ابناؤك الاشداء

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: لماذا وكيف أصبح جليلي ظاهرة؟.. وبزشكيان: لا أستطيع.. لن أسمح
02/07/2024

الصحف الإيرانية: لماذا وكيف أصبح جليلي ظاهرة؟.. وبزشكيان: لا أستطيع.. لن أسمح

تابعت الصحف الإيرانية، الصادرة اليوم الثلاثاء 02 تموز/يوليو 2024، تركيزها على موضوع الانتخابات الرئاسية في إيران والأجواء التنافسية الشديدة بين المرشحين سعيد جليلي ومسعود بزشكيان، وخاصة بعد انطلاق المناظرات بينهما، وحذّرت بعض الصحف من أن انتشار الأجواء السلبية التنافسية يشكّل خطرًا وضررًا لا بدّ من تداركه. كما اهتمت الصحف بالمجريات الأخيرة في فرنسا بعد صعود التيارات اليمينية المتطرفة، ورأت أن هذا الأمر يضع إيمانويل ماكرون وكل فرنسا أمام تحديات جديدة لا بدّ من التنبه لها.

لماذا وكيف أصبح جليلي ظاهرة؟

كتبت صحيفة "وطن أمروز": "اذكروا في ذهنكم كل الوجوه التي كانت تروّج لبزشكيان، تخيلوا كل مسؤولي الحكومات السابقة الذين كانوا ينشطون في مقره.. استخدم التيار الإصلاحي بكل وجوهه شبكته الدعائية ومصداقيته لتولي بزشكيان قيادة الشؤون التنفيذية للبلاد في المرحلة الرابعة عشرة من الانتخابات الرئاسية... ولننظر إلى الوضع نفسه بالنسبة إلى جليلي، أذكر الشخصيات - بالمعنى السياسي والشخصية البارزة - والتي كانت تروّج لجليلي في ذهنك، تخيل كل مسؤولي الحكومات السابقة الذين كانوا ينشطون في مقر جليلي، ماذا تقول لك نتائج الاستطلاعات؟ كم عدد الشخصيات السياسية، مثل محمد جواد ظريف وحسن روحاني ومحمد خاتمي، وما إلى ذلك، والتي يمكنك ذكرها ممن أصبحوا من المروّجين لجليلي؟ والآن يُطرح سؤال أساسي ومهم: ما هو الأصل الاجتماعي للأصوات التي تذهب إلى جليلي؟.

ومع معرفة نتائج الأصوات ونتائج صناديق الاقتراع، يمكننا التفسير بوضوح أن جبهة الإصلاح دخلت ميدان المنافسة بكل قوتها، لكنها حتى الآن «فشلت»؛ في المقابل، لا يحظى جليلي بدعم حزب بالمعنى التقليدي وبقوة كما هي قوة دعم التيارات الإصلاحية، ليس لديه سلسلة إعلامية ولا يحاول خلق إثارة كاذبة وتحريض الأصوات بسلوكيات شعبوية، لكنه استطاع أن يتأهل إلى الدور الثاني من المنافسة بفارق بسيط أمام التيار الذي كان يتمتع بكل هذه القدرات".

وتابعت الصحيفة: "لقد أظهر بزشكيان، في برامج تلفزيونية أو برامج ميدانية، أنه لا يملك "برنامجًا" لإدارة البلاد، وأغلب الآراء تُملى عليه. وفي الوقت نفسه، تمّ التأكيد على أن الإصلاحيين عرفوا أن بزشكيان "غير موجود" وليس لديهم السيطرة الكافية على القضايا الوطنية والدولية... لكن جليلي تحمّل المسؤولية من الحكومات، وكان له دور استشاري وبناء على ما قاله، فقد منحته التحقيقات الميدانية البصيرة والتقدير وقام برحلات إقليمية... النقطة المهمة التالية في ما يتعلق بجليلي هي الشبكة غير الحزبية والشعبية تمامًا، فالشبكة التي أنشأها بعيدة كل البعد عن المشكلات السياسية والتعقيدات الفئوية...جليلي متفائل بالمستقبل، ويرى وضع إيران فرصة للقفز، هناك اختلافات جدية بين وجهة النظر هذه وبين وجهة النظر الحالية التي تؤكد على "لا أستطيع، ولا أستطيع، ولن أسمح" والتي يقولها بزشكيان دومًا...

النقطة الأخرى هي أن جليلي كان أحد الأشخاص المقرّبين من الشهيد رئيسي، وإن خطاب الشهيد رئيسي بشأن المحرومين والقضاء على التمييز وفهم المشكلات من مصدرها، إلى جانب التوجه الأخلاقي لذلك الشهيد الغالي، أصبح الآن رأس مال متاح لجليلي، وبينما كان التيار الإصلاحي يعتمد على ثنائيته مع جليلي وإثارة الذعر والخوف لجذب أصوات لبزشكيان".

استثمار الإحباط في الانتخابات
كتبت صحيفة "جام جم": "إن توجه بعض التيارات السياسية من أجل استفزاز وإثارة الشرائح الرمادية والمترددة، ارتبط أحيانًا بنظرة سوداء لأحوال البلاد، وهذه الجهود المرتبطة بالخوف من المنافسة، جاءت في إطار الاستقطاب المصطنع، وكان لها للأسف آثار سلبية على المجتمع. وفي الحقيقة أن القذف والذم دائمًا ما يكون له تأثير عكسي ويسبّب انخفاضًا في المشاركة، واعتماد مثل هذا الأسلوب لا يتوافق مع تعاليم الدين، ووفقًا للتوصيات القرآنية، فإن تصعيد الصراع يسبّب العار لكلا الطرفين".

وتابعت تقول: "إن الذين ينخرطون في التدمير هذه الأيام، ويعملون على فوز مرشحهم المنشود، من خلال السبّ والاتهام والقذف وإبعاد المرشح المنافس من الميدان، لا ينبغي أن يتصوروا أنهم بمثل هذا النهج سوف يتسبّبون في تدهور وضع المنافس، بل مثل هذا الأمر يعود أولًا على أنفسهم. وبشكل عام، فإن هذا السلوك يجعل الناس ضعفاء تجاه الطرفين، ويضرون في النهاية بالنظام والثورة؛ ولذلك فإنّ تبني مثل هذه الأساليب لتدمير وتشويه النشاط السياسي هو مخالف للشريعة والحس السليم.
من ناحية أخرى، ينبغي القول إن الناس في الانتخابات المقبلة سئموا الصراعات، ولم يفرحوا بالمعارك السياسية، وأصبح المجتمع يعتقد أن من يمارسون التخريب والتشهير ليس لهم هدف آخر سوى استقطاب أصواتهم وليسوا محسنين ومتعاطفين مع الشعب، بل هو تكرار السيناريوهات المملة للشعب، وإذا كانت التيارات السياسية تريد حقًا زيادة المشاركة، فعليها أن تتصرف بشكل أخلاقي في الانتخابات، وعندها فقط سيزداد محبة الشعب لها...وإجمالًا، ينبغي القول إن على أنصار المرشحين الاهتمام بمبدأ المنافسة، وليس الصراع السياسي، فكله خسارة".

التحديات التي تواجه فرنسا

كتبت صحيفة "إيران": "عندما دخل إيمانويل ماكرون الحملة الانتخابية الفرنسية، في العام 2016، وحاول أن يصبح رئيسًا للبلاد، فعل ذلك من خلال تشكيل حزب "ليبرالي وسطي" جديد ووضعه في مركز الثقل وقام بأنشطته. لكن بعد 8 سنوات، وبينما وصل ماكرون لاحقًا إلى هذا المنصب لولاية أخرى مدتها خمس سنوات، ظهر حزب يميني متطرف بقيادة مارين لوبان وجوردان بارديلا وهو المنافس الأكبر لماكرون، ويبدو أنه قادر على الفوز في الانتخابات البرلمانية الفرنسية الجديدة".

وأضافت: "كل هذا يخبرنا أننا قد نكون على وشك تشكيل حكومة يمينية متطرفة جديدة في فرنسا، والتي إذا وصلت إلى السلطة، ستقوم أولًا بترحيل الكثير من المهاجرين تحت مظلة الحكومة الفرنسية، بحجة أنها غير قانونية، وستتجاوز توصيات حكومة "الاتحاد الأوروبي"، ومن ثم ستقع على حياة الأقليات العرقية والدينية، وخاصة المسلمين، وستسلب الكثير من حقوقهم وحرياتهم مسوّغة أنّ المسلمين مخالفون للسلم وسبب للفتنة والإرهاب. وبسبب كل هذه القضايا والاحتمالات، ينتقد السياسيون الليبراليون الفرنسيون ماكرون؛ لأنه أطلق انتخابات طارئة جديدة ولم يحسب حساباته بشكل صحيح في هذا الصدد.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم