الخليج والعالم
مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة موضع اهتمام الصحف الإيرانية
اهتمت الصحف الإيرانية، الصادرة اليوم الاثنين (19 آب 2024)، بقضايا الحرب "الإسرائيلة" على قطاع غزّة، ومفاوضات وقف إطلاق النار التي لا علاقة لها بالمفهوم التقليدي لوقف إطلاق النار، إضافة إلى اهتمامها بالانهيار الداخلي للكيان الصهيوني والهجرة المعاكسة. كما اهتمت الصحف بالتطورات الحاصلة في النقاشات الداخلية الساخنة المتعلقة بأسماء بعض الوزراء المقترحين من الرئيس مسعود بزشكيان داخل المجلس الإسلامي.
الهروب قبل الانهيار
كتبت صحيفة "جام جم" تقول: "منذ بداية تشكيله، يحاول نظام "إسرائيل" المزيّف جلب الصهاينة من مختلف أنحاء العالم إلى فلسطين المحتلة بأي حيلة، وإدامة وجود هذا الورم السرطاني من خلال توطين هؤلاء المهاجرين في هذه المنطقة المحتلة. وفي هذه السنوات، ومن أجل زيادة الهجرة إلى الأراضي المحتلة وجعل المهاجرين يقعون في حبّ هذه المنطقة، صُورت "تل أبيب" لهم مستقبلًا حالمًا. ومن خلال الإعلانات الإعلامية والأجواء الزائفة، أوهمت الصهاينة الذين جاءوا لفلسطين المحتلة أنهم آمنون تمامًا، ويمكنهم التفكير في البقاء في هذه الأرض إلى الأبد. لكن نتيجة تطوّرات السنوات الأخيرة، وخاصة حرب غزّة في الأشهر العشرة الأخيرة، توترت كلّ خيوط النظام الصهيوني، وأدرك الصهاينة أنهم يعيشون حرفيًا في بيت العنكبوت؛ بل إن العديد من الصهاينة يغادرون المنطقة، وكلّ يوم نرى تقارير عن فرار مستوطنين من المدن والحشود في المطارات "الإسرائيلية"، مع تزايد المخاوف من الهجوم الانتقامي من المقاومة الإسلامية وجمهورية إيران".
وبحسب "جام جم": "سبق أن طلب نفتالي بينيت رئيس الوزراء السابق للكيان الصهيوني من الصهاينة عدم مغادرة الأراضي المحتلة. ومن خلال التحذير من عواقب هذه الهجرة، تحدث عن الأوضاع المعقّدة للكيان، وأشار إلى الارتباك الذي سببته الحرب والعقوبات الدولية والأضرار الناجمة عن الردع وأسر 120 صهيونيًا، فضلًا عن العجز الاقتصادي، وأضاف: مع كلّ هذه المشكلات؛ الشيء الوحيد الذي يدعو للقلق هو مغادرة "إسرائيل".. ونقلت بعض وسائل الإعلام عن دراسة أجرتها وزارة الهجرة في النظام الصهيوني أن ثلث المستوطنين يفكرون بالهجرة؛ وأضافت أنه بالنظر إلى هذا الموضوع، هل لحكومة النظام "الإسرائيلي" القدرة على إيقاف عملية الهجرة هذه في ظل الحرب واحتمال نشوب حرب إقليمية، خاصة بعد رد الفعل الحاسم من إيران وحزب الله على العمليات الإرهابية التي نفذتها؟
الاستهزاء بوقف إطلاق النار
أما صحيفة "إيران" كتبت تقول: "بينما يؤكد قادة حماس بقوة على تنفيذ بنود وقف إطلاق النار الواردة في وثيقة 2 تموز/يوليو، غيّرت الولايات المتحدة مسار المفاوضات بأفضل طريقة لتأمين مصالح النظام الصهيوني من خلال وضع مبادئ توجيهية جديدة. وكانت حماس، التي وصفتها بأنها محكوم عليها بالفشل بعدم مشاركتها في هذه المفاوضات، قد أعلنت مرارًا وتكرارًا أنها لن تشارك في أي مفاوضات حتّى تتوقف العمليات العسكرية لجيش الاحتلال في غزّة".
تابعت الصحيفة: "بمقارنة بنود المفاوضات الحالية مع خطة وقف إطلاق النار المعروفة باسم 2 تموز (يوليو)، والتي أعلنت حماس موافقتها عليها، يتبين أن أميركا تسعى إلى تحقيق أهداف أخرى من خلال تقليص التزامات النظام الصهيوني في بنودها، وتتعمد ترك أيدي هذا النظام مفتوحة لأي إجراء في المستقبل من خلال فرض حق النقض لكيان العدو في المفاوضات، ومن ناحية أخرى، ظهرت حالات جديدة مثل تأجيل مفاوضات رفع الحصار عن قطاع غزّة بعد نتائج المرحلة الأولى، وترحيل الأسرى الفلسطينيين وعدم الانسحاب من غزّة، وكلها أمور تلغي شروط حماس، ويشير إلى عدم رغبة الولايات المتحدة في الموافقة، بل على لعبة شراء الوقت للكيان الصهيوني من أجل مواصلة الإجرام. في المقابل، نص الاتفاق الحالي يخلو تمامًا من مفهوم وقف إطلاق النار التقليدي، ولا يمكن العثور فيه على أي ضمانة لوقف العمليات العسكرية في قطاع غزّة. إن طرح خيار وقف إطلاق النار وسط العقوبات القاسية على إيران وجماعة المقاومة له أهداف أخرى، مثل تشكيل خطوط دفاع والاستعداد لمواجهة هذه الهجمات. ومن الأسباب الأخرى التي يمكن الاستشهاد بها لطرح البنود الجديدة هو اتهام حماس وإلقاء اللوم عليها لعدم موافقتها على وقف إطلاق النار وسط مخاوف المنطقة من تصاعد التوّتر وإضفاء الشرعية على جرائم النظام الصهيوني".
معادلة الثقة
بدورها، كتبت صحيفة "وطن أمروز" تقول: "كان المنتقدون الأوائل للحكومة التي اقترحها الرئيس هم أنصاره. ومع استقالة محمد جواد ظريف، في وقت سابق، أصبحت المشكلات واضحة وعلنية، وكانت أصوات الراغبين في الأسهم مرتفعة منذ البداية. وحتّى في ما بعد، أعرب بعض المرشحين الذين بقوا في القائمة بوضوح شديد عن شكواهم من عدم تخصيص وزارة لهم، والآن وصلت هذه القائمة إلى القاعة العامة للبرلمان، وأخيرًا سيتم تحديد المهمّة في الأيام القليلة المقبلة. لذلك على البرلمان أن ينتبه في المرحلة الأولى، حتّى لو حصلت الحكومة على تصويت بالثقة من البرلمان مع هذه التركيبة الحالية، فلن تحصل على دعم مجموعة الإصلاحيين داعمة للحكومة. وهذا التيار لن يعدّ نفسه شريكًا ومساهمًا في كثير من القضايا. وبطبيعة الحال، يعتقد البعض أن هذه الانتقادات يمكن أن تكون خدعة للحصول على ثقة بعض الوزراء المتطرّفين المقترحين مع تجنب المسؤولية، لذلك، عند مراجعة قائمة الوزراء، يجب على البرلمان أن يتصرف على أساس المصالح الوطنية ويستمر في توسيع مظلة الدعم لتعزيز الأهداف الوطنية. بمعنى آخر، يجب عدم اتّخاذ نهج متعاطف مع الحكومة المقترحة، بل يجب على البرلمان أن يضع جانبًا المجاملات والمواجهات ويمنع وجود المتطرّفين في الحكومة".
تابعت الصحيفة: " ستواجه الحكومة الرابعة عشرة والبرلمان الثاني عشر أحداثًا، في السنوات المقبلة، تؤثر على مصير الناس خارج القضية الوطنية. وفي كلّ الأحوال؛ قضية غزّة وعدوانية الكيان الصهيوني سيكون لها تأثيرها في العالم وستحدث تغيرات عميقة لا ينبغي لإيران أن تقف موقف السلبية تجاهها. كما تعد قضية الحرب بين أوكرانيا وروسيا والتغيرات السريعة في أوروبا من بين التغيرات العالمية، كما تجدر الإشارة إلى أن تكرار السياسة الخاطئة المتمثلة في الثقة بالغرب مرة أخرى في البلاد لا ينبغي أن يكون أساسًا لربط القضية الاقتصادية بمسألة المفاوضات وكسب رضا الدول الغربية. هذه العملية الخاطئة في حكومة حسن روحاني جعلت البلاد تواجه العديد من التحديات، والآن هناك خوف من أن بعض الخيارات قد تضع البلاد في حالٍ سلبية ذات وجهات نظر خاطئة وتوفر الأساس لتوقف النموّ الاقتصادي. بالإضافة إلى التطورات الدولية، يجب أن نأخذ بالحسبان أن قطع الاتّصال مع الجيران والعزلة السياسية وإرساء الأساس للإضرار بالالتزامات الدولية، والثقة في الغرب مرة أخرى، هي من بين أهم التحديات التي تواجه البلاد. وفي هذا الصدد، ينبغي أن يكون البرلمان قادرًا على توفير الطريق أمام الحكومة بإعطاء الثقة حتّى لا تتكبد البلاد خسائر في تطوّرات العالم المستقبلية".
الجمهورية الاسلامية في إيرانالكيان الصهيونيالصحف
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/11/2024