الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: اليمن يهاجم عمق الأراضي المحتلة بلا أسقف
اهتمت الصحف الإيرانية، الصادرة اليوم الاثنين 22 تموز 2024، بالتطورات الإقليمية والعالمية والداخلية، وسلطت الضوء على الرد اليمني على الكيان الصهيوني وتداعياته الجديدة، فرأت أنّ هذا التطور انتقال جديد إلى مرحلة أخرى. كما اهتمت الصحف بالأحداث الداخلية الإيرانية على أعتاب تشكيل الحكومة.
"إسرائيل" في ورطة
كتبت صحيفة "إيران": "بعد الهجوم الاستراتيجي للمقاومة اليمنية على "تل أبيب" ورسم مرحلة جديدة من المواجهة مع الجبهة الأميركية الصهيونية، هاجم جيش الاحتلال الأراضي اليمنية بشكل غير مسبوق لإصلاح الفشل والفضيحة الاستخباراتية والأمنية". وقالت إن: "انهيار الردع للكيان الصهيوني بمواجهته المباشرة للمقاومة اليمنية قد وسّع جبهة صراعه مع المقاومة، التي ممّا لا شك فيه لا تخلق الردع المقصود فحسب، بل وسّعت حدود التهديد ضد نفسها. ولذلك؛ ما ينتظر الكيان الصهيوني سيكون مظهرًا آخر لوحدة الجبهات. أضف إلى ذلك أن المقاومة اليمنية الآن أظهرت وحدها تعريفًا آخر لنفسها في المعركة من خلال إثبات قدرتها وامتلاكها أسلحة متطورة قادرة على ضرب عمق الأراضي المحتلة".
وتابعت: "في الوقت نفسه، اليمن صاحب التاريخ الحافل في الوقوف في وجه التحالف السعودي بقيادة أميركا، كما أكد مرات عديدة، مستعد لمواجهة الكيان الصهيوني. وأظهر أيضًا أنه سينفذ تهديداته، موضوعيًا وعاجلًا، وبناء على ذلك، أكدت القوات المسلحة اليمنية أنها لن تتردد في مهاجمة "أهداف حيوية" في الأراضي المحتلة، بعد ساعات قليلة من الهجوم الجوي الذي شنه العدو الصهيوني على مدينة الحديدة اليمنية".
وأضافت الصحيفة: "لذلك، بهذا الإجراء، يضع الكيان الصهيوني نفسه في مأزق معركة مركزة، ما سيزيد بلا شك من ضغط الهجمات على الأراضي المحتلة. وفي الوقت نفسه، فإن فتح جبهة جديدة للكيان الصهيوني من شأنه أن يقلل من تركيز الجيش على قطاع غزة، وهي الاستراتيجية التي أكد عليها حزب الله أيضًا في أعقاب عملياته شمال الأراضي المحتلة". وبرأيها: "فوضى المعركة وانقسام قوات الجيش في صراعات جديدة سيغيران معادلات الحرب في غزة القائمة، عند حكومة الاحتلال، ما سيؤثر أيضًا على إرادة الهجوم على لبنان". ورأت أن دخول الكيان الصهيوني في حرب مباشرة مع اليمن سيعمل على زعزعة الأمن في الأراضي المحتلة، وسيزيد من مشكلاته الداخلية والضغوط الداخلية لإنهاء الحرب.
وختمت: "في غضون ذلك، أعلنت الولايات المتحدة، والتي تراقب الوضع حاليًا، تخوفها من تطور التوتر. وقال خبير وباحث في الشؤون العسكرية اليمنية أن مسقط نقلت عن الأميركيين طلبًا إلى صنعاء بعدم تصعيد التوترات. لكن اليمن ليس متهاونًا ومتسامحًا، وكل هذه المواقف تأتي في حين أكد اليمن استمرار المعركة المباشرة مع الكيان الغاصب، وبما أن "إيلات"، الميناء الاستراتيجي للكيان كان أحد أهداف اليمن، منذ بداية طوفان الأقصى، فالتكهنات كثيرة بأن المقاومة اليمنية ستهاجم هذا الميناء مرة أخرى، كما قال سكان "إيلات" إنهم سمعوا انفجارات قوية بعد حوالي خمس ساعات من الهجوم الصهيوني على الحديدة اليمنية".
توازن القوى
من جهتها، ذكرت صحيفة "وطن أمروز" أن آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي عرض، في اجتماع يوم أمس، لممثلي الدورة الثانية عشرة للمجلس الإسلامي واجبات ومهام مهمة على النواب. ويبدو أن للبرلمان في هذه المرحلة مهامًا أكثر أهمية من المراحل الأخرى، وخاصة مهمات تحسين مستوى عمل المجلس الإسلامي بشكل كبير مقارنة بالمراحل السابقة. وقالت: "بعيدًا عن بعض التوصيات المتعلقة بواجبات النيابة، فقد أسند الإمام الخامنئي إلى المجلس الإسلامي مهمتين أساسيتين: أولًا، التفاعل مع الحكومة، وثانيًا تركيز البرلمان على السياسة الخارجية وعلى تحييد العقوبات".
ولفتت الصحيفة إلى أنه، لأول مرة، في تاريخ الجمهورية الإسلامية الإيرانية يتشكل البرلمان والحكومة تقريبًا في الوقت نفسه. وهذا الأمر يجعل نوع التفاعلات بين هاتين السلطتين يشكّل الأساس للحركة التشريعية والتنفيذية في البلاد. وأضافت: "لطالما دعا الإمام الخامنئي مجلس النواب إلى التفاعل مع الحكومة، وبالطبع أكد، يوم أمس، أنه يجب سماع صوت واحد للحكومة والبرلمان في القضايا المهمة، لذلك يبدو أن تفاعل البرلمان والحكومة هذه المرة يجب أن يكون مرئيًا ومسموعًا علنًا".
وأردفت: "بعبارة أخرى، ينبغي أن يؤدي هذا التفاعل إلى التماسك الاجتماعي، وبعد انتخاب الولاية الرابعة عشرة للرئاسة، لهذا التكليف معنى كبير على التفاعل والتماسك".
وبحسب وطن أمروز، فإن المجلس الإسلامي الآن ملزم وملتزم في مجال السياسة الخارجية، وخاصة فيما يتعلق بالعقوبات، أي يجب أن يكون في الميدان سواء في مجال التفاوض والاتفاق أم في مجال تحييد العقوبات. وبعبارة أخرى، إن إحدى أهم مهام البرلمان هي التشريع وصنع السياسات الفعلية للسياسة الخارجية للبلاد. وفي هذا الصدد ضرب الإمام الخامنئي مثالًا بالقانون الاستراتيجي للبرلمان، حتى إنه انتقد بعض الأشخاص الذين هاجموا القانون الاستراتيجي للبرلمان خلال حملات الانتخابات الأخيرة.
فرص تجارية في إيران
في سياق أخر، كتبت صحيفة "جام جم": "تعدّ العضوية في البريكس خطوة مهمة لربط علاقات إيران الاقتصادية مع القوى الأعضاء الناشئة في البريكس، وخاصة الصين والهند وروسيا". وقالت إن قبول عضوية إيران في اتفاقية البريكس يعني تمتعها باقتصاد كامل الاستعداد بالرغم من العقوبات الأميركية، وقادرة على التفاعل مع التعددية في العالم، لذلك فضل أعضاء البريكس أن تشارك إيران أيضًا في هذا العمل، والذي يقلل من تأثير الأحادية الاقتصادية العالمية".
وتابعت:" ينتمي نحو 30% من أراضي العالم ونحو 40% من سكان العالم إلى الدول الأعضاء في مجموعة البريكس، ولذلك دخول إيران في هذا الاتفاق سيمهّد الطريق لزيادة التجارة والتصدير والاستيراد وجذب الاستثمارات الأجنبية". وأشارت إلى أن ضمان تنسيق وتكييف البيروقراطية الداخلية مع مؤسسات البريكس، في مجالات مثل الجمارك وأنظمة الاستثمار، يتطلب أيضًا وقتًا ومراجعات معقدة من الخبراء، لكن البرامج المتعلقة بإكمال الممرات والموانئ الاستراتيجية الإيرانية يمكن نقله إلى البرامج الجيوسياسية والجيواقتصادية لدول البريكس.
الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف