الخليج والعالم
"إعلان النصر" استراتيجية أميركية لإخراج النظام الصهيوني من حرب الاستنزاف
ركّزت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الخميس 05 حزيران/يونيو 2024 اهتماماتها على تطوّرات وتداعيات العدوان الصهيوني على غزّة ميدانيًا وسياسيًا إلى جانب اهتمامها بالترشح للانتخابات الرئاسية والصفات الضرورية التي لا بد منها في الرئيس القادم.
"تل أبيب" وإعلان الانتصار
كتبت صحيفة " قدس" تقول: "إن رئيس الولايات المتحدة، الذي سبق وأن حذر قادة "تل أبيب"، من تكرار خطأ الولايات المتحدة في الحرب غير المخطّط لها والطويلة الأمد في العراق وأفغانستان، والتي يمكن أن تجرهم إلى المستنقع في غزّة، بهدف إنقاذ الحليف المفلس، فبدأ حربًا ميدانية وسياسية وطلب من النظام الصهيوني قبول وقف إطلاق النار الذي اقترحه وإعلان النصر.
وكشف جو بايدن، الجمعة، عن خطته لوقف إطلاق النار في حرب غزّة، والتي تتضمن ثلاث مراحل: أولًا: "وقف كامل لتبادل إطلاق النار، ثانيًا: انسحاب القوات "الإسرائيلية" من جميع المناطق السكنية في قطاع غزّة، وثالثًا: إطلاق سراح عدد من الأسرى، مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين" ورغم اعتراف السلطات في "تل أبيب" بالفشل في تحقيق هدفها الأولي المعلن، وهو تدمير المؤسسة العسكرية وحكم حماس في غزّة، إلّا أن بايدن قال في تصريح حديث له إن "إسرائيل" حققت الآن هدفها! وإن حماس غير قادرة على تنفيذ هجوم مماثل لما حدث في 7 أكتوبر في هذا الوضع، وكان هذا أحد الأهداف الرئيسية لـ"إسرائيل" في هذه الحرب، وهو ادعاء كرّره جون كيربي، مستشار الأمن القوميّ في البيت الأبيض، وعليه فمن الواضح أن الاستراتيجية الأميركية الحالية لإخراج النظام "الإسرائيلي" من حرب الاستنزاف المستمرة منذ أكثر من ثمانية أشهر هي "إعلان النصر" والانسحاب من غزّة".
وأكد رئيس وزراء الكيان الصهيوني، الذي يتعرض الآن لضغوط من مؤيدي الحرب ومعارضيها، أن الحرب لن تتوقف إلا بعد تحقيق جميع أهدافها، وقال بنيامين نتنياهو: "يمكننا وقف الحرب لمدة 42 يومًا بهدف إعادة الرهائن؛ لكن لا يمكننا إنهاء الحرب، الإيرانيون وجميع أعدائنا يراقبوننا ويريدون معرفة ما إذا كنا سنستسلم أم لا"، ويأتي موقف نتنياهو الغامض في وقت تتزايد فيه المعارضة لاستمرار الحرب في أوساط النظام الداخلية وقد تجمع أمس مئات "الإسرائيليين" أمام مبنى وزارة الحرب التابعة لهذا النظام وطالبوا بوقف إطلاق النار بعد الإعلان عن مقتل أربعة أسرى آخرين في غزّة".
صفات الحكومة العادلة
وكتب محمد مهدي إسماعيلي وزير الثقافة والإرشاد في الجمهورية الإسلامية، في صحيفة "إيران": "الكلمات الثورية التي قالها قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام الخامنئي عن الشهيد الرئيس في مراسم ذكرى وفاة الإمام الخميني (رض) أشعلت نارًا جديدة في القلوب...الرئيس الشهيد بنى "حكومة الشعب" التي لم تكن حصرية وسلبية، ولا غير منضبطة، بل وضعت الحكومة في مكانها التاريخي الصحيح، إن القيام بهذا العمل الشاق كان ثمرة تجربة الشهيد رئيسي في سنوات خدمته الطويلة، والتي لن يسمح الوطن بأن تبقى غير مكتملة، ومع ذلك شهد الشعب الإيراني أن رئيس حكومة الشعب ضحى بحياته من أجل الأهداف السامية للثورة والنظام"
وتابع: "إن التخفيف من حدة الفقر من قبل الحكومة العادلة كان التزامًا من السيد رئيسي في حكومة الشعب تجاه المحرومين والمظلومين، وفي الوقت نفسه حافظ على التوازن في جميع القرارات الاقتصادية والسياسية، بالنسبة له، كان الالتزام تجاه المحرومين شرطا لـ "الحكم العادل" وتحقيق "الحكومة العادلة"، وقد تعلم ذلك من مؤسس الثورة الإسلامية، ومن ناحية أخرى، كان الشهيد رئيسي، بحكم معرفته الغنية في مجال الشريعة الإسلامية والعدالة، يعلم أنه إذا لم تكن الحكومة عادلة، فلن يتعامل الناس مع بعضهم البعض بالعدل، لذلك يجب تطبيق العدالة وتنفيذها من البداية في أعلى مستوى حتّى تتوسع في المجتمع، وفي هذا الصدد، فإن الحكومة العادلة هي الضامن لمكافحة الفساد وإزالة التمييز والقضاء على عدم المساواة".
الحكومة الجديدة والنظام العالمي الجديد والذكاء الاصطناعي
من جهتها كتبت صحيفة "جام جم": "في السنوات الأخيرة، سمعنا مرات عديدة عن مستقبل النظام العالمي، وأدلى قائد الثورة الإسلامية بالعديد من التصريحات حول نقطة التحول التاريخية، وعصر التحول العالمي، والنظام المتغير، لا شك أن هذا النظام يتغير ونحن في مرحلة انتقالية لتغير النظام العالمي، ولكن ما ستكون مواصفات هذا النظام وإحداثياته، هو موضوع طويل يحتاج إلى مناقشة في كتابات وخطب أخرى، بالطبع، بشكل عام، يمكننا أن نقول النظام العالمي المستقبلي، على الرغم من أهمية الجغرافيا السياسية، إلا أنها ستتأثر بالتكنولوجيا، أو بشكل أدق، بالنظام القائم على التكنولوجيا، وأي دولة لا تستطيع الحصول على التقنيات اللازمة في هذا النظام لن يكون لها أي دور في المستقبل، بل ستكون أيضًا دولة ضعيفة للغاية، ومن الناحية المتخصصة، دولة تابعة، وذلك بدراسة بعض مؤشرات نمو العلوم والتكنولوجيا في العالم وحتّى في دول المنطقة يظهر أن مؤشر الاهتمام بالذكاء الاصطناعي يبرز أكثر من معظم القضايا العلمية والتكنولوجية...وبطبيعة الحال، مع توسع الانترنت والشبكات الاجتماعية العالمية، تحولت القوّة من المعلومات إلى الاتّصالات، وقد قدم الجمع بينهما في سياق الذكاء الاصطناعي نموذجًا جديدًا، بحيث يمكن استخدامه جنبًا إلى جنب مع بعض التغييرات الأخرى مثل إنشاء وزارة التقنيات الجديدة، ووزارة الذكاء الاصطناعي... وقد ظهر تأثير هذا التغيير في مختلف مكونات الحكم، من الدبلوماسية إلى الاقتصاد والرياضة وحتّى البيئة؛ ولا سيما في مجال التجارة العالمية، من الصفقات الصغيرة والفردية إلى الصفقات الكبيرة والتحويلات المالية، ومن ناحية أخرى، فإن تحليل المعلومات وذكاء جميع أنواع خدمات المعلومات هي خدمة مهمّة وجديدة كانت تقوم بها أجهزة المخابرات السرية وذلك بفضل التقدم العلمي والتكنولوجي في جميع المجالات ويمكن استخدامه من مستوى الشركات والحيازات إلى مستوى المنظمات غير الربحية والمنظمات غير الحكومية، والسمة الرئيسية لهذا التطور هي زيادة القدرة على التنبؤ وتوفير توقعات تتجاوز التخمينات غير العلمية وغير المتخصصة".
وختمت صحيفة "جام جم": "إهمال هذه الأحداث العلمية والتكنولوجية التي يشهدها العالم وفهم القرن الحادي والعشرين ومكونات الحكم الجديدة هي انتكاسة لا يمكن إصلاحها بسهولة، وهذه نقطة مهمّة للغاية يجب على الحكومة الرابعة عشرة أن توليها اهتمامًا جديًا كصانعة سياسات".