ابناؤك الاشداء

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: الانتخابات مظهر من مظاهر الاقتدار الوطني
30/06/2024

الصحف الإيرانية: الانتخابات مظهر من مظاهر الاقتدار الوطني

اهتمّت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 30 حزيران 2024 بنتائج الانتخابات في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وكان الاهتمام مركزًّا على حجم المشاركة وتقييمها والبحث عن الأسباب التي لا بد من علاجها لأجل تكثيف المشاركة في الانتخابات القادمة بعد أسبوع.

حول الانتخابات..

بداية مع صحيفة "كيهان": التي كتبت "جرت انتخابات الجمعة الماضية في بيئة سمح فيها نظام الجمهورية الإسلامية بأي ادعاءات وتصريحات من المرشحين الذين كانوا في عداد المرشحين للرئاسة، ولا بد من القول إن هذا أمر نادر في العالم، خلال الإعلانات التلفزيونية لهذه الانتخابات، وحتى عندما تم الطعن في بعض القضايا الأساسية، تعامل النظام معها بتسامح، بالطبع هذا تقصير من حيثية معينة وليس أمراً يدعو للفخر، لكن ما حدث أعلى من مستوى حرية التعبير في العالم، ومن المثير للاهتمام أن بعض الأشخاص الذين ينتقدون بالحد الأقصى من الإساءة هم الأكثر انتقادا لحالة الحرية في إيران!...من القضايا المهمة التي تؤثر على مشاركة الناس هو الوضع الاقتصادي للبلاد وخاصة ما يجري في مجال المعيشة".

وتابعت "للوهلة الأولى، ما يبدو لا يمكن إنكاره هو أن توقعات الجماهير التي تعاني من مشاكل معيشية لم تتحقق من الحكومات، وبطبيعة الحال، قيم الخبراء الاقتصاديون والمؤسسات المحلية والدولية المتخصصة سلوك حكومة الشهيد رئيسي حال مرور البلاد بظروف اقتصادية صعبة بأنها مهمة وفعالة للغاية، إن الانتقال من "حكومة مفلسة" إلى حكومة بمتوسط نمو اقتصادي يبلغ 6% يظهر الفجوة قبل وبعد إدارة الشهيد رئيسي وهو أمر ذو قيمة كبيرة وسيبقى بالتأكيد في ذاكرة الأمة الإيرانية.
لكن ما كان يواجهه الناس في حياتهم اليومية في الفترات الماضية كان بعيدا عما كانت تحاول الحكومات القيام به، في هذه الأثناء، حاولت حكومة الشهيد رئيسي جاهدة سد هذه الفجوة، لكن مدتها كانت قصيرة ولم يلمس الشعب الكثير من أعمالها الاقتصادية.
فالناس ينظرون إلى الاقتصاد ليس من منظور النظريات الاقتصادية، ولا من منظور الآفاق، وليس من منظور التقدم في شؤون البلاد الأساسية، بل من منظور ما يواجهونه أثناء حياتهم اليومية".

وأردفت: "يوم الجمعة المقبل، سيتم استكمال الإجراء الانتخابي ويكفي أن يحصل أحد المرشحين المتبقيين على صوت واحد أكثر من الآخر، ولذلك، فإن هذا المشهد سيقام بحضور حماسي أو بحضور منخفض، والحقيقة هي أن إيران تواجه الآن نموذجين للإدارة، ولكل من هذين النموذجين تأثير خاص على مصير الشعب ومستقبل البلاد...ولذلك يجب على الناس الحضور بأقصى قدر من الحضور".

من مظاهر الاقتدار الوطني

بدوره، كتب حسين مظفر العضو في مجمع تشخيص مصلحة النظام في صحيفة "جام جم" مقالًا جاء فيه "بينما كان الشعب الإيراني على علم بالأخبار المتعلقة بالجولة الرابعة عشرة من الانتخابات الرئاسية، وعلى الرغم من كل عمليات التشويش والشائعات والإحباط التي خلقها أعداء الثورة الإسلامية والشعب في الداخل والخارج، شارك المجتمع الإيراني بأفضل ما لديه في الجولة الأولى في الانتخابات".

وأضاف "قبل الانتخابات هيأت الظروف الجيدة من قبل مجلس صيانة الدستور لزيادة المشاركة، لأن الدافع للتنافس بين المجموعات والأذواق السياسية المختلفة حصل على فرصة الجميع للمشاركة في منافسة جادة وذلك من خلال إثارة أجواء الانتخابات وخلق الحماس، ولحسن الحظ، شارك الناس بقدر ما يستطيعون في هذا الاختبار الكبير، ويبدو أن هناك مشاركة مقبولة، وبالتالي فإن حضورهم ومشاركتهم موضع تقدير.

وأشار الى أن "العمل لا يزال مستمراً، وفي الجولة الثانية، الجمعة المقبلة، سيشارك الناس في المرحلة النهائية من الانتخابات بمزيد من الدافعية".

وقال "نأمل أنه مع الحضور المشجع والمشاركة القوية للشعب، سيتم إضافة ورقة ذهبية أخرى إلى تاريخ الثورة الإسلامية في إيران، مع الأخذ في الاعتبار أنه لم يبق أكثر من أسبوع واحد حتى المرحلة الثانية من الانتخابات نعتقد أن الغضب من صندوق الاقتراع يساوي الغضب من الهوية الإيرانية والمصالح الوطنية والوطن، والشخص المفكر والمتفهم ليس على استعداد لإهمال وطنه وعدم المشاركة في الانتخابات وشحذ جشع الأعداء والمعارضين بأقل مشاركة في الانتخابات، لأنه إذا كان الأمر كذلك فلا شك أن الجميع سيخسر، ومن يؤمن بعزة الوطن وتفوقه عليه أن يشارك في هذه الفترة من الانتخابات.
 ففي نهاية المطاف، هناك طيفان ووجهتا نظر مختلفتان في مجال المنافسة، وهناك دافع كبير للمشاركة، وبالتالي، في هذه المرحلة، يجب الاهتمام بالمصالح الوطنية، ووضع المصالح الشخصية والفئوية جانباً، وانتبهوا للمصلحة الوطنية الكبرى".

حجم المشاركة

من ناحيتها، كتبت صحيفة " همشهري": "يرتبط الفارق في نسبة المشاركة في الانتخابات أيضًا بالظروف السياسية والاجتماعية، وبالأساس فإن نسبة معارضي النظام لا يتم تحديدها أبدًا بعدم المشاركة، على سبيل المثال، بلغت نسبة المشاركة في الاستفتاء الأول للثورة 96%، لكن بعد أشهر قليلة وصلت نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية إلى 52% لكن هل كل من لم يصوت مناهض للثورة؟ هناك عدة فئات ممن لا يصوتون: البعض منهم لا يستطيع الحضور لأي سبب من الأسباب، بعض الأصوات التي تقبل النظام ولكنها تجد بعض الاخطاء".

وتابعت: "الإجابة الخاطئة هي أن الناس غاضبون من الصندوق بسبب مشاكل اقتصادية، ومن الواضح أن هذا التصريح، على الأقل بعد تولي هذه الحكومة السلطة، غير صحيح. هذه الحكومة متقدمة على الحكومة السابقة في كل المؤشرات، فلماذا المشاركة متدنية؟".

وبحسب الصحيفة، هناك سببان خطيران ومختلفان، السبب الأول هو إحباط الناس من التغيير، لماذا يشعرون بخيبة أمل؟ إن أسلوب النشاط الإعلامي المناهض للثورة، إلى جانب المجموعة التي تتهم جميع المسؤولين بالفساد في الفضاء الافتراضي بسبب الأنانية أو الجهل، يخلق الانطباع بأن المسؤولين غير جديرين بالثقة، والسبب الثاني: في العام الماضي، أظهر استطلاع موثوق أن حوالي نصف المجتمع لا يعرف الانتخابات البرلمانية، من ناحية أخرى، أظهر استطلاع آخر لانتخابات الأسبوع الماضي أن 30% فقط من الناس شاهدوا المناظرات المتلفزة، ماذا تعني هذه الإحصائية؟ وهذه الإحصائية مؤشر لظاهرة ناشئة في العالم وبالطبع مجتمعنا الذي لا نوليه اهتماما كبيرا، إننا نواجه منذ عدة سنوات نوعاً جديداً وغريباً من عدم المشاركة".

وختم "نحن أمام مجتمع لا يفكر سلباً أو إيجاباً في المشاركة؛ وكأنهم لا يرون الانتخابات وصناديق الاقتراع..وأهم ما يميزهم هو أنهم يعيشون في عالم مختلف؛ عالم بعيد عن الإعلام المرجعي والإحصاءات الرسمية وواقع المجتمع؛ عالم يتكون بشكل رئيسي حول الترفيه والتكنولوجيا؛ عالم خيالي إحداثياته غير مستقرة في الواقع المحيط بنا، يرى الانتخابات، لكنه لا يرى دورها في مصيره...يظهر هذا المجتمع نفسه بطرق مختلفة وأحد النماذج هو الانتخابات.
باختصار، إذا رأينا ذلك بشكل صحيح، فإن الذين جاؤوا مجاهدون، وبالطبع بالنسبة لأولئك الذين لم يأتوا، ينبغي اتخاذ إجراءات جدية".

 

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم