معركة أولي البأس

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: الفائز الرئيسي في الانتخابات هو الشعب
06/07/2024

الصحف الإيرانية: الفائز الرئيسي في الانتخابات هو الشعب

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 06 تموز 2024 بالجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في إيران، والتي أبدى فيها الشعب مشاركة عاليةً مقارنةً بالجولة الأولى، وكان أمرًا عُدّ انتصارًا للنظام، واهتمت أيضًا بالتطورات على الجبهة الشّمالية في فلسطين المحتلة وبتعاظم قدرة حزب الله. 

الوجه الجديد للجمهورية الإسلامية

كتبت صحيفة " قدس": "هذه المرة، حدث شيء جديد في الانتخابات، كان الحوار وجهًا لوجه بين الناشطين الشعبيين مهمًا للغاية لإخراج الطبقة الرمادية من عدم المشاركة في الانتخابات إلى المشاركة، وقد ظهر وجه جديد للجمهورية في الانتخابات الإيرانية.

وشعر أساتذة الجامعات والناشطون الثقافيون ورجال الدين وجميع المعنيين من أنصار النظام من كلّ فئة بالتهديد بسبب انخفاض مشاركة الناس في الجولة الأولى من الانتخابات، وكان عدم مشاركة 60% من الناس في المجتمع بمثابة إنذار خطير للمتعاطفين مع النظام".

وأشارت إلى أنّ "المشاركة في الانتخابات هي إحدى أهم ركائز النظام التي لا ينبغي التراجع عنها أبدًا...ومهما كانت نتيجة الانتخابات، فإنّ الفائز الرئيسي في الانتخابات هو الشعب، الشعب الصابر الذي وقف إلى جانب النظام لسنوات في ظل الضائقة الاقتصادية، رغم كلّ الصعوبات، عاد إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى، إنّ إلقاء الضوء على جزء من الأصوات الصامتة في المجتمع يتطلب الدقة أيضًا". 

وتابعت: "إنها ظاهرة ناشئة، أن يتحدث الناس على سجيتهم، مع بعضهم بعضاً من شارع إلى شارع ومن مدينة إلى أخرى...وكان لافتًا أنّ فتح الحديث مع الناس لم يكن مقتصرًا على شريحة معينة من المجتمع، حتّى المراهقون والطلاب والشباب في الحدائق والشوارع والأسواق خطوا خطوة إلى الأمام لزيادة مشاركة الناس في الانتخابات.

وفي التفسير السوسيولوجي لهذه الحركة الشعبية، ينبغي القول إن إعادة حركة الناس في قاع المجتمع كانت لصالح النظام؛ لأن زيادة المشاركة بالتأكيد لها تأثير مهم على القرارات السياسية والاجتماعية والثقافية، ولا ينبغي إهمال التأثيرات الدولية لزيادة المشاركة أيضًا".

واعتبرت الصحيفة أنّ "اللامبالاة الاجتماعية التي كانت العملة المتداولة في مسألة الانتخابات لسنوات طويلة، أصبحت أضعف في هذه الفترة، وبطبيعة الحال، لم تتمكّن الأحزاب السياسية من جلب الناس إلى صناديق الاقتراع بالقدر الذي ينبغي لهم، لعدة سنوات، تضاءلت أهمية الأحزاب بين الناس، وبدلًا من ذلك، تم التأكّيد على دور المجموعات الوسطى والدوائر الوسيطة، ولا ينبغي تجاهل العواقب النفسية لزيادة المشاركة وضخ الأمل في أجزاء مختلفة من المجتمع".

دعم شعبي قوي ومسؤوليات ثقيلة

من جانبها لفتت صحيفة "جام جم" إلى أنّنا "شهدنا بالأمس انطلاقة رائعة للانتخابات في المرحلة الثانية، والتي مقارنة بالمرحلة الأولى من فترة الانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة، كان حضور الناس إلى صناديق الاقتراع أكثر كثافة"، مضيفةً أنّ "الانتخابات الرئاسية هذا العام، لأنها كانت انتخابات مبكرة واستنادًا إلى المادّة 131 من الدستور، كان ينبغي تحديدها خلال 50 يومًا وانتخاب الرئيس، ولذلك فإن عملية الانتخابات من مرحلة التسجيل إلى الموافقة على المرشحين من قبل مجلس صيانة الدستور لم تستغرق أكثر من أسبوعين وتمت المرحلة الأولى بعد 40 يومًا من استشهاد السيد رئيسي".

وتابعت: "وبسبب عدم وجود فرصة للإعلانات للمرشحين كما في الفترات السابقة، لم تكن الأجواء الانتخابية في البلاد كما كان متوقعًّا في الجولة الأولى...في هذا الأسبوع الواحد، أدرك الكثير من الناس أهمية الانتخابات، وبالطبع، خلال هذه الفترة، بدأ المعارضون والمناهضون للثورة والشبكات الناطقة باللغة الفارسية عبر الحدود دعاية واسعة النطاق بهدف ثني المجتمع عن الذهاب إلى الانتخابات". 

وأشارت الصحيفة إلى أنّه "على الرغم من كلّ الجهود المبذولة، شعر الناس هذه المرة بمسؤولية أكبر وظهروا في الميدان، وفي الأسبوع الماضي أيضًا، تم تقديم تفسيرات جيدة لزيادة وعي الناس على مستوى المجتمع. وفي هذه الإحاطات أدرك الكثير من الناس أنّ الرئيس إذا كان شخصًا كفؤًا وقادرًا ولا يكل ويعطف على خدمة الشعب فإنه يستطيع أن يتخّذ إجراءات عظيمة، وفي كلّ الأحوال فإن الرئيس هو أعلى مسؤول بعد قائد الثورة، ولهذا السبب فإن القوى كثيرة وتقع مجموعة الاختيارات والتعيينات في مختلف المجالات التنفيذية والمستويات الإدارية للدولة على عاتق رئيس السلطة التنفيذية".

وأضافت: "يلعب الرئيس دورًا في مجال الإدارة الاقتصادية التي تعتبر من أولويات البلاد، وهو رئيس مجلس التنسيق الاقتصادي، كما أنّ مسؤولية المجالس العليا للبلاد في المجالات الثقافية والافتراضية والاجتماعية والأمنية تقع على عاتق رئيس السلطة التنفيذية".

الجبهة الشّمالية أصبحت أكثر سخونة

وحول المستجدات على الجبهة اللبنانية والفلسطينية كتبت صحيفة " إيران" أنّ "المقاومة الإسلامية في لبنان، بعد شهادة "محمد نعمة ناصر" (الحاج أبي نعمة) في هجوم بطائرة مسيّرة على سيارة قرب مدينة صور جنوب لبنان، نفذت هجمات انتقامية واسعة وعنيفة ضدّ مواقع الاحتلال، الهجمات التي تنقل بوضوح رسالة تحذير إلى "تل أبيب" واستعداد حزب الله القتالي لتوسيع عملياته إلى حد حرب شاملة".

وتابعت: " الواضح أنّه على الرغم من التهديدات المتكرّرة لعدة أشهر من قبل سلطات النظام الصهيوني ببدء معركة تقليدية واسعة النطاق ضدّ لبنان، فإنّ هذا النظام لم يتمكّن من تنفيذ مثل هذه التهديدات بسبب افتقاره للقوة وبسبب الخوف من الحرب على الجبهة الشمالية". مضيفةً أنّ "الخيار الوحيد الذي لجأ إليه هو اغتيال قادة حزب الله على الأراضي اللبنانية، لأنّ الاغتيالات من وجهة نظر المحتلين يمكن أنّ تكون استجابة لمطالب داخلية للأراضي المحتلة، وبطريقة ما، يمكن أن تكون رسالة كفاءة الجيش في ملء فراغ ضعفه في مواجهة الاحتجاجات الداخلية". 

ولفتت الصحيفة إلى أنّ "حتّى أسلوب العمل "الإسرائيلي" هذا لم يتمكّن من الوصول إلى أي مكان، وصوت صفارات الإنذار وزيادة الهجمات الصاروخية والطائرات من دون طيار كلّ يوم على السكان المتبقين في الشمال، لم يحقق أي شيء للجيش سوى الذعر والهروب من المنزل"، مشيرةً إلى أنّه "وبحسب الخبراء العسكريين في النظام الصهيوني، فإنّ حزب الله وحده اشتبك مع نصف جيش هذا النظام في الجبهة الشّمالية، وحال دون التمركز القوي لجيش الاحتلال في الجبهة الجنوبية".

وأضافت: "كما أبدت وسائل الإعلام الصهيونية قلقها من رد فعل حزب الله على الجريمة الإرهابية التي ارتكبها هذا النظام باستشهاد القائد العسكري للمقاومة اللبنانية الحاج أبي نعمة، وأعلنت أنّ حزب الله زاد من كثافة ومدى هجماته وأنّ "إسرائيل" خسرت الشمال، ولأنّ حزب الله يستفيد من الأسلحة الحديثة والمضادة للدروع والدقيقة، ونتيجة لعملياته، تم إخلاء معظم المستوطنات الصهيونية في شمال فلسطين المحتلة قسرًا".

واعتبرت الصحيفة أنّه "ورغم أنّ الصراعات على الحدود الشّمالية للأراضي المحتلة وصلت إلى نقطة الغليان، فإنّ "إسرائيل" تقول كلّ يوم أخبارًا جديدةً عن رغبتها في إنهاء هذا الصراع، وبالطبع الاتفاق على إطلاق سراح الأسرى "الإسرائيليين" في غزّة عبر المفاوضات".
وختمت: "بعد أنّ وصف العديد من مسؤولي النظام الصهيوني الحرب مع لبنان بأنّها نقطة فشل لا رجعة فيه للنظام وحذروا نتنياهو منها، اعترف أمس، القائد السابق للدفاع الجوي للجيش الإسرائيلي، أيضًا بأنّ حزب الله يظهر عبر رد الفعل يوم الخميس قدرةً على تنفيذ هجمات مشتركة ومركبة".
 

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

خبر عاجل