه عن أبشع جريمة قتل جماعي في القرن الحادي والعشرين أمام أعين العالم، من دون أن يتعلم من التاريخ، وتحدث عن معاناة أهل غزة لكنه اختار عدم ذكر أي شيء عن سببها. [...] في الفصل الأخير من مسيرته السياسية في مقر الأمم المتحدة، تحدث الرئيس الأميركي المخادع عن محاولة إعادة الأمم المتحدة إلى الحفاظ على مهمتها الرئيسة المتمثلة بالسلام والاستقرار وإنهاء الحروب، بما في ذلك في غزة، لكن جو بايدن لم يوضح كيف استخدمت حكومته حق النقض (الفيتو) ضد أكثر من 6 قرارات لمجلس الأمن منذ العام الماضي، لوقف إطلاق النار في غزة لصالح العصابة الإجرامية الصهيونية، لكي يصبح قلبًا لاستمرار الإبادة الجماعية للمحتلين ووقودًا لآلة بنيامين نتنياهو الحربية في القتل المجنون للنساء والأطفال الفلسطينيين".
الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/11/2024