الخليج والعالم
باقري كنّي يجول على كبار القادة والمسؤولين العراقيين في بغداد وأربيل والسليمانية
أجرى وزير الخارجية الإيراني بالوكالة، علي باقري كني، على مدار يومين، سلسلة لقاءات مع رؤساء السلطات الثلاث في العراق وعدد من كبار الشخصيات السياسية في بغداد وأربيل والسليمانية.
وبعيد وصوله إلى بغداد، الخميس 13/6/2024، التقى باقري كني الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، وبحث معه سبل تعزيز العلاقات بين البلدين الجارين، وقدّم شكره باسم القيادة الإيرانية للرئيس رشيد على مشاركته في مراسم عزاء الرئيس الشهيد السيد إبراهيم رئيسي ورفاقه، مؤكدًا "حرص الجمهورية الإسلامية على توسيع آفاق التعاون البنّاء مع العراق في شتّى المجالات تحقيقًا لتطلعات الشعبين الصديقين في التقدم والازدهار وترسيخًا للأمن والاستقرار في المنطقة".
بدوره، عبّر رشيد خلال اللقاء الذي حضره وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين وعدد من كبار المسؤولين، عن "تعاطف الشعب العراقي ووقوفه إلى جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذا الظرف الصعب"، مشيّدًا بـ "دور الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي في تعزيز العلاقات بين البلدين"، ومعربًا عن تمنياته "بنجاح الانتخابات الرئاسية المرتقبة وتحقيق تطلّعات الشعب الإيراني في التقدم والازدهار".
وبحسب بيان صادر عن الرئاسة العراقية، أشار الرئيس العراقي، إلى "عمق العلاقات الثنائية بين البلدين، وضرورة العمل المشترك لتعزيزها، انطلاقًا من الروابط والمشتركات التاريخية والدينية بين الشعبين الجارين"، مؤكدًا "أهمية التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والسياحة والطاقة، إضافة إلى التنسيق والتشاور بشأن القضايا ذات الاهتمام المتبادل".
واستعرض رشيد "الاتفاق الأمني بين البلدين وانعكاساته الإيجابية في ترسيخ أمن الحدود والاستقرار في البلدين، وبما يخدم تعزيز الأمن المشترك، وحرص العراق على إقامة علاقات متوازنة مع دول الجوار والعالم وفقًا لرؤيته في تعزيز فرص السلام والاستقرار في المنطقة وبما يخدم المصالح الوطنية".
وشدد على دعم العراق لنيل الشعب الفلسطيني كامل حقوقه، مؤكدًا "ضرورة العمل على الوقف الفوري لإطلاق النار وحماية المدنيين، والحيلولة دون اتساع ساحة الحرب في المنطقة التي ستكون لها عواقب وخيمة في حال تمددها".
وخلال لقائه الوزير الإيراني، جدد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني "تعازيه بالحادث الأليم الذي أودى بحياة الرئيس الإيراني الراحل ووزير الخارجية ورفاقهما"، وأكد "مضيّ العراق في نهجه نحو تعزيز العلاقات مع الجمهورية الإسلامية، وتوطيد أسس التعاون البنّاء، بما يحقق مصالح البلدين الجارين وازدهار شعبيهما".
ووفق بيان للمكتب الإعلامي للسوداني، شهد اللقاء "بحث الأوضاع الإقليمية والدولية، وتطورات العدوان في غزّة ونتائجه المأساوية على المستوى الإنساني، والجرائم الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال يوميًا بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وضرورة السعي الجادّ من قبل المجتمع الدولي لإيقاف العدوان، وتجنّب اتساع الصراع في المنطقة".
كذلك جرى التأكيد، خلال اللقاء، على "مواصلة اللجان المشتركة عقد اجتماعاتها، والتنفيذ الفعلي لمذكرات التفاهم التي وقعها البلدان في قطاعات الطاقة والأمن والتعليم والنقل وباقي المجالات الاقتصادية الحيوية الأخرى".
في ذات الوقت، عبّر باقري كني عن "شكره للعراق في تضامنه مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية إزاء الحادث الأليم"، مشيدًا بدوره المحوري في المنطقة، وسعيه الدائم لتعزيز الاستقرار عبر تقريب وجهات النظر بين الدول، وأكد "دعم إيران لجهود العراق في تنفيذ مشروع طريق التنمية الاستراتيجي واستعدادها للمساهمة به".
إضافة إلى ذلك، التقى الوزير الإيراني رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق القاضي فائق زيدان، ورئيس الوزراء الأسبق وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، إضافة لعدد من الزعامات والشخصيات السياسية الممثلة لقوى الإطار التنسيقي، قبل أن يغادر بغداد صباح الجمعة متوجهًا إلى مدينة أربيل، ليلتقي كلًا من رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني، ورئيس إقليم كردستان نيجرفان البارزاني، ورئيس حكومة الإقليم مسرور البارزاني.
ومن المفترض أن يزور باقري كني مدينة السليمانية أيضًا، ويلتقي فيها الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني بافيل الطالباني، وشخصيات كردية من قوى سياسية مختلفة.
وتمثل مباحثات الوزير الإيراني في أربيل والسليمانية استمرارًا لمباحثاته في بغداد، فضلًا عن تجديد الشكر والتقدير للقيادات الكردية التي شاركت في تأبين الرئيس الإيراني الراحل ورفاقه، والتأكيد على أهمية بناء أفضل العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإقليم كردستان في إطار العراق الواحد الموحّد.
وكان باقري كني، الذي يُعد أحد أبرز كبار المسؤولين في الخارجية الإيرانية منذ عدة أعوام، ورئيس فريق التفاوض الإيراني بشأن البرنامج النووي الإيراني، قد تولى منصب وزير الخارجية بالوكالة بعد استشهاد الوزير السابق حسين أمير عبد اللهيان في حادث تحطم الطائرة التي كانت تقلّه مع الرئيس إبراهيم رئيسي وعدد من كبار المسؤولين، في محافظة أذربيجان الشرقية، في 20 أيار/مايو الماضي.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/11/2024