معركة أولي البأس

الخليج والعالم

تشكيل حكومة بزشكيان ومفاوضات غزّة موضوع اهتمام الصحف الإيرانية
28/08/2024

تشكيل حكومة بزشكيان ومفاوضات غزّة موضوع اهتمام الصحف الإيرانية

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة، اليوم الأربعاء (28 آب 2024)، بالقضايا الداخلية الإيرانية، لا سيما الجدال الأخير الذي كان دائرًا في وسائل الإعلام حول مدى تدخل قائد الثورة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي في تعيين وزراء حكومة مسعود بزشكيان، كما اهتمت أيضًا بالحرب الصهيونية في غزّة وتطورات ملف المفاوضات والأزمة الداخلية الصهيونية.

مرة أخرى هُزمت الثورة المضادة

كتبت صحيفة "همشهري" تقول: "خطاب الرئيس بزشكيان وكلامه، في يوم التصويت على الثقة بالحكومة، كان مثيرًا للجدل. فقد خلق علامات استفهام، ونشأت الشكوك وسوء الفهم واحدًا تلو الآخر، كما بدأت وسائل الإعلام المعادية بسرعة؛ في استغلال هذا الأمر، بدءًا من أنّ قائد الثورة كان يُسمي مجلس الوزراء وأن الرئيس عديم الجدوى في اختيار وزرائه، إلا أن عملية التصويت على الثقة برمتها هي إجراء شكلي والبرلمان ليس مستقلًا في الأساس".

أضافت الصحيفة أن: "جملة واحدة من آية الله العظمى الإمام الخامنئي أزالت كلّ هذه الشكوك وسوء الفهم؛ عندما قال :"السيد الرئيس استشارني في اختيار الوزراء، لقد أيّدت بعض الأسماء وأكدت على البعض الآخر، مع أني لا أعرف الكثير منهم". هذا التعبير وحده صحّح أقوال السيد بزشكيان في يوم التصويت على الثقة؛ وصحّح سوء التفاهم، ومنع العدو من اغتنام الفرصة لاستغلالها".

تابعت الصحيفة: "من الواضح أن القيادة قدمت دعمًا خاصًا للحكومة في الأساس. ودعم القيادة ليس بالأمر الغريب، لقد كان موقفها من الحكومات نهجًا ثابتًا؛ هو نهج داعم دائمًا، السبب واضح في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لا توجد مهمّة أصعب من الإدارة التنفيذية للبلاد، وتدعم القيادة الحكومات حتّى تتمكّن الحكومة من فك العقدة وحل المشكلات في حياة الناس. وهذا الرئيس اختاره الشعب وليس القيادة، لكن القيادة ترى أن من واجبها دعم رغبات الناس، ما كان في الماضي كان "تنسيقًا" في شأن بعض أعضاء الحكومة، واليوم يدور حديث عن "تشاور" حيال الوزراء و"تثبيت" و"تشديد" على بعضهم، مما يظهر دعمًا خاصًا.. والآن لماذا الدعم الخاص؟ فلنتقبل أننا اليوم في وضع خاص، ولا يمكن أن نتوقف طويلًا؛ لذلك تريد الحكومة دعمًا خاصًا لبدء عملها بشكل أسرع، دعونا نرى بشكل عام أحوال البلاد وأحوال المنطقة، كان من الممكن أن تتحول حادثة استشهاد الرئيس السيد إبراهيم رئيسي إلى أزمة في البلاد؛ لكن بعد حوالي 3 أشهر، تولت الحكومة الجديدة السلطة من دون أن تتسبب في أي تعطيل لعمل البلاد، وأحوال المنطقة لا تحتاج إلى شرح. ثانيًا؛ من الواضح أن الرئيس هو المسؤول عن اختيار الوزراء، وقائد الثورة صرّح أنه لا يعرف الكثير من الوزراء وليس لديه رأي تجاههم، لذلك، اتّخذ بزشكيان جميع الخيارات".

تكتيك تبسيط المفاوضات

بدورها، كتبت صحيفة "وطن أمروز": "يقدم الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن رواية كاذبة تمامًا عن مفاوضات الدوحة ثمّ القاهرة، ويقولان إن نظام الاحتلال الصهيوني قبل طلبات البيت الأبيض بشأن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار دائم، والآن جاء دور حماس لإنهاء حرب غزّة بقبول هذه الخطة الأميركية. والسؤال الأهم هنا: لماذا فشلت مفاوضات الدوحة؟ فهل طرحت حماس فعلًا مطالب جديدة هنا، أم أن الصهاينة وأميركا أكدوا على مطالب جديدة ورادعة في هذا الاتّجاه؟ هناك نقطتان أساسيتان في شرح هذه القضية، إحداهما تتعلق بنص المفاوضات، والأخرى مرتبطة بالنص التعريفي الخاص بها، وفي المعايير النصية لاتفاق وقف إطلاق النار. إذ يعمل نظام الاحتلال على تعزيز الممر الاستراتيجي الذي قسّم عمليًا قطاع غزّة إلى قسمين من خلال بناء القواعد العسكرية واحتلال المباني المدنية وتدمير منازل الفلسطينيين، إن إصرار الصهاينة على الاحتلال الطويل الأمد، وغير المحدود لهذا لممري فيلادلفيا و"نتساريم"، والذي يفصل بين شمال وجنوب قطاع غزّة عن بعضهما البعض، يعدّ مرادفًا لتطويق "تل أبيب" على قطاع غزّة والاحتلال الرسمي لهذه المنطقة، وما أفشل مفاوضات الدوحة هو إصرار الصهاينة على السيطرة على هذين الممرين الاستراتيجيين".

 كما رأت الصحيفة أن: "هناك نقطة أخرى تتعلق بعودة الأسرى الصهاينة مقابل وقف دائم لإطلاق النار، لقد تصرفت واشنطن و"تل أبيب" بشكل آحادي تمامًا في رسم هذه المعادلة!، أميركا والنظام الصهيوني المحتل أعطيا مسألة إطلاق سراح الأسرى المحل الأول في المفاوضات، لكن الجانب الآخر من المعادلة هو وقف إطلاق النار؛ فلم يكن له قرار نهائي في المفاوضات، بل كانت مسألة غير مؤكدة ويمكن انتهاكها. بمعنى آخر، يحاول الأميركيون والصهاينة ضمان الحرية المطلقة والكاملة للأسرى الصهاينة مقابل وقف إطلاق نار غامض وغير قابل للتحقق. ومن الواضح أن حماس والجهاد الإسلامي لن تقبلا مثل هذا الوقف لإطلاق النار الأحادي الجانب، وفي هذه المعادلة ينبغي الحذر من اللعبة الدعائية والحرب النفسية التي يمارسها الأميركيون".

"إسرائيل" والغضب الداخلي

من جانبها، كتبت صحيفة "إيران": "بعد مغامراته في مواصلة الحرب في غزّة وعرقلة اتفاق وقف إطلاق النار، واجه نتنياهو احتجاجات شديدة من عائلات الأسرى "الإسرائيليين". وفي هذه الأثناء، يعيش النظام الصهيوني دومينو غامضًا من العقاب الشديد والهجمات الإستراتيجية لجبهة المقاومة في عمق الأراضي المحتلة، وهناك شعور جدّي بالحاجة إلى وقف إطلاق النار في غزّة لإنهاء التوترات المتزايدة داخل الحدود. وعلى هذا الأساس اعترف وزير الحرب "الإسرائيلي" يوآف غالانت، بعد العملية المفاجئة والناجحة لحزب الله، بضرورة توصل النظام الصهيوني إلى اتفاق تبادل أسرى يؤدي إلى حل يُنهي الصراع في الشمال ويهدئ المنطقة. وبالتزامن مع تزايد تهديدات المقاومة، تتزايد موجة الاحتجاجات الداخلية ضدّ سياسات بنيامين نتنياهو، والتي دخلت هذه مرحلة جديدة بعد أن تمكّن الجيش من الوصول إلى 6 جثث لأسرى "إسرائيليين"؛ فرأى كثيرون إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب وعدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار السبب الرئيسي لمقتل الأسرى وعدّوه المشتبه  الرئيسي".

رأت الصحيفة أن: "هذه الأحداث مروعة للغاية بالنسبة إلى "إسرائيل" لدرجة أن المحللين الإسرائيليين وصفوها بأنها واحدة من أبشع الصراعات السياسية في تاريخ "إسرائيل". ويؤكد هذا الرأي أيضًا الملف المسرّب من لقاء عائلة الأسرى مع نتنياهو، والذي صاحبه صراع كلامي. وفي هذا اللقاء، ومن خلال طرح أهمية "مستقبل إسرائيل"، حاول نتنياهو تشجيع عائلات الأسرى "الإسرائيليين" على مواصلة الحرب حتّى لو كان ذلك على حساب فقدان حياة الأسرى، لأن الآن استمرار الحرب هو ضمانة لحياة نتنياهو السياسية. وهو يرى أنه مع انتهاء المعركة في غزّة سيواجه العديد من التحديات السياسية بصفته أحد المتهمين بعملية طوفان الأقصى".
 

الجمهورية الاسلامية في إيرانالكيان الصهيوني

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة