معركة أولي البأس

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: ارتباك أميركي "إسرائيلي" من ردّ إيران وحزب الله
07/08/2024

الصحف الإيرانية: ارتباك أميركي "إسرائيلي" من ردّ إيران وحزب الله

اهتمت الصحف الإيرانية، الصادرة اليوم الأربعاء (7 آب/أغسطس 2024)، بالتطورات الميدانية والعملياتية التي يستعد لها الغرب، وبالأخص واشنطن و"تل أبيب" تجاه الثأر الإيراني لدماء الشهيد القائد إسماعيل هنيّة، وما يصاحب هذه القضية من التفاف روسي إلى جانب إيران وعمليات التضليل الغربي الإعلامي إلى درجة عدم إدانة قتل هنيّة الذي كان ضيفًا رسميًا يتمتع بحصانة سياسية دولية، بحسب القوانين الدولية.

صمت الغرب ضد الإرهاب

بدورها، كتبت صحيفة "جام جم" :"إنّ الاغتيال المؤلم لإسماعيل هنيّة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في طهران، سيقود المنطقة إلى وضع خاص، وسيكون الخاسر في هذه الأزمة الخطيرة هو النظام الصهيوني بالتأكيد". ووقعت عملية الاغتيال هذه بينما كان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس مسافرًا إلى طهران ضيفًا خاصًا عند الجمهورية الإسلامية للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان. بحسب القوانين الدولية، الشهيد إسماعيل هنيّة يتمتع بالحصانة السياسية؛ لأنه كان يستخدم جواز سفر دبلوماسي قطري، ويعدّ اغتياله في الواقع انتهاكًا واضحًا لسيادتي إيران وقطر. إذ إنّ المادة 51، من ميثاق الأمم المتحدة، تنص على حق كل دولة عضو رسمية في الأمم المتحدة إذا تعرضت لهجوم من دولة أخرى بأي شكل من الأشكال، أن ترد على هذا العدوان. 
ستستخدم إيران كل إمكاناتها لإدانة هذه الجريمة البشعة، لكن قضية الثأر لدماء الشهيد إسماعيل هنيّة ما تزال على أجندة إيران وجبهة المقاومة. وانعقد الاجتماع الأخير لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإدانة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بناءً على طلب من إيران. وأدانت هذا الأمر معظم الدول الأعضاء في مجلس الأمن، باستثناء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا. وهذا يدل على أن هذه الدول الثلاث، والتي تتمتع بحق الفيتو في مجلس الأمن، شركاء في نشر ظاهرة الإرهاب الدولي، ولم يكن بإمكان "إسرائيل" أن ترتكب هذه الجريمة لولا الضوء الأخضر من أميركا.

تابعت الصحيفة: "إن النظام الصهيوني يعلم جيدًا أن مثل هذه الاغتيالات ستُقابل بصمت من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وهو يتمتع بدعم غربي، إضافة إلى أنه بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، دخل الوضع في الأراضي المحتلة في أزمة واضطراب، وأصبح شديدًا، حتى إن جميع شركات الطيران في العالم ألغت رحلاتها إلى "تل أبيب"، ويتسبب إلغاء الرحلات الجوية من الخارج إلى "تل أبيب" بخسارة عشرات الملايين الدولارات، بينما يستعد آلاف الصهاينة الذين يعيشون في الأراضي المحتلة للفرار من مطار "بن غوريون" الدولي إلى الدول الغربية".

من ناحية أخرى، وبعد اغتيال إسماعيل هنيّة على يد النظام "الإسرائيلي"، داهم مئات الآلاف من الصهاينة المتاجر لشراء الطعام، ويعيشون في الملاجئ منذ ذلك الحين. وأغلق عدد مهم من المراكز الصناعية والاقتصادية المهمة لإسرائيل في شمال الأراضي المحتلة بشكل كامل؛ لأن العمال "الإسرائيليين" غير مستعدين للعودة إلى العمل بسبب رعب الهجمات الصاروخية لجبهة المقاومة، بحسب الصحيفة. والأمر المؤكد هو أنه حاليًا حُدّدت المنشآت الحيوية والعسكرية والاستراتيجية للكيان الصهيوني في شمال وجنوب الأراضي المحتلة، وإذا بدأت ساعة الصفر في مهاجمة هذه الأماكن، فسيفتح الجحيم في الأراضي المحتلة.

التعاون بين إيران وروسيا ضد العالم الأحادي القطب

من جهتها، كتبت صحيفة "مردم سالاري": "زار أمين مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو، يوم الاثنين الماضي، طهران والتقى بالمسؤولين السياسيين والعسكريين في بلادنا. وعلى مدى السنوات الماضية، وجدت إيران وروسيا مصالح مشتركة في العديد من القضايا، وتعاونتا كثيرًا للحفاظ على هذه المصالح. وكان أهمها وجود إيران وروسيا في القتال ضد "داعش" في سورية وشمال العراق، وحتى هذا التعاون كان على نحو أن الطائرات الروسية التي كانت تنوي قصف مواقع "داعش" في سورية استخدمت المجال الجوي الإيراني لتحقيق أهدافها. وفي بعض الأحيان، قام الجنرال الشهيد اللواء قاسم سليماني بعدة رحلات إلى روسيا والتقى بكبار المسؤولين العسكريين وحتى فلاديمير بوتين بوتين رئيس هذا البلد، وأصبحت هذه القضايا أساس القرار الذي اتخذه البلدان بالتوقيع على وثيقة الـ25 عامًا الاستراتيجية، والتي أُعدت بعد استشهاد السيد إبراهيم رئيسي، والتي من المفترض أن تكون في رحلة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان المقبلة إلى روسيا لعقد اجتماع في قمة البريكس التي ستعقدها روسيا من جديد".

أضافت الصحيفة: "بعد استشهاد إسماعيل هنيّة في طهران على يد النظام الصهيوني وقرار آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي "بشأن الثأر للضيف العزيز وقرار إيران الأكيد بالرد على هذا العمل الصهيوني الظالم، تحتوي رحلة أمين مجلس الأمن الروسي إلى طهران على رسائل مهمة للدول الداعمة لهذا النظام، وهناك تقارير عن رحلات متكررة للطائرات الروسية العملاقة لنقل المعدات العسكرية من روسيا إلى إيران، الأمر الذي أثار قلق الدول التي تدعم "إسرائيل"".

وتابعت: "كانت إيران تعتزم، خلال السنوات الماضية، شراء أنظمة إسكندر الدفاعية وطائرات مقاتلة فائقة التطور من طراز سوخوي 35، لكن بسبب قرارات الأمم المتحدة لم يكن من الممكن دخولها إلى إيران. ولكن في هذه الأيام، مع رفع العقوبات العسكرية المفروضة على إيران بناءً على خطة العمل الشاملة المشتركة، روسيا مستعدة أيضًا لبيع هذه المعدات إلى إيران. وبطبيعة الحال، هناك تعاون واسع بين إيران وروسيا في مجال الالتفاف على العقوبات التي يفرضها الغرب، وقد زودت إيران الروس بخبرتها في هذا المجال، ولا ينتهي التعاون بين البلدين عند هذا الحد، بل يشمل نطاقًا واسعًا من التعاون الثنائي في منطقة القوقاز في الشمال وإجراء مناورات عسكرية مشتركة في الخليج وبحر عمان".

ارتباك معلوماتي في جبهة واشنطن- "تل أبيب"

كتبت صحيفة "إيران" أنّ: "صمت طهران الغاضب، والتي تستعد لرد شامل وعنيف على "تل أبيب"، أدخل واشنطن في الشك والقلق. إن الجهل بتوقيت وأبعاد الهجوم العسكري الإيراني الوشيك على فلسطين المحتلة قد خلق مزيجًا من التحليلات والتنبؤات التي خلقت شعورًا بالذعر والارتباك في صفوف السياسيين الأميركيين والصهاينة في تنظيم التدابير المضادة، خاصة أن تدخلات أميركا العلنية والخفية بالتعاون مع "تل أبيب" ليس لها أثر سوى تعزيز جبهة المقاومة وتعاونها مع الجمهورية الإسلامية في هجومها الانتقامي المحتمل. إن المسؤولين الأميركيين، والذين كانوا حتى الآن يزعمون أن النخب الاستخباراتية والأمنية هي المسيطرة على التحركات العسكرية لدول المنطقة، بما فيها إيران، في عملية المواجهة والتطورات الحاسمة التي تشهدها المنطقة، قد اعترفوا الآن بأنهم لا يعلمون التوقيت وأبعاد وتفاصيل هجوم إيران وحزب الله على "إسرائيل"، وذلك على الرغم من أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ادّعى قبل ثلاثة أيام في محادثة مع نظرائه في مجموعة السبع أن إيران وحزب الله قد يهاجمان "إسرائيل"، خلال الـ24 إلى 48 ساعة القادمة، وكان هذا توقعًا أكد مسار التطورات بعد ذلك عدم دقته ليكشف حقيقة عدم وجود تقييم دقيق للأعمال والأحداث التي تقوم بها إيران وحلفاؤها".

كما ادعى اثنان من المسؤولين الأميركيين أن: "الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة لقياس زمن الرد الإيراني وكيفية القيام بذلك لم تكن مثمرةز كما نقلت وسائل الإعلام الأميركية، عن عدد من المسؤولين الأميركيين، أن هذه الدولة أعدت نفسها لرد إيران على النظام الصهيوني، يوم الاثنين الماضي، وتتوقع الآن أن يُنفذ الهجوم الإيراني في الأيام المقبلة. وبحسب مصادر استخباراتية أميركية، سيناريو رد إيران وحزب الله سيكون مصحوبًا بموجتين من الهجمات، إحداهما من حزب الله والأخرى من إيران، وهجمات أخرى من مجموعات متحالفة معهما. ووفقًا لهؤلاء المسؤولين، ليس من الواضح بعد للمخابرات الأميركية من هو الجانب الذي سيهاجم أولًا وما هو نوع الهجوم الذي سينفذه".

تابعت الصحيفة: "إنّ نقص المعلومات الضرورية عن تفاصيل الهجوم العسكري الإيراني على فلسطين المحتلة وضع الولايات المتحدة في موقف دفاعي، ومنعها من بذل جهودها لبناء تحالف وتنظيم أعمال عسكرية ضد الهجوم العسكري الإيراني بشكل فعّال. إنّ مدى تدخل الولايات المتحدة في الحرب سيعتمد إلى حد كبير على مدى دقة رد إيران على اغتيال هنيّة. ولذلك، الصورة الاستخباراتية القاتمة التي ترسمها أميركا عن التحرك الإيراني الوشيك أدت إلى اتخاذ هذه الدولة إجراءات غامضة، والتي تسعى إلى تحويل الوضع الحالي إلى حرب شاملة؛ وهي الإجراءات التي أعربت السلطات الأميركية نفسها عن شكوكها حيال فعاليتها. وفي هذا الصدد، يمكن النظر إلى إرسال مدمرتين أميركيتين، في الأيام الأخيرة، من خليج عمان إلى البحر الأحمر وعلى مقربة من سفينتين "إسرائيليتين"، على أنه جزء من تحركات واشنطن العمياء لدعم أي هجوم محتمل من إيران".
 

الجمهورية الاسلامية في إيران

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

خبر عاجل