معركة أولي البأس

الخليج والعالم

مفاوضات وقف إطلاق النار في غزّة والوساطة الأميركية موضع اهتمام الصحف الإيرانية
20/08/2024

مفاوضات وقف إطلاق النار في غزّة والوساطة الأميركية موضع اهتمام الصحف الإيرانية

اهتمت الصحف الإيرانية، الصادرة اليوم الثلاثاء (20 آب 2024)، بالقضايا الداخلية المتعلّقة بتشكيل الحكومة ورسم المسارات الجديدة لسياستها، وبالقضايا الخارجية والإقليمية المتعلّقة بالمفاوضات لوقف إطلاق النار في قطاع غزّة، وبالوساطة الأميركية وغيرها لوقف الانتقام للاغتيالات الغادرة التي قام بها الكيان الصهيوني.

الشياطين في فخ المقاومة

كتبت صحيفة "رسالت" تقول: "أثار انتقام الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله من النظام الصهيوني لاغتيال إسماعيل هنية الخوف والذعر بين قادة النظام الصهيوني والمسؤولين الغربيين، وخاصة الولايات المتحدة. أجبرت هذه العملية مسؤولي البيت الأبيض، وبطريقة ما، على التوسل إلى حزب الله بأنّ يكفّ عن الانتقام من الصهاينة. وقد ذهبت دبلوماسية هذا التوسل إلى حد أن المسؤولين في الخارجية الأميركية أرسلوا ممثلهم الخاص إلى بيروت لمنع حزب الله من الرد. ولذلك، البيان المشترك الأخير للولايات المتحدة ودول إيطاليا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا ينبع أيضًا من حال عدم اليقين والخوف هذه".

تابعت الصحيفة: "لقد أدركت المقاومة جيدًا اللعبة المشتركة بين الصهاينة والولايات المتحدة في هذا الشأن. المشكلة واضحة؛ يُظهر لقاء عاموس هوكشتاين الموفد الأميركي إلى المنطقة الودي مع ضباط الجيش "الإسرائيلي" أنه لا يخشى اتهامه بالتعاون مع "إسرائيل" في تحركاتها العدوانية ضدّ لبنان، وبالتالي لا يوجد سبب يجعل السلطات اللبنانية تعتقد أن هوكشتاين وسيط ويجب معاملته بشكل ودي. علاوة على ذلك، العديد من السياسيين اللبنانيين المؤيدين للمقاومة يتبعون أيضًا حزب الله، ولديهم موقف صارم ومغلق ضدّ اللوبي الأميركي في بيروت، ويرى العديد من الإستراتيجيين والمحللين الغربيين أن نتيجة هذه الرحلة لهوكشتاين غير مجدية، ويرونها جهدًا هادفًا ولكنه غير مثمر من البيت الأبيض".

نتنياهو يعرقل وقف إطلاق النار

بدورها، كتبت صحيفة "جام جم" تقول: "على الرغم من مشاركتهم النشطة في جرائم النظام الصهيوني في غزّة، يحاول الأميركيون في الأيام الأخيرة إظهار بادرة محبة للسلام والتظاهر بأنهم يعملون من أجل السلام باستخدام الدعاية الإعلامية". وأضافت أن: "هذا في حين سبق لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) أن أعلنت مرارًا استعدادها لوقف إطلاق النار، وتابعت هذا الموضوع بإيجابية. ولطالما طالبت حماس بشروط منطقية وعقلانية لوقف إطلاق النار هذا، وهو ما يقبله كلّ عاقل ومنصف. إلا أن العرقلة "الإسرائيلية" حالت حتّى الآن دون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. ومن أهم الشروط التي طرحتها حماس في الماضي، وما تزال المقاومة الفلسطينية تصر على هذه الشروط، هو وقف إطلاق نار دائم بضمان الدول الكبرى وانسحاب القوات "الإسرائيلية" من غزّة وتبادل الأسرى، والاتفاق على عودة اللاجئين إلى أراضيهم. وهي شروط معقولة، لأنه إذا كان وقف إطلاق النار مؤقتًا؛ فليس هناك ما يضمن أن النظام الصهيوني لن يستأنف هجماته وفظائعه في غزّة. ومن ناحية أخرى، رأينا أن هذا النظام يعارض وقف إطلاق النار، بشكل غير عقلاني تمامًا، وبينما يحاول إظهار استعداده لوقف إطلاق النار ببعض اللفتات الكاذبة، يطرح شروطًا متحيزة تمامًا وتصبّ في مصلحة تل أبيب، وهي غير مستعدة للخضوع لضغوط حماس، بما في ذلك وقف دائم لإطلاق النار والانسحاب من غزّة. وقد أدى هذا السلوك غير العقلاني والأحادي الجانب إلى طريق مسدود في عملية مفاوضات وقف إطلاق النار. وقد رأينا أن دول مصر وقطر والولايات المتحدة تسعى الآن إلى جولة جديدة من المفاوضات، هذا في حين أن توجّه أميركا كان دائمًا نحو دعم "إسرائيل" وتحقيق مطالب هذا النظام المحتل، إذ تحاول حكومة بايدن الديمقراطية إظهار نفسها بأنها تريد وقف إطلاق النار، وزيارة أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأميركي إلى الأراضي المحتلة يقع في هذا الصدد. لكن الحقيقة هي أن النهج الأميركي المتحيز للكيان الصهيوني كان أحد الأسباب الرئيسة لعدم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الأشهر الماضية، وإلا إذا كانت أميركا تريد حقًا ذلك، فيمكنها استخدام قوتها في مجلس الأمن الدولي".

استمرار قوي لسياسة الجوار

من جانبها، أجرت صحيفة "إيران" مقابلة مع قهرمان بور أحد الخبراء الإستراتيجيين في القضايا الدولية، للتحدث عن برنامج وزارة الخارجية في الحكومة الجديدة المقترح. قال فيها: "بعد انسحاب أميركا من أفغانستان، أصبح وجود هذه الدولة في منطقة الشرق الأوسط أقل بكثير مقارنة بالماضي. وهذا له أسباب مختلفة، والتي هي، أولًا: غادرت الولايات المتحدة آسيا في اتّجاه آخر، وثانيًا، لا يوجد إجماع داخل الولايات المتحدة بشأن استمرار الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط، في هذا الوضع، أنشئت مساحة يمكن للجهات الفاعلة والقوى الإقليمية، بما في ذلك إيران، الإفادة منها والسعي إلى زيادة قوتها. ولا تحاول إيران فقط، بل أيضًا دول مثل المملكة العربية السعودية وتركيا، استخدام هذه المساحة، وبينما تبدو هذه الظروف في مصلحة الدول الثلاث المذكورة وتزيد من قدرتها على المناورة في المنطقة، إلا أنها على حساب "إسرائيل". إذ يشعر الكيان الصهيوني أنه مع تقليص الوجود العسكري الأميركي في المنطقة، سيصل إلى الحد الأدنى من قوة المناورة، فهناك مساحة لمحور المقاومة للإفادة من هذا الوضع الناشئ، أي الوضع الذي انخفض فيه الوجود الأميركي في المنطقة. ونتيجة لذلك انخفض أيضًا دعمها الدبلوماسي والعسكري الكامل ل"إسرائيل"، وبالطبع، صحيح أنه ما يزال يقال في مناقشات السياسيين إن أميركا داعمة كاملة لـــ"إسرائيل"، لكن الواقع هو أن يد أميركا في دعم "إسرائيل" لم تعد مفتوحة كما كانت في السابق، وهذا أحد الأسباب التي تجعل نتنياهو يواصل الحرب".

تابع قهرمان بور في حواره مع صحيفة "إيران": "في مجال السياسة الإقليمية وسياسة حسن الجوار، هناك إجماع واسع في الرأي بين مختلف الأطياف في إيران. لقد شددت حكومة الراحل إبراهيم رئيسي وحكومة السيد بزشكيان على هذه القضية، لكن هناك نقطة ضعف أساسية وهي بطء أداء البيروقراطية الداخلية، أي إن المؤسسات الداخلية مثل وزارة الخارجية والطرق والنقل والنفط وغيرها، والتي ينبغي أن تمهد هذا الطريق، لا تملك التنسيق والسرعة اللازمين.. وهذا يدل على أن سياسة جوارنا تجاوزت مرحلة الإجماع على مستوى صناع القرار السياسي، أي إنه لا أحد ضدّ التفاعل مع الجيران، ولكن هناك حاجة إلى الآليات والتنسيق والمؤسسات، حتّى يتسنى تحقيق السياسة المقصودة. لدينا مشكلة في مرحلة البيروقراطية، لقد اتّخذ السياسي قراره وأبلغه إلى رتبه الأدنى، لكن في هذه المرحلة لا يجري التنسيق اللازم بين الوزارات المعنية، إذا أردنا تنفيذ سياسة رئيسي وبزشكيان هذه، أي الدبلوماسية الموجهة نحو الفرص والجوار، فيجب على المؤسسات الداخلية إعطاء الأولوية لها حتّى تتمكّن هذه السياسة من المضي قدمًا".

الجمهورية الاسلامية في إيرانالكيان الصهيوني

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة