الخليج والعالم
زيارة بزشكيان إلى العراق محور اهتمام الصحف الإيرانية
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 14 أيلول/سبتمبر 2024 بالأحداث الإقليمية والدولية، فقد اهتمت وتابعت زيارة الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان إلى العراق واعتبرت الصحف أنّ هذه الزيارة تقع استمرارًا لسياسة حُسن الجوار التي بدأت بها حكومة الشهيد السيد رئيسي، كما اهتمت الصحف الإيرانية بتحليل مناظرة ترامب - هاريس الأخيرة ورمزيتها في تمثّل الوجه الحقيقي للفضاء السياسي الأميركي، وأخيرًا تابعت بعض الصحف السياسة الضاغطة والمتلاعبة الأميركية الأوروبية في ما يخص البرنامج النووي لإيران.
لعبة أميركا والترويكا ضدّ إيران
بداية كتبت صحيفة "إيران": "من البديهي أن نقول إنّ إهمال الدول الغربية لواجباتها ومتطلباتها في ما يتعلق بالتزاماتها الدولية أصبح ظاهرة شائعة؛ إن الكلام الذي تردّد في البيان الأخير للولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا حول أنشطة إيران النووية يظهر هذا الأمر، وذكرت هذه الدول، في بيانها الذي نشر في ختام اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي استمر عدّة أيام، ادعاءاتها بشأن عدم تعاون طهران مع الوكالة، والأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها لهذه المنظمة بشأن المواد النووية والنووية، وكرّروا أنهم تركوا اعتراض إيران القانوني على تأخير تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة وجمود المفاوضات النووية دون إجابة".
وتابعت "يمكننا أن نتوقع من الحكومة الرابعة عشرة أن تستخدم قدرتها الدبلوماسية لتعطيل هذه العملية غير المتكافئة التي جرت من ناحية في المفاوضات بين إيران وأطراف خطة العمل الشاملة المشتركة، ومن ناحية أخرى في التعامل مع الوكالة ولذلك فمن الطبيعي أن ما يتم تداوله هذه الأيام سواء في لوبيات الوكالة أو من الناحية الإعلامية والدبلوماسية في عملية معارضة إيران، لا يقتصر على مجال إعلان الجمهورية الإسلامية، وفي مثل هذه الأجواء، تتوالى الأخبار التي نشرتها الأوساط الغربية في الأيام الماضية حول التعاون العسكري بين إيران وروسيا والادّعاء بإرسال صواريخ باليستية... بينما الملف النووي لا يزال دون حل بسبب الفشل المستمر للغرب في السياسة الخارجية، وفتح القضية المزعومة بشأن الصواريخ الباليستية الإيرانية أمام روسيا هو استمرار لنفس المسار الذي يبدو أن أوروبا قد سلكته أيضًا، وعلى الرغم من أن الاتحاد الأوروبي أدان وأعلن أمس نقل الصواريخ الباليستية التي صنعتها إيران إلى روسيا، فإنه سيفرض قريبًا إجراءات تقييدية جديدة ضدّ الأفراد والمؤسسات المشاركة في برنامج الصواريخ والطائرات من دون طيار الإيراني، وهذا ادعاء كرّرته الدوائر الغربية مرارًا وتكرارًا في الأيام الأخيرة، لكن المسؤولين الإيرانيين قابلوا الأمر بنفي رسمي".
لا فائز!
بدورها، كتبت صحيفة "وطن أمروز": "من فاز في مناظرة هاريس - ترامب في فيلادلفيا؟ لا أحد يعرف!
وتصف حملة كلّ مرشح المناظرة بأنها مُرضية، وقد أدى اختلاف نتائج الاستطلاعات إلى تغذية هذا الالتباس، ووصف استطلاع "سي إن إن" الديمقراطي هاريس بالفائز المطلق، لكن نتائج استطلاع "فوكس نيوز" الجمهوري تظهر فوز ترامب في هذه الحملة.
وحتّى استطلاعات الرأي في الانتخابات الأميركية أصبحت مستقطبة بحسب الأجواء السياسية والاجتماعية، على أية حال، يبدو أن كلّ شيء في أميركا اليوم يمكن وصفه وإمكانية تحقيقه فقط من خلال "الازدواجية"، وكانت مناظرة ليلة الثلاثاء هي "التمثّل الرمزي" لهذا الأمر...
ما لم يُشاهد قط خلال المناظرة كان ولو علامة بسيطة على الديمقراطية، ورافق الوضع غطرسة ترامب وهاريس للسيطرة على الوضع لصالح حزبهما، مما جعل كلّ مشاهد يستنتج أنه لا مكان لمستقبل أميركا والديمقراطية والتسامح".
وتابعت: "ولعل تزامن هذا النقاش مع ذكرى "11 أيلول/سبتمبر" باعتباره الحدث الذي بدأ به تراجع دور أميركا العالمي في مرحلة ما بعد الحرب الباردة، قد شكل وجهًا أيقونيًا للأميركيين؛ والأكثر من ذلك أن المنتصر في الحرب الباردة بدأ ينهار في المؤسسات والأعراف الدولية ولم يعد شرطي العالم، لكن الأكثر رمزية هو وجود مرشحين اثنين في الميدان الانتخابي، وهما رمزان لتراجع أميركا. لا هاريس ولا ترامب هم المنقذون الذين تحتاجهم الولايات الصغيرة في الولايات المتحدة الأميركية في هذه الحقبة المضطربة من تحول النظام العالمي".
وبحسب "وطن أمروز": "خلقت المناظرة وضعًا متناقضًا بالنسبة لكامالا هاريس، فمن ناحية، خلقت المسافة الصغيرة التي جعلتها تتقدّم على ترامب في استطلاعات الرأي هامشًا آمنًا لتحقيق الاستقرار في هذه المسافة غير المؤكدة مع منافسه، لكنّها من ناحية أخرى، كانت تعرف ذلك جيّدًا أن الرأي العام الأميركي يرى أنها شخص غير مستعدّ للرئاسة وعليه تغطية هذا القصور في المناظرة وتدمير هذه الصورة، تحتاج هاريس أيضًا إلى تعويض نقاط الضعف التي أظهرتها على شاشة التلفزيون من قبل... إن كاملا، باعتبارها ابنة مهاجرة وكشخص يمكن أن يطلق عليه أول رئيسة في التاريخ الأميركي، هي نقيض الترامبية الأميركية، إنها كلّ ما تنفيه أسس الترامبية".
المحطة الأولى لدبلوماسية الحكومة الـ14
من جهتها، كتبت صحيفة "رسالت": "لزيارة الرئيس إلى العراق، باعتبارها الوجهة الخارجية الأولى للرئيس، يمكن أن تكون علامة على امتداد السياسة الخارجية المتمركزة حول دبلوماسية الجوار، وقد دخل هذا المصطلح حيز الاستخدام عندما اهتمت حكومة الشهيد السيد إبراهيم رئيسي، بعد أن لم تقصر دبلوماسيتها على أميركا والعديد من الدول الأوروبية، بعلاقات جيدة مع الجيران ودول شرقية أخرى".
وترى عقيدة دبلوماسية الجوار أنّ إيران تستطيع توفير الكثير من احتياجاتها الاقتصادية والتجارية من خلال التفاعل والدخول في أسواق دول الجوار، في حين تستخدم الدول الغربية الدبلوماسية كوسيلة ضغط؛ أخرجت سياسة حسن الجوار البلاد من الأزمات بالاعتماد على دول الجوار، إن العراق، باعتباره الدولة التي لديها أكبر حدود برية مع إيران، هي بلا شك أهم أو أحد أهم جيران جمهورية إيران الإسلامية".
وتابعت "تتمتع هذه الدولة بأكبر تبادل للسياح مع إيران ولعبت دورًا مهمًا في أمن المنطقة في السنوات الأخيرة، ولو لم يكن تعاون هاتين الدولتين مناسبًا لفرضت فتنة "داعش" المزيد من التكاليف على دول غرب آسيا، كما أنّ مصير هذين البلدين مرتبطان اقتصاديًا وثقافيًا ببعضهما البعض، ولذلك فإن اختيار العراق كوجهة خارجية أولى للرئيس يعتبر خيارًا جديرًا وجيّدًا، وزار مسعود بزشكيان من بغداد العاصمة في قلب العراق إلى البصرة في أقصى الجنوب وأربيل والسليمانية في أقصى شمال العراق وأخيرًا كربلاء والنجف في مناطق الوسط، ولم يقتصر خلال هذه الزيارات فقط على اجتماعات رسمية مع مسؤولين ورجال دولة عراقيين، لكنّه بالإضافة إلى ذلك التقى وتحدث مع رجال أعمال وناشطين اقتصاديين إيرانيين ينشطون في العراق، وعائلات إيرانية تعيش في العراق، وطبقات مختلفة من الشعب".
العراقالجمهورية الاسلامية في إيرانبزشكيان
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
20/11/2024