الخليج والعالم
قوّة حزب الله الصاروخية والعسكرية محور اهتمام الصحف الإيرانية
ركّزت الصحف الإيرانية الصادرة، فجر اليوم الأربعاء، من طهران على قدرات حزب الله الصاروخية والعسكرية التي أصبحت تشكّل هاجسًا ورعبًا للعدو الصهيوني؛ إذ صرحت سلطات "تل أبيب" مرارًا وتكرارًا أنّ الجبهة الداخلية للنظام "الإسرائيلي" غير جاهزة لأي معركة مع حزب الله. من جانب آخر؛ لفتت الصحف الإيرانية إلى أنّ أحد الجوانب المهمة والاستراتيجية للحكم في إيران هو السياسة الخارجية المعتمدة، والهدف الرئيس والنهائي لها هو توفير أقصى قدر من المصالح الوطنية.
السياسة الخارجية النموذجية
كتبت صحيفة "إيران": "أحد الجوانب المهمة والاستراتيجية للحكم هو السياسة الخارجية المعتمدة، والهدف الرئيس والنهائي لها هو توفير أقصى قدر من المصالح الوطنية. بعبارة أخرى؛ في مجال السياسة الخارجية يتعيّن على المرء أن يكافح بذكاء وقدرة لوضع المصالح الوطنية في المقام الأول. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما هي خصائص السياسة الخارجية المتوازنة القادرة على دعم المصالح الوطنية؟ ... كان فن الحكومة الثالثة عشرة هو إدارة السياسة الخارجية بطريقة تسعى إلى تحقيق أقصى قدر من المصالح الوطنية، في المجالات الأربعة العسكرية والاقتصادية والأيديولوجية والقضايا المتعلقة بالنظام العالمي، بشكل جيد وموجهة نحو النتائج وفعالة".
وتابعت الصحيفة: "أولًا؛ اتبعت الحكومة الثالثة عشرة سياسات تؤدي إلى تعزيز القوة الدفاعية والعسكرية لإيران، والعملية التاريخية الوعد الصادق كانت بمثابة صفعة قوية للنظام الصهيوني ومثالًا واضحًا على الدعم الشامل الذي قدمته الحكومة الثالثة عشرة للقوة الدفاعية الإيرانية، والذي حدث في لحظة حرجة.. ثانيًا؛ سعت الحكومة الثالثة عشرة إلى تحقيق المصالح الاقتصادية والرفاهية لإيران في مجال السياسة الخارجية، وكانت إعادة العلاقات مع الجيران إلى إعادة العلاقات مع الدول الأفريقية وترتيب عشرات العقود ووثائق التعاون مرتبطة بذلك.. ثالثًا؛ حولت الحكومة الثالثة عشرة القضايا الأيديولوجية للجمهورية الإسلامية إلى أساس إنتاج القدرة للبلاد، ومع ازدياد قوة جبهة المقاومة انقلبت معادلات المنطقة لمصلحة إيران.. رابعًا؛ ومن خلال انضمامها إلى عضوية شنغهاي وبريكس، تمكّنت الحكومة الثالثة عشرة من البحث عن فرص في النظام العالمي الجديد وتحديد حصة إيران من القوة على الساحة الدولية، وبعبارة أكثر وضوحًا، في مرحلة تراجع هيمنة القوى الغربية، تقف إيران على الجانب الصحيح من التاريخ".
ووفقًا للصحيفة: "لا بد من القول إن السياسة الخارجية للحكومة الثالثة عشرة كانت مبنية على الواقعية، والتي مع الحفاظ على المبادئ والمثل العليا، أنتجت قوة ذات توجهات صحيحة وإجراءات في الوقت المناسب لإيران، وأصبحت سياسة خارجية نموذجية. وأظهرت أنه من أجل المصالح الوطنية يجب تجميد خطة العمل الشاملة المشتركة، وقد اتخذت قرارات كبيرة وتفاعلات واسعة النطاق مع جيرانها والعالم". وختمت الصحيفة: "يمكن للحكومة الرابعة عشرة أن تتبنى هذا النموذج في السياسة الخارجية وتدعم المصالح الوطنية، وبما أن تأكيد الرئيس المنتخب على الدعم الكامل والقوي لمحور المقاومة يسير في الاتجاه نفسه، فالجوانب الأخرى من السياسة الخارجية يجب أن تتبع خطة وتصميم وإرادة قوية".
قلق أوروبي من أوربان
بدورها، كتبت صحيفة "وطن أمروز": "في الأسابيع الأخيرة؛ وقعت ثلاثة أحداث مهمة في الاتحاد الأوروبي، شكّلت تحديًا لبنية السلطة في بروكسل، وجعلت من الصعب التنبؤ بالتطورات الحالية والمستقبلية فيها. ومن بين هذه التطورات المهمة رئاسة المجر الدورية للاتحاد الأوروبي، حيث يعدّ وجود فيكتور أوربان رئيس وزراء المجر على رأس المعادلات التنفيذية للاتحاد خلال الـ6 أشهر المقبلة أسوأ خبر ممكن للقارة الخضراء. إذ يعدّ أوربان أحد منتقدي بنية أوروبا الموحدة، وتتولى المجر رسميًا رئاسة الاتحاد الأوروبي لمدة 6 أشهر ابتداءً من الأول من يوليو/تموز المقبل، في ما يشعر بعض المسؤولين الأوروبيين بالقلق من أن تخلق هذه الدولة، أي الرئيس الدوري، مشكلات لمواقف الاتحاد".
تابعت الصحيفة: "هذا القلق مفهوم تمامًا بالنظر إلى مواقف أوربان السابقة والحالية في ما يتعلق بمجمل وجود الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو! ..وممّا لا شك فيه أنّ الخلاف بين بودابست وبروكسل سوف يشتد خلال رئاسة المجر للاتحاد الأوروبي، وسوف يستخدم أوربان منصبه الجديد لتعليق العديد من المناقشات والمفاوضات المثيرة للجدل لمصلحة بودابست". وأضافت: "التطور الثاني الأهم في أوروبا يتعلق بإجراء انتخابات مبكرة في فرنسا، وتنامي مكانة الجبهة الوطنية (التيار القومي المتطرف) وبالطبع اليسار المتطرف في هذا البلد. لقد تدهورت مكانة إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي الحالي بشدة، ونشهد تبلور نوع من الفوضوية المزمنة في باريس وحتى في أوروبا. وسوف يكون نتاج هذه العملية إضعاف موقف فرنسا كونها واحدة من الركائز الأساسية للاتحاد الأوروبي، ولا ينبغي أن ننسى أنه بعد انسحاب بريطانيا الرسمي من الاتحاد الأوروبي، تعدّ برلين وباريس الركيزتين الأساسيتين لأوروبا. ويمكن أن يكون ميل الفرنسيين نحو القومية مقدمة لتكرار ظاهرة الخروج من الاتحاد في هذا البلد. وفي هذه الحال؛ الألمان وحدهم لا يملكون القدرة على الحفاظ على البنية والأسس التقليدية للاتحاد الأوروبي".
ختمت الصحيفة بالإشارة إلى أنّ: "التطور الثالث الذي أقلق الأوروبيين يتركز على الضعف الانتخابي للرئيس الأميركي جو بايدن أمام منافسه الشرس والمثير للجدل دونالد ترامب. فقد أثبت إجراء المناظرة الانتخابية الأولى بين الحزبين أنّ عامل الضعف عند الديمقراطيين في الانتخابات أعلى بكثير من عامل الضعف عند الجمهوريين". ولفتت إلى أنّه: "بالرغم من أن مسألة إجبار بايدن على الانسحاب من الساحة الانتخابية أثارتها بعض الشخصيات البارزة في الحزب الديمقراطي، إلا أنه يظهر حاليًا مقاومة عنيدة في هذا الصدد. وفي مثل هذا الوضع، ستكون عودة ترامب إلى البيت الأبيض أسوأ الأخبار الممكنة بالنسبة إلى الأوروبيين، فهو مؤيد للأحزاب القومية المتطرفة ومناهض لبنية الاتحاد الأوروبي.. علاوة على ذلك، يريد إصلاح البنية الأمنية الحالية في حلف شمال الأطلسي (الناتو)".
تل أبيب في حالٍ شديد من الذعر
من جانبها، كتبت صحيفة "جام جم": "المقاومة الإسلامية في لبنان، بمبادرتها وسرعة تحركها، خلقت وضعًا حرجًا وصعبًا لنظام الاحتلال الصهيوني. ويجمع مسؤولو هذا النظام الغاصب على أن القوة الصاروخية والعسكرية لحزب الله أكبر حتى من تقديرات الجيش "الإسرائيلي" والموساد، وأن استمرار هذه العملية سيزيد من إيقاع "تل أبيب" في مأزق الحرب والهزيمة". وقالت "الآن ترسخت فرضية مهمة في المعادلات السياسية الإقليمية للكيان الصهيوني المحتل، وهي أن ليس النظام الصهيوني فقط لا يملك القدرة على كسر حماس وحزب الله، بل إن عامل الضعف لهذا النظام سيزداد مع مرور الوقت".
يومًا بعد يوم، يزيد حزب الله من نطاق هجماته على أعماق النظام الصهيوني، حيث تعترف الأوساط الصهيونية بأنها تشهد مثل هذا الوضع للمرة الأولى منذ 76 عامًا"، بحسب الصحيفة، والتي تابعت أنّ: "دعم لبنان المتواصل لحماس ليس بالأمر الذي يمكن تجاهله بسهولة. إضافة إلى ذلك، وبعد مرور 9 أشهر على بدء الحرب ضد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ودعم الجانب اللبناني المستمر للمقاومة الفلسطينية، هناك تساؤلات حول مدى جاهزية نظام الاحتلال لإطلاق عملية عسكرية جديدة وحرب واسعة النطاق على لبنان".
الصحيفة ختمت بأنّ: ""إسرائيل" الغارقة في مستنقع غزّة لا تستطيع إدارة المعركة على جبهتين في الوقت نفسه. وقد صرحت سلطات "تل أبيب" مرارًا وتكرارا أنّ الجبهة الداخلية للنظام "الإسرائيلي" غير جاهزة للمعركة، وتشير تقديرات النظام الصهيوني إلى أنّ الحزب لديه القدرة على إطلاق 5000 صاروخ يوميًا باتجاه عمق "إسرائيل" (فلسطين المحتلة) وتدمير البنية التحتية لهذا النظام، فضلًا عن القدرة على استهداف القواعد العسكرية في الشمال (فلسطين المحتلة)".
حزب اللهأوروباالاتحاد الاوروبي
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
22/11/2024