الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: للصاروخ اليمني على "تل أبيب" قدرات جديدة ورسائل متعددة
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة، اليوم الاثنين 16 أيلول 2024، بالتطورات الأخيرة التي حصلت في المنطقة بعد إطلاق القوات اليمنية صاروخًا فرط صوتي باتجاه الأراضي المحتلة في "تل أبيب". فقد أشارت الصحف، في مقالات تحليلية، إلى الأبعاد التي يمثلها مثل هذا الأمر، كما اهتمت بالنقاش الإيراني الداخلي في تعيين الحكومة الـــ14 لبعض الشخصيات في الدوائر الرسمية، والتي رأها بعضهم خرقًا لشعار الوحدة الوطنية. وكذلك اهتمت الصحف ببعض القضايا الدولية من قبيل تجفيف الغرب دعمه لأوكرانيا ضد روسيا.
أوكرانيا محاصرة من رفاقها في الناتو
كتبت صحيفة "إيران" تقول: "بينما تتزايد الضغوط على الولايات المتحدة والغرب الداعمين لأوكرانيا لإصدار ترخيص لاستخدام الصواريخ بعيدة المدى، تأخذت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة التهديد الروسي على محمل الجد، ولم تقم بإصدار مثل هذا الترخيص. إذ بعد نشر أخبار وتكهنات بأنّ الولايات المتحدة ودول الناتو سمحت لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى على الأراضي الروسية، أعلن فلاديمير بوتين أنّ هذا الإذن بمثابة حرب الناتو ضد روسيا. ومع ذلك، الضغوط مستمرة. وفي آخر الأحداث، طلب خمسة مسؤولين بريطانيين سابقين من حكومة البلاد إصدار إذن باستخدام صواريخ بعيدة المدى ضد موسكو من دون الاعتماد على أميركا. وقد طلب رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون، إلى جانب خمسة وزراء دفاع بريطانيين سابقين، ذلك من رئيس الوزراء [...] كما طلب رئيس أوكرانيا المزيد من الدعم في مؤتمر في كييف وطلب من أنصاره الوفاء بوعودهم للمرة الألف".
وتابعت "إيران": "لندن وواشنطن تعارضان مثل هذا القرار [...] وبحسب بعض التقارير؛ أنّه من شأن مثل هذا القرار إدخال الغرب مباشرة في ساحة المعركة مع روسيا، وتقول إنّ الأساس العسكري لاختبار عزيمة روسيا في هذه الحال غير واضح، ولا يوجد سبب وجيه للاعتقاد بأنّ استخدام صواريخ كروز من شأنه أن يحسن بشكل كبير فرص كييف في الفوز في حرب الاستنزاف التي يتمتع فيها الروس بمزايا هائلة على أوكرانيا من حيث عدد السكان والبنية العسكرية. إذ إنّ الروس يقوّضون قدرة الأوكرانيين على إرسال قوات مدربة جيدًا ومجهزة تجهيزًا جيدًا إلى القتال، والصواريخ بعيدة المدى لا تغير هذه الحقيقة.
ثانيًا، يستطيع الروس التكيف مع القدرات الهجومية بعيدة المدى لأوكرانيا، بعد أن تكيفوا بالفعل مع توفير مدفعية HIMARS وصواريخ ATACMS أرض-أرض، على سبيل المثال، حين قاموا بنقل مستودعات الإمدادات وأصبحوا أكثر قوة في استخدام التدابير المضادة للحرب الإلكترونية لتحييد الأسلحة الغربية المتقدمة.
ثالثًا، لكي يكون للغرب تأثير حقيقي على قدرة أوكرانيا على إلحاق الضرر بالأراضي الروسية، سيتعيّن على الغرب أن يزودها بعدد كبير جدًا من الصواريخ بعيدة المدى، لكن الغرب لديه قدرة محدودة على توفير مثل هذه الأعداد، ومن ناحية أخرى، توريدها سيؤدي حتمًا إلى انتقام روسي مباشر".
رسائل الهجوم الصاروخي اليمني على "تل أبيب"
كتبت صحيفة "جام جم": "في حين الذي تظهر فيه عملية أنصار الله الصاروخية أنّها ترقية حاسمة لقدرات اليمن العسكرية الجديدة، أظهرت أنه لا يوجد أي جزء من فلسطين المحتلة آمن للصهاينة. بالإضافة إلى ذلك، وبسبب مدى هذا الصاروخ اليمني الذي يصل إلى 2000 كيلومتر، ثبت أن قواعد ومنشآت مؤيدي النظام الصهيوني في المنطقة لن تكون آمنة بعد الآن. وينبغي عدّ هذا الإجراء اليمني أنه أكبر خطوة لهم في مجال إظهار قدراتهم في مقابل ضعف الصهاينة، فقبل حوالي شهرين، نفذ اليمنيون عملية بطائرات من دون طيار ضد "تل أبيب"، في حين أنّ الإجراء الأخير لليمنيين تم عبر الصواريخ، وبالنظر إلى القدرات التي يمكن أن تمتلكها الصواريخ في تدمير المنشآت "الإسرائيلية"، فإن هذا الإجراء اليمني له قيمة كبيرة من وجهة نظر عسكرية.
من ناحية أخرى؛ ونظرًا إلى أن "الإسرائيليين" كانوا يحاولون إصلاح النقاط العمياء ونقاط الضعف في نظامهم الدفاعي، خلال الشهرين الماضيين، إلا أن الصاروخ اليمني تمكن من اختراق الحاجز والإجراءات المختلفة التي اتخذها النظام الصهيوني. وفي الواقع، من هذا المنطلق، يعدّ التحرك اليمني في غاية الأهمية... هذا في حين أن الإجراء الأخير لليمن يجعل أنصار النظام الصهيوني يفكرون في حساباتهم مرة أخرى، فلدى الغربيين وخاصة الأميركيين العديد من المرافق والسفن في المنطقة ويمكن استهداف هذه المعدات بصاروخ مماثل من اليمن، ولهذا السبب، هم سوف يترددون في مواصلة دعم النظام الصهيوني.
هذا في حين يعتقد بعض المحللين أن هذا الإجراء من جانب اليمن سوف يثبط عزيمة الأطراف التي تواصل التأكيد على ضرورة استمرار الحرب في مفاوضات وقف إطلاق النار. ويبدو أن جميع الأطراف في مفاوضات وقف إطلاق النار توصلت إلى نتيجة مفادها أنّ استمرار الحرب مضرٌّ للغاية، لكنّ قادة النظام الصهيوني المتطرفين واللوبيات الصهيونية في العالم الغربي ما يزالون يريدون استمرار الحرب. وفي مثل هذه الحال، تجعل تصرفات اليمن الأخيرة الأميركيين يشككون في استمرار دعم الأسلحة للنظام الصهيوني، ويواجهون المزيد من المشكلات في مجال صنع القرار".
قلق على شعار الوحدة الوطنية
كتبت صحيفة "همشهري": "على الرغم من أن تركيز الحكومة الرابعة عشرة على نهج "الوحدة الوطنية" لاقى ترحيبًا من مختلف الأطياف السياسية في البلاد وخلق جوًا من التعاطف لحل المشكلات القائمة، فإن "حماية الوحدة" من خلال مراعاة المبادئ الأساسية، هي واحدة من توصيات الشخصيات السياسية المختلفة للحكومة وفي ظل اعتقاد سياسيين أن تركيبة الحكومة الـ14 هي مظهر من مظاهر التمسك العملي بنهج «التوافق الوطني» الوحدة الوطنية. إلّا إنّ بعض التعيينات، في الأيام الأخيرة، قوبلت بردود فعل سياسية وإعلامية متباينة، وبسبب تعيين بعض الأشخاص وبخلفيات سياسية غير مؤاتية، صدرت تحذيرات موجهة للحكومة من أجل مزيد من الحماية لنهج "الوحدة الوطنية". ولهذا السبب أكد بعض الناشطين السياسيين بطرائق مختلفة أن تعيين الأشخاص السيئين في مستويات الإدارة الوسطى والعليا للحكومة الرابعة عشرة يعدّ خطرًا على التوجهات المتقاربة للحكومة الرابعة عشرة.
وفي مثل هذا الوضع، طلب رئيس البرلمان، خلال كلمته في الجلسة العامة يوم الأحد، من الحكومة مواصلة التعيينات في المناصب الوسطى في إطار استراتيجية "الوحدة الوطنية"، النهج الذي سيرسم في النهاية رؤية واضحة لتحقيق أهداف الحكومة الرابعة عشرة".
الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
24/11/2024
مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
24/11/2024