معركة أولي البأس

الخليج والعالم

 قضايا محلية ودولية محور اهتمام الصحف الإيرانية 
18/09/2024

 قضايا محلية ودولية محور اهتمام الصحف الإيرانية 

اهتمت الصحف الإيرانية، الصادرة اليوم الأربعاء 18 أيلول 2024 بالأوضاع الإقليمية، ولا سيما حرب النظام الصهيوني المستمرة على غزة ولبنان، ودهاء ومكر الأنظمة العالمية في تعاملها مع قضية وقف إطلاق النار، كما اهتمت أيضًا بالنقاشات الفعّالة جدّا في الداخل الإيراني، حول قضايا أثارها الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في آخر تصريحاته وتعييناته الحكومية، ولا سيما في قضية التعامل مع الولايات المتحدة الأميركية.

سلميّة الثعلب العجوز

كتبت صحيفة "إيران": "إن الوضع في غزة صعب للغاية، بسبب استمرار هجمات "إسرائيل" المجنونة على الفلسطينيين، وفي مثل هذه الحالة، فإن قرار الحكومة البريطانية الأخير بتخفيض حجم الأسلحة المرسلة إلى تل أبيب بنحو 10٪ ليس له تأثير كبير، ولن يكون هناك أي تقليص لعملية الإبادة الجماعية التي يرتكبها النظام الصهيوني في هذه المنطقة".

وأشارت إلى أنه "نتيجة للجرائم التي يرتكبها هذا النظام على مدار الساعة في غزة ورفح، ومؤخرًا في الضفة الغربية وجنوب لبنان، استشهد 43 ألف فلسطيني وأصيب أكثر من 98 ألفًا"، مضيفةً: "هذا في حين وصفت المحكمة الجنائية الدولية الأعمال اللاإنسانية التي يقوم بها نظام "تل أبيب" غير الشرعي بأنها مثال للإبادة الجماعية، ودعت إلى وقفها في أسرع وقت ممكن، وإعلان وقف دائم لإطلاق النار، ومحاكمة رئيس الحكومة "الإسرائيلية" بنيامين نتنياهو". 

وعلى الجانب الآخر من القصة، فإن رئيس الحكومة المتطرّف قد منع عمليًا الحرب من التوقف عن طريق توسيع الحرب إلى أكبر عدد ممكن من أجزاء المنطقة، ووضعِ شروط غير قابلة للتنفيذ لقبول وقف إطلاق النار، بحسب الصحيفة، مؤكدةً "أن التظاهرات الحاشدة التي قام بها الصهاينة ضد رئيس حكومتهم أضعفته بالطبع، لكن بفرض مطالبه على جميع الحاضرين في هذه اللعبة القاتلة، أصبح نتنياهو عمليًا مدير المسرح الرئيسي لأحداث الشهر الثاني عشر من حرب غزة".

وتابعت الصحيفة: "في مثل هذا الوضع اليائس، فإن الإجراء الذي اتخذته حكومة لندن بإلغاء 30 من أصل 350 ترخيصًا صدرت لإرسال أسلحة خفيفة وثقيلة إلى "تل أبيب"، والتي تعطي رصيدًا قدره 10٪ فقط، لن يفعل شيئًا للتهدئة".

وأكدت أن "مجرد إصدار التصريحات السلمية لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر هو قطرة من محيط، وهو يعرضه أكثر من أي وقت مضى في أذهان شعبه باعتباره مذنبًا كبيرًا ومشاركًا في جرائم الحرب "الإسرائيلية""، مردفةً أن "الحكومة البريطانية اعترفت أن الاستمرار في إرسال أسلحتها إلى "تل أبيب" من شأنه أن يتسبب في سقوط المزيد من القتلى، ويعرقل طريق المساعدات العامة للعديد من الجرحى الفلسطينيين، فيتعين عليها أن تقطع مساعداتها العسكرية كافة وتعلن انسحابًا رسميًّا من هذه الكارثة الإنسانية"، قائلةً إن "قرار ستارمر بترك عملية إرسال 90% من الشحنات العسكرية الأولية لحكومته إلى "تل أبيب"، يعني أن هذا النظام المزيف سيهاجم الفلسطينيين بالقوة نفسها التي كانت عليها من قبل".

صفقة جيدة.. ليس مع الجميع

وقالت صحيفة "وطن أمروز": "إن دول العالم المختلفة إما لديها نظام الحزب الواحد، أو نظام الحزبين، أو مثل إيران، هناك أحزاب متعددة فيها، رغم أن العديد من الخبراء يرون هذا النهج علامة على الديمقراطية وحرية التعبير في البلاد بحسب التفسير الغربي، لكن وجود أطراف مختلفة له عواقب وتعقيدات سلبية، كما أن له خصائصه الخاصة".

وكما ذكرت الصحيفة سابقًا، "تخضع جمهورية إيران الإسلامية لنظام متعدد الأحزاب، ويوجد حاليًا أكثر من 220 حزبًا ومنظمة سياسية مسجلة في البلاد، وحتى وقت قريب، لعب تياران سياسيان أصولي وإصلاحي الدور الرئيسي في هذا المجال"، مشيرةً إلى أنه على الرغم من أن "الأغلبية الساحقة من الشعب أثبتت أنها لا تزال تقف إلى جانب النظام الإسلامي ومُثل الثورة، من خلال حضورها مراحل مختلفة من الدفاع عن الثورة الإسلامية، إلا أنه من المؤسف أن التصرفات الخاطئة وغير المناسبة أحيانًا من الفصيلين المذكورين تسببت في السنوات القليلة الماضية في قيام الأحزاب بممارسة أمور أفقدها مكانتها العامة إلى حد كبير".

وأوضحت: "في جميع الأحوال، لا يمكن أن نتوقع من جميع أفراد المجتمع أن يخضعوا دون قيد أو شرط لطريقة تفكير سياسية معينة ويتبعوها بدقة، وبالتالي فإن خلق توافق وطني يمكن استخدامه لجذب الرأي والتعبير فقط"، متابعةً قولها إنه "لا أحد ضد ترسيخ الوحدة وتعزيز التماسك بين أفراد المجتمع، وبالأساس، ينبغي أن يكون فن مسؤولي النظام هو أن يكونوا قادرين على تعزيز التعاطف، وتعزيز التآزر والاستخدام الأمثل لجميع القدرات المتاحة".

ولفتت الصحيفة إلى أن "جميع أفراد المجتمع، بما في ذلك الناس العاديون والسياسيون، ومختلف النقابات والفنانون والرياضيون وغيرهم من المشاهير - بمواقف وأطياف فكرية مختلفة غير متناقضة - تحت خيمة الثورة"، مضيفةً: "وكما هو الحال منذ الماضي البعيد، عاشت المجموعات العرقية الإيرانية المختلفة وحتى الأقليات الدينية معًا بسلام وسلام تام، لكن من الواضح أنه لا معنى للتوافق مع مناهضي الثورة ومثيري الفتنة، لذلك لا يمكن تطبيق هذا الإجراء على جميع الأعضاء من المجتمع".

ووفقًا للصحيفة، فإن "السيد الرئيس المحترم، رغم الدعم الشامل والتوصيات المتكررة والواضحة من قائد الثورة الحكيم، ومطالب الشعب الذكي والثوري، يقوم بتعيين مسؤولين يكونون أحيانًا ماديًّا ومعنويًّا غير مؤهلين فكريًّا، وذلك تحت تأثير من حوله الذين كانوا في زمرة المعارضين للنظام، وكانوا يرافقون مثيري الشغب بشكل مباشر أو غير مباشر، أي مع أعداء الوطن، بل وتجنبوا التعبير عن ندمهم".

افتخار إيرانية بعدائها للشعب الإيراني

كما كتبت صحيفة "جام جم": "ردًّا على السؤال حول الذكرى الثانية لوفاة مهسا أميني وإمكانية فرض المزيد من العقوبات على إيران، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، اليوم الاثنين: "لقد فرضنا العديد من العقوبات على إيران، وتم حظر أكثر من 500 مؤسسة وشخصية إيرانية في هذا المجال، وفي الأسابيع القليلة الماضية، فرضنا عقوبات جديدة على إيران، بعضها يتعلق بحقوق الإنسان".

وأوضحت أن "هذه التصريحات، التي تشير بوضوح إلى سياسة البيت الأبيض المناهضة لإيران، جاءت بعد ساعات فقط من إعلان موقف رئيس بلادنا مسعود بزشكيان من نهج الحكومة الرابعة عشرة تجاه العلاقات بين طهران وواشنطن في رئاسته"، كذلك "أظهر مؤتمر صحفي مع الصحفيين المحليين والأجانب أن الهيئة الحاكمة الأميركية ليست مستعدة للتنازل عن إستراتيجياتها المناهضة لإيران، وتفتخر بعدائها للأمة الإيرانية".

وتابعت الصحيفة: "وبغض النظر عن عدم دقة استخدام عبارة "نحن إخوة معهم" من قبل الرئيس، الذي يظهر في الغالب نوعًا من التراخي، فقد أكد بوضوح ضرورة تغيير موقف السلطات الأميركية تجاه الشعب الإيراني، ووصفها بأنها مقدمة وشرط لإجراء أي نقاش حول الحوار معهم".

وبحسب الصحيفة، فإن "تصريحات ماثيو ميلر الواضحة، والتي يمكن تقييمها على أنها رد على تصريحات رئيس بلادنا، تظهر أن أميركا مستمرة في إصرارها على مواقفها العدائية ضد الجمهورية الإسلامية والأمة الإيرانية"، مؤكدةً أنها "نقطة مهمة لأن بعض وسائل الإعلام المحلية والأجنبية قيّمت تصريحات مسعود بزشكيان بأنها ضوء أخضر لوضع طاولة مفاوضات مباشرة مع الأميركيين وحتى التواصل مع واشنطن وبدأت في التكهن وتصميم السيناريوهات حول ذلك".

وأشارت الصحيفة إلى أن "بعض التوجهات الغربية في البلاد، بغض النظر عن الكوارث والأضرار الكثيرة التي يسببها دخول البلاد إلى مثل هذه الفضاءات، تحاول دائمًا رمي الكرة على أرض إيران لعدم حل القضايا بين إيران والولايات المتحدة"

الجمهورية الاسلامية في إيران

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم