ابناؤك الاشداء

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: العدو في مأزق جديد
27/05/2024

الصحف الإيرانية: العدو في مأزق جديد

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين 27 أيار 2024 بالتطورات الميدانية في قطاع غزة، وخاصة بعد إعلان أبي عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام أسر وقتل جنود صهاينة. كما اهتمت الصحف الإيرانية أيضًا برصد التطورات الجيوسياسية الحاصلة في البحر الأحمر، بسبب الحصار الخانق الذي فرضته حركة أنصار الله، وأثره على القوى الأميركية في المنطقة.

"إسرائيل" في مأزق جديد

وبهذا الصدد، كتبت صحيفة "وطن أمروز" أن المتحدث باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) أبا عبيدة، أعلن مساء السبت الماضي، عن مقتل عدد من جنود الاحتلال في كمين في جباليا شمال قطاع غزة، فيما اعتقلت قوات المقاومة الفلسطينية عددًا منهم. وقد نفى الجيش الصهيوني هذا الخبر على الفور، لكن حماس، ردًا على هذا النفي، نشرت صورًا قصيرة لأحد هؤلاء الجنود وهو يتم جره إلى أحد أنفاق غزة، وليس واضحًا ما إذا كان ميتًا أو حيًا. وأثار نشر هذا الخبر وعرض الفيلم المذكور لاحقًا موجة من القلق لدى سلطات الاحتلال ومستوطني الأراضي المحتلة، وتسبب في مزيد من الاحتجاجات حول أداء حكومة بنيامين نتنياهو وفشل الجيش الإسرائيلي في غزة.

وقالت الصحيفة إن الكيان الصهيوني الذي لم يتمكن بعد من التعافي من العبء الثقيل المتمثل في الإخفاقات الاستخباراتية والأمنية التي مُني بها عقب هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر (والتي أسفرت عن مقتل 1500 صهيوني وأسر العشرات غيرهم)، يتعين عليه الآن أن يتعامل مع مشكلة أمنية كبيرة أخرى، ومن أهم الأهداف التي أعلنها قادة ومسؤولو النظام الصهيوني للهجوم البري على غزة، هو إطلاق سراح أسراهم من أيدي حركة حماس، ولكنه بدلاً من إطلاق سراح أسراه، تكبّد هزيمة نكراء أمام المقاومة الفلسطينية وحماس، حيث خسر عددًا من قواته، كما تم أسر عدد آخر، مما قد يساهم ليس فقط في طريقة إنهاء الحرب التي ينبغي أن تكون فعالة، بل أيضًا في إجبار "إسرائيل" على تقديم العديد من التنازلات لحماس في أيام ما بعد الحرب. 

وأضافت: "بالإضافة إلى ذلك، لا تزال حكومة نتنياهو تتعرض لضغوط شديدة من عائلات الأسرى، في حين تتزايد تجمعاتهم الاحتجاجية في "تل أبيب" يومًا بعد يوم، وعليها الآن أن تعد نفسها لتحدٍ خطير، وقد تكون في بعض النواحي أصعب من ذي قبل".

وتابعت: "لم يتضح بعد إلى أي وحدة عسكرية ينتمي الأشخاص الذين تعرضوا للكمين في جباليا، لكن مهما كان الأمر، فإن حماس الآن لديها عدة أوراق رابحة فعّالة، وهذه الأوراق الرابحة تجعل حماس أكثر انفتاحًا على الضغط على النظام الصهيوني لإنهاء الحرب بسرعة أكبر".

الطلقة الأخيرة

من جانبها، قالت صحيفة "جام جم": "234 يومًا مرّت على بداية الحرب على غزة، وقد وصل عدد الشهداء إلى 36 ألف شهيد، إلا أن الكيان الصهيوني، خلافًا لتأكيداته المتكررة، لم يجرؤ حتى الآن على شن هجوم شامل على رفح، وهذا النهج يظهر ضعفه وعجزه".

وقالت: "في هذه الأثناء، ومن أجل تحليل أفضل للوضع في غزة، لا بد من الإشارة إلى قضيتين، إن اكتساب الجماعات الفلسطينية للشرعية هي إحدى هذه الحالات التي تتحدث عن معارضة العالم للإستراتيجية الصهيونية لتهويد كل فلسطين، وفي الواقع، عندما تعترف ثلاث دول أوروبية أيضًا بفلسطين، يمكن القول إن الإسرائيليين وصلوا إلى طريق مسدود في متابعة إستراتيجيتهم".

وتابعت: "المسألة الأخرى التي ينبغي أخذها في الاعتبار هي أن محكمة لاهاي شددت على وقف الحرب في غزة وهناك احتمال أن يتم الاعتراف بقادة الكيان الصهيوني كمجرمين دوليين، وفي الوقت نفسه، لقد تم التشكيك في الشرعية الزائفة للصهيونية أكثر مما كان عليه في الماضي، وبعبارة أخرى، فإن أعلى نزع للشرعية عن "إسرائيل" هو أن تعترف محكمة لاهاي بقادة النظام الصهيوني كمجرمين دوليين، وفي الوقت نفسه، يبدو أن الأميركيين لا يستطيعون منع حدوث ذلك بتهديداتهم".

وختمت: "لذلك هناك قضيتان أخطر من أي وقت مضى في غزة هذه الأيام؛ الأولى هي زيادة الدعم الشامل للشعب الفلسطيني الذي يحاول استعادة حقوقه، والأخرى هي أن شرعية "إسرائيل" أصبحت موضع شك وأن هذا البلد قد وصل إلى طريق مسدود في التقدم وتحقيق أهدافه الإستراتيجية".

المنافسة الجيوسياسية بين الشرق والغرب في البحر الأحمر

بدورها، قالت صحيفة "إيران": "يعد البحر الأحمر أحد أكثر الممرات البحرية ازدحامًا في العالم وخط اتصال بحري أساسي وحيوي للحفاظ على الاستقرار السياسي والاقتصادي للعديد من البلدان، ولذلك فإن لهذه المنطقة الواقعة بين قارتي آسيا وأفريقيا أهمية إستراتيجية كبيرة". 

وأردفت: "من ناحية أخرى، في ما يتعلق بالطاقة، فإن قناة السويس وخط الأنابيب ومضيق باب المندب هي الطرق الرئيسية لتصدير النفط والغاز الطبيعي من الخليج العربي إلى أوروبا وأميركا الشمالية، وقد أصبح البحر الأحمر في غاية الأهمية مع الهجمات والعمليات الناجحة التي قامت بها جماعة المقاومة اليمنية ضد السفن المتجهة إلى الأراضي المحتلة والسفن الحربية الأميركية والبريطانية، في حين تغيرت نظرة العالم إلى هذه المنطقة الإستراتيجية". 

وتابعت: "إذا كانت عمليات الجيش اليمني قد وجهت ضربات اقتصادية وأمنية مهمة لجسم النظام الصهيوني، وهي الآن تعتبر تهديدًا رئيسيًا لتبادل البضائع والتجارة البحرية للصهاينة، بحيث تسببت حتى الآن في تعطيلها، هذا على الرغم من أن اليمن أعلن مرارًا وتكرارًا أنه يستهدف فقط السفن المتجهة إلى "إسرائيل"، فإن الولايات المتحدة حاولت جعل هذه المنطقة غير آمنة لجميع السفن المارة من خلال إثارة الجدل حول هجمات الجيش اليمني، في محاولة فاشلة"، لتأليب الرأي العام العالمي على اليمن.

وأردفت: "في ما يتعلق بإمدادات الطاقة، فبعد قطع إمدادات الغاز الروسي عن أوروبا، يواجه الغرب حاليًا أزمة طاقة غير مسبوقة، ولذلك، ومع تزايد الضغوط الجيوسياسية، فإن أهمية هذه المنطقة سوف تزداد أكثر، وفي كل الأحوال، فإن أهمية هذا الاختناق الاقتصادي من جهة وفتح ثغراته الأمنية من جهة أخرى، حولّا هذه المنطقة إلى ساحة للتنافس الجيوسياسي بين الشرق والغرب على توسيع النفوذ".

وأكدت أنه: "بالإضافة إلى الضغوط التي تمارسها الدولة اليمنية على أميركا وحلفائها في هذه المنطقة، فإن دخول روسيا في حملة المنافسة مع الغرب في منطقة البحر الأحمر يمكن أن يخلق صراعًا جديدًا بين روسيا وأميركا اللتين تتقاتلان الآن في المنطقة، وكان رد فعل دول عديدة، وخاصة بكين، على الهجمات البحرية التي شنتها حركة أنصار الله، هو الصمت النسبي، إذ أدانت الصين منذ ذلك الحين الضربات الجوية الأميركية والبريطانية ضد القدرات العسكرية لأنصار الله في اليمن، ورفضت الانضمام إلى التحالف البحري الذي يقوده الغرب، ولذلك، وفي خضم التوترات في البحر الأحمر بين القوات الأميركية والبريطانية وأنصار الله في اليمن، فإن وجود وتجمع المنافسين لأميركا يمكن أن يؤدي إلى إضعاف موقفها في هذه المنطقة والحد من نشاطاتها".

وختمت: "بشكل عام، فإن تركز اللاعبين الإقليميين والعالميين في هذه المنطقة جعل البحر الأحمر يتحول إلى ساحة للتنافس بين الشرق والغرب، وفي هذه الأثناء فإن النظام الأميركي القائم فيه سيواجه تحديًا أساسيًا، لأن أميركا نفسها تتعرض لضغوط مزدوجة في جبهة المقاومة، كما أن إعادة تعريف مواجهة جديدة مع قوى جديدة يشكل مخاطر جسيمة على العلاقات الأميركية وشركائها في المنطقة".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم