الخليج والعالم
تشكيل الحكومة المنتظرة محور اهتمام الصحف الإيرانية
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت (27 تموز 2024) بموضوع الرئاسة الإيرانية وتشكيل الحكومة المنتظرة، حيث كتبت العديد من الصحف عن الفرص والتحديات التي تقف في طريق مسعود بزشكيان، كما اهتمت الصحف الإيرانية بالخطاب "الباعث على الاشمئزاز" لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو في الكونغرس، وأيضًا تابعت بعض الصحف الأوضاع الميدانية والدراسات المهتمة بالتطورات المحتملة للحرب.
انطلاقة مسعود بزشكيان.. مميزات خاصة
كتبت صحيفة "وطن أمروز": " يتولّى مسعود بزشكيان السلطة التنفيذية للبلاد، وهي في وضع مستقر من حيث المكانة وقد بذلت حكومة الشهيد إبراهيم رئيسي الكثير من الجهود للقضاء على بعض السياسات والممارسات الخاطئة القائمة في مختلف المجالات التنفيذية من الناحية الاقتصادية وإعادة اقتصاد البلاد إلى مسار التوازن....وحتّى الآن، تؤكد إحصائيات نمو الصادرات وانخفاض التضخم هذا الوضع، ويتمتع بزشكيان بامتيازات خاصة أيضًا، والتي تعتبر من الامتيازات الحصرية له....: الامتياز الخاص الأول المتاح للرئيس المنتخب هو "الإعلام"، شبكة الإعلام الإصلاحي، والتي تعرف بسلسلة الصحف والقنوات...وفي السنوات الأخيرة، ذهبت تيارات الإعلام الإصلاحي إلى حد إطلاق اسم "طالبان" على المواطنين الذين لا يتفقون مع وجهات نظرهم وآرائهم، من خلال خلق أدبيات مختلفة. وفي السنوات الماضية ادعت هذه الحركة إزاحتها من السلطة، ولهذا السبب بذلت، من خلال خطة الأدب "التطهيري"، جهدًا واسعًا لتدمير الحكومة، وكانت أهم سمة سلوكية لها أنها عملت دون مراعاة الأمن القومي والحفاظ على نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية برمته، وخلقت أجواء في إنتاج المحتوى دون مراعاة هذين المبدأين المهمين.. ولهذا يُعد هذا امتيازًا خاصًا وفريدًا لبزشكيان لم يكن موجودًا قبل وفي أثناء رئاسة الشهيد رئيسي".
وتابعت: " أما الأمر الثاني، والذي يعتبر من الامتيازات الخاصة للرئيس، فهو التزام حركة الثورة بتحقيق الأهداف الواردة في السياسات العامة للنظام رغم وجود أي رئيس، إن الحركة تدافع عن مُثُل الثورة الإسلامية وأهداف الجمهورية الإسلامية الإيرانية في جميع الأوقات والأحوال.. المسألة التالية التي تعتبر امتيازًا خاصًا لبزشكيان، وقد وردت بإيجاز في الجمل الأولى، هي إرث رئيس الحكومة السابق، وحقيقة الأمر أن الشهيد رئيسي استطاع أن يضع جانبًا العديد من الإجراءات والسياسات الخاطئة والفساد خلال سنوات إدارته الثلاث... من بين الإجراءات البارزة للرئيس في السنوات الثلاث الماضية إحياء المصانع، وحل المشاكل الجمركية، وتسهيل عملية التصدير، والتركيز على الانتهاء من المشاريع غير المكتملة، واستعادة طرق العبور، وسهولة التواصل مع الجيران، وعضوية إيران في مجموعات اقتصادية ومالية خاصة، كانت من بين القضايا التي تمكّنت من توجيه إدارة البلاد في الاتّجاه الصحيح والقضاء على بعض التوترات الناجمة عن ضغوط الأعداء".
وختمت: "مسعود بزشكيان لا يتولى مقاليد الأمور في البلاد في ظل وضع متوتر، بل تم في السنوات الماضية بذل الكثير من الطاقة للقضاء على بعض العادات غير السليمة، والتي تركت ظروفًا مؤاتية للرئيس المقبل.. ويجب أن نتذكر أن الحكومة الثالثة عشرة تولت السلطة في البلاد، في حين تم فرض شروط خاصة على الاقتصاد ومعيشة الناس؛ وكانت حصيلة الوفيات بسبب كورونا تتزايد يومًا بعد يوم، كما أن نقص السلع الأساسية والمواد الطبية جعل الوضع أكثر خصوصية، ويجب أن نتذكر أيضًا أن البلاد كانت متخلفة بشكل خطير في تطوير معظم البنى التحتية، والتي يمكن اعتبار انقطاع التيار الكهربائي اليومي أكثرها وضوحًا.. وأخيرًا، يتولى مسعود بزشكيان المسؤولية التنفيذية للبلاد في ظل الظروف القائمة التي تحكم البلاد ويتمتع بامتيازين خاصين؛ "أولًا، لا يوجد تدفق إعلامي مدمّر ضدّه، لأن الإصلاحيين متحالفون معه"، ومن ثمّ "الجسم الإصلاحي لديه موقف للدفع بمطالب الرئيس ويُحاول بشكل أقل رمي الحجارة"، وإلى هذه القضايا ينبغي أن يضاف دعم الحركة المؤيدة للثورة الإسلامية، لأن هذه الحركة تعتبر نفسها ملزمة بتعزيز أهداف الثورة وتدعم أي رئيس مهما كان توجهه وتطلعاته".
غطرسة نتنياهو في بيت أبيه
كتبت صحيفة "قدس": " كما كان متوقعًا، بدأ بنيامين نتنياهو خطابه في الكونغرس الأميركي الذي يشبه منزل والده، بمواقف مناهضة لإيران، وعرض مواجهة إيران مع نظام الاحتلال وأكد أن "إسرائيل" تقف موقف الخير وأن إيران تشكّل تهديدًا لـ"إسرائيل" وحكومات المنطقة. نتنياهو العالق هذه الأيام في محاور مختلفة، من جنوب البحر الأحمر إلى نهر الليطاني، ويرى كلّ نتائج دعم إيران لمحور المقاومة، ذهب إلى أبعد من ذلك في الكونغرس الأميركي وأعلن أن طهران تدعم التظاهرات داخل الأراضي المحتلة! حتّى إنه ذكر أن الأشخاص الذين احتجوا خارج الكونغرس لحظة إلقاء خطابه يحظون بدعم إيران أيضًا!
وفي هذا الخطاب، وصف نتنياهو أيضًا المتظاهرين المناهضين لـ"إسرائيل" في الولايات المتحدة بأنهم "أغبياء مفيدون لإيران".
وقال أيضًا في ما يتعلق بالعلاقة بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، والتي أصبحت مظلمة للغاية في خضم حرب غزّة: يجب على أميركا و"إسرائيل" أن تقفا إلى جانب بعضهما، لأنه عندما نكون معًا، سيحدث شيء بسيط. نحن نربح وهم يخسرون، لكن إذا سقطت "إسرائيل" فإن أميركا ستكون التالية".
وتابعت: "وعُرضت مواقف نتنياهو المناهضة لإيران على نواب الكونغرس الأميركي، وتراجع المسؤولون الأميركيون عن بعضها مباشرة بعد هذا الخطاب، وغني عن القول إن بعض مواقف نتنياهو حظيت بموافقة السلطات الأميركية أيضًا، على سبيل المثال، أكد جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، بعض مزاعم "بنيامين نتنياهو" بشأن الدعم المالي الذي تقدمه إيران للمحتجين في الولايات المتحدة للتظاهر ضدّ النظام "الإسرائيلي" في مؤتمر صحفي يوم الخميس، وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض: "أن بعض هذه الأنشطة، ولا نعتقد أن كلّ الأنشطة الاحتجاجية التي تحدث هنا كلّ يوم تمولها إيران بالكامل".....لكن النقطة المثيرة للاهتمام في القصّة هي تأكيد السلطات الأميركية و"الإسرائيلية" على دور إيران في المظاهرات بأميركا، والتأكيد الذي يُظهر يأسًا من النفوذ الإيراني أكثر من محاولة تمهيد لهجوم على بلدنا، وقبل نحو شهرين، حذرت رئيسة جهاز المخابرات الوطنية الأميركية أفريل هاينز، في بيان لها من جهود إيران المتزايدة لتقويض الثقة في "المؤسسات الديمقراطية" الأميركية وزعمت في ذلك البيان أن "نشطاء الحكومة الإيرانية" سعوا إلى استغلال المظاهرات التي شهدتها أميركا ضدّ الحرب على غزّة في الأسابيع الماضية".
سيناريوهات مخيفة في حال الحرب على لبنان
كتبت صحيفة "كيهان": " إن قادة نظام الفصل العنصري في "إسرائيل" الآن، وبعد عدة حروب محدودة وواسعة النطاق مع حزب الله، يعرفون جيّدًا ما هي عواقب الدخول في حرب واسعة النطاق مع حزب الله بالنسبة لهم اليوم. إن ادعاء إعادة لبنان إلى العصر الحجري الذي كرّره الصهاينة مرات عديدة، هو في الواقع يبرز الخوف".
وحلّلت "كيهان" بعض الدراسات الصادرة في هذا المجال، وذكرت "أن التوّتر بين حزب الله والجيش الصهيوني وميله إلى المواجهة العسكرية قد تجاوز إطار القواعد التقليدية للصراعات، وبالطبع فإن هذه المواجهة لا تشمل قوات المقاومة العراقية أو حركة أنصار الله في اليمن، عدا عن هياكل المقاومة الإقليمية الأخرى، لذا فإن السؤال الذي يطرح نفسه، ماذا سيكون موقف عناصر المقاومة إذا اندلعت الحرب بين حزب الله والكيان الصهيوني؟ وهل ستوسع هذه الجماعات إطار العمليات المناهضة للصهيونية ضمن "وحدة الساحات" أم ستعود إلى القواعد التقليدية للصراعات في المنطقة؟".
وفي النهاية، تخلُص بعض الدراسات إلى أنّ المنطقة ستمر بظروف صعبة بسبب تنسيق عناصر محور المقاومة في المواجهة مع النظام الصهيوني، وفي حال تعرض حزب الله لهجوم عسكري من قبل "تل أبيب"، حيث سيزداد التعاون المشترك بين فصائل المقاومة في العراق واليمن وإيران، وسيضع حزب الله، على الجانب المباشر من هذه الصراعات، مناطق أخرى من الأراضي المحتلة، بما في ذلك "تل أبيب" وحيفا وأسدود، وبطبيعة الأمر، في هذه الحالة، بالإضافة إلى جنوب لبنان، ستشهد مناطق أخرى من هذا البلد أيضًا هجمات من النظام الصهيوني ضدّ بنيته التحتية الاقتصادية، وقد تتم أيضًا عمليات برية محدودة في المناطق الحدودية، وعلى نحو بديهي، يبدو أن محور المقاومة في المنطقة لديه المزيد من القوّة للضغط على "إسرائيل" لإبعادها عن غزّة ووقف التهديدات".
الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف