الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: الجمهورية الإسلامية بين خطابين
اهتمّت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء (03 تموز/يوليو 2024) بالتطورات الأخيرة للمنافسة الحامية بين المرشحين الرئاسيين مسعود بزشكيان وسعيد جليلي، كما اهتمت بالتطورات في فلسطين وحرب غزّة لا سيما الخلافات الداخلية في حكومة الحرب الصهيونية والقيادات في جيش الاحتلال.
حكومة روحاني الثالثة
كتبت صحيفة "وطن أمروز": " جرت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الإيرانية، ولم يتمكّن أي من المرشحين من الحصول على 50% من الأصوات، ووصل بزشكيان وجليلي إلى الجولة الثانية. الآن أصبح المشهد الانتخابي أكثر وضوحًا، وأصبح من الأسهل التعليق وتحليل الخطابات التي سادت الانتخابات وأصبح التنافس بين خطابين ترسخا بشكل أو بآخر خلال السنوات الماضية، لكنهما أظهرا نفسيهما في الانتخابات الحالية أكثر من أي وقت مضى؛ خطاب ينوي نقل البلاد إلى رئاسة الشيخ حسن روحاني لمدة 8 سنوات أخرى وخطاب ينوي مواصلة نهج الشهيد السيد إبراهيم رئيسي وفي الوقت نفسه إضافة أوراق جديدة إليه في هذا الإطار لتسريع التقدم في شؤون عدة".
وتابعت: " لقد صرح المرشح المدعوم من حسن روحاني في الانتخابات بوضوح أنه يعتبر التفاوض هو المخرج "الوحيد" من المشاكل الاقتصادية، وإذا نظرنا إلى الناس المتجمعين في مقره نرى أنه لا يوجد شيء آخر، وبعد يوم واحد فقط من قوله على شاشة التلفزيون إن حكومته لا علاقة لها بالشيخ حسن روحاني، التقى به واستشاره، وأعلن الشيخ روحاني دعمه له! ويظهر وجود محمد جواد ظريف، وزير الخارجية السابق، باعتباره اليد اليمنى للمرشح ومنظّر السياسة الخارجية، أنه إذا فاز في الانتخابات، فإنه سيعيد البلاد إلى المسار الذي يفضله الغربيون: حوار أخَّر المفاوضات 8 سنوات وأبرم اتفاقًا انسحب منه دونالد ترامب فور توليه منصبه".
وأضافت: " يجب التوضيح أن النتائج السلبية والضارة لهذا الاتفاق مستمرة وأن الدول الغربية هدّدت إيران بناء على بند من هذا الاتفاق يسمّى "آلية الزناد" إذا لم تلتزم بأوامر الغربيين التي يمليها عليها المجتمع الدولي، من الممكن أن تقوم وكالة الطاقة الذرية بضغط هذا الزناد، وسيتم إعادة فرض جميع العقوبات بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي ضدّ إيران. مع نقاط الضعف والثغرات الكبيرة هذه في نص خطة العمل الشاملة المشتركة، ليس من الواضح بناءً على أي سبب ومنطق أنه يمكن الدفاع عنها وتسميتها بالإنجاز، ومع مثل هذا التهديد، في حال دخول العناصر المتشبثة بالغرب...من أجل منع ظهور هذه العناصر الضارة مرة أخرى يجب مراجعة سياسات وقرارات الحكومتين الثانية عشرة والثالثة عشرة وجعلها ملموسة أكثر للشعب".
وختمت: "إن التعامل مع نشر الأكاذيب والمغالطات من قبل وزراء حكومة روحاني، والمقربين من بزشكيان، هو من النقاط الأخرى التي يجب الانتباه إليها. وفي برنامج المناظرة عند الحديث عن السياسة الخارجية، زعم ظريف أن زيادة مبيعات النفط الإيرانية في إدارة الشهيد رئيسي كانت إرادة الحكومة الأميركية، لكن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اعترف شخصيًا في جلسة استماع بالكونغرس الأميركي أن الإيرانيين لديهم المزيد من الطرق للتحايل على العقوبات وحققوا مبيعات مباشرة لنفطهم، ولم تفعل أميركا وحلفاؤها أي شيء".
وتابعت الصحيفة "في الانتخابات الرئاسية الماضية ادعى الغربيون كذبًا أنه إذا فاز الشهيد رئيسي بالانتخابات، فإنه سيبني جدرانًا في الشوارع ويدخل البلاد في نزاعات إقليمية ودولية، لكن يمكننا أن نقول براحة أن السيد الشهيد رئيسي ووزير خارجيته الشهيد حسين أمير عبد اللهيان، يتمتع بالدبلوماسية الأكثر ديناميكية بين جميع الحكومات في العقود القليلة الماضية؛ من وقف التصعيد مع المملكة العربية السعودية إلى تعميق العلاقات مع الصين وروسيا والعضوية في المنظمات الدولية المهمّة مثل البريكس وشنغهاي".
أمر الجلاد بالتراجع
كتبت صحيفة "جام جم": " لقد خسر جيش نظام الاحتلال الحرب رسميًا في غزّة، ولا يمكنه الدخول في حرب جديدة. بمعنى آخر، أصبح شمال الأراضي المحتلة من جهة، وقطاع غزّة من جهة أخرى، رمزين ملموسين لفشل تل أبيب. في هذه الحالة، ليس فقط بعض رؤساء "الموساد"، ولكن أيضًا عدد كبير من جنرالات الجيش الحاليين في نظام الاحتلال، يريدون إنهاء الحرب في غزّة.
بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء نظام الاحتلال وغيره من رؤساء الحكومة، يلفظون أنفاسهم الأخيرة ويجهزون أنفسهم لقبول الهزيمة الكاملة، يريد كبار جنرالات النظام الصهيوني بدء وقف إطلاق النار في غزّة، حتّى لو كان ذلك يعني احتفاظ حماس بقوتها، وأن يزيد الخلاف بين الجيش ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يعارض وقف إطلاق النار الذي من شأنه أن يسمح لحماس بتجنب الحرب".
وتابعت: " قال ستة مسؤولين أمنيين سابقين وحاليين في الكيان الصهيوني، إنّ جنرالات إسرائيليين يعتقدون أن وقف إطلاق النار هو أفضل وسيلة لإعادة الأسرى الـ120 المحتجزين حاليًّا في غزّة، أحياءً أم أمواتًا، بمعنى آخر، يقولون إنه حتّى لو أدى وقف إطلاق النار هذا إلى عدم الوفاء بوعود النظام الصهيوني، فيجب قبوله".
مجزرة غزّة بالأسلحة الأميركية
كتبت صحيفة "إيران": " في الأسبوعين أو الأسابيع الثلاثة الماضية، كانت ثلاث مجازر بحق الفلسطينيين على أيدي الجنود "الإسرائيليين" الأشرار كبيرة جدًا وصادمة لدرجة أن "الأونروا" (الوكالة الدولية لجمع المساعدات الشعبية لفلسطين) وصفتها بأنها "تخلق جحيمًا على الأرض" و" "منظمة أطباء بلا حدود" أطلقت عليها أيضًا اسم "نهاية العالم"".
في كلّ ما سبق، وفعليًا منذ اليوم الأول لحرب غزّة التي خلفت 39 ألف شهيد و90 ألف جريح بين أيدي الفلسطينيين، كانت أميركا تزود الصهاينة بأسلحة وقنابل ضخمة ومتعددة، وربما تكون الإبادة الجماعية الأخيرة في غزّة أكبر مثال على هذه العملية بعد الأعمال المشينة التي سمحت بها عمليات الإبادة الجماعية الصربية في البوسنة خلال الفترة من 1992 إلى 1995 ضدّ مسلمي هذا البلد، ولكن بداية العملية الوحشية لنظام "تل أبيب" غير ولم تكن لتستمر في الأراضي المحتلة إلا بمساعدة ودعم الحكومات الغربية بقيادة أميركا، وواشنطن مسؤولة وملزمة بالإجابة عن كلّ هذه الجرائم التي لا نهاية لها".
وأضافت: " اليوم، إنّ اعتماد نظام "تل أبيب" المزيّف على الأسلحة الأميركية أصبح أكثر من أي وقت مضى، لأنّ حرب غزّة أكبر وأطول من كلّ الحروب السابقة التي بدأت بين الكيان الغاصب وفلسطين، واستمرت إحداها 6 أيام فقط، والـ33 يومًا الأخرى، لكن إذا لم تتوقف الحرب في غزّة بوقف إطلاق النار، فإنها ستدخل شهرها العاشر في أيام قادمة، إنّ كمية الأسلحة التي أرسلتها أميركا والمشاركة العسكرية لهذه الدولة في احتلال دول أخرى تبين أن هذه الدولة المحاربة وحكوماتها المخادعة اتبعت خطًا مشتركًا عندما كانت في أراضي الآخرين، سواء عندما نزلت في أوكيناوا باليابان. منذ سنوات مضت أو عندما دخلت شؤون غزّة الأخيرة، كانت دائمًا تستفيد من آلتها العسكرية ومصانع إنتاج الأسلحة بأفضل وأوسع طريقة، ومن بين الأسلحة التي أنتجتها أميركا في السنوات الأخيرة، يتمتع بعضها بقوة وسرعة في تأثيرها لم يسبق لها مثيل في التاريخ، ومن أخطر هذه الأسلحة ومنظومات التدمير الحربي الفعلية التي يمكن استخدامها في معظم الطائرات المقاتلة... ونتيجة لذلك، مكّنت طائرات هذا النظام من ارتكاب المزيد من المجازر على نطاق واسع في غزّة القطاع والضفّة الغربية ويتسع نطاقه مؤخرًا إلى الجنوب اللبناني".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
22/11/2024