الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: تسونامي عالمي ضد "تل أبيب"
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة الأحد 26 أيار/مايو 2024 بالعزلة الدولية التي تتعرض لها "تل أبيب" وخاصة بعد قرار محكمة العدل الدولية واعتراف بعض الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية، كما اهتمّت بالرد على بعض المروّجين إعلاميًا لفكرة أن حكومة الشهيد السيد إبراهيم رئيسي كانت هي الداعمة لفلسطين ومع ذهابها سيقل الدعم، واعتبرت أن هذا من صنع الخيال والوهم، واهتمت ببيان البعد الملحمي في تشييع الشهيد رئيسي وأهميته.
تسونامي عالمي ضد "تل أبيب"
كتبت صحيفة " قدس": "مساء يوم الجمعة، أمرت محكمة العدل الدولية، في قرار مهم وتاريخي، النظام الصهيوني بالوقف الفوري لعملياته العسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وصدر هذا الحكم من محكمة لاهاي، بينما أصدر الادعاء العام في المحكمة الجنائية الدولية قبل أيام أيضًا طلبًا لاعتقال بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت، رئيس الوزراء ووزير الحرب في النظام الصهيوني؛ وهو الطلب الذي حظي بدعم بعض حلفاء "إسرائيل" الأوروبيين القدامى والتقليديين، بما في ذلك ألمانيا وفرنسا".
وأضافت: "صحيح أن الحكم الأخير لمحكمة العدل الدولية ضد النظام الصهيوني ملزمًا، وأن مجلس الأمن الدولي وحده هو الذي يمكنه إصدار قرار ملزم لمعاقبة هذا النظام الذي قررت الولايات المتحدة، الحليف الأكبر للكيان الصهيوني، استخدام حق النقض ضده، لكنه في الوقت نفسه يعتبر صدور هذا الحكم ذروة العزلة التاريخية لـ "إسرائيل"... فبعد عملية طوفان الأقصى، عندما أظهرت جبهة المقاومة وجهًا جديدًا لقوتها، حاول النظام الصهيوني في البداية تصوير نفسه على أنه الضحية أمام العالم وتحديد أفعاله الوحشية في إطار الانتقام لدماء "مواطنيه"، لكنه في الواقع ارتكب الجرائم وقتل الأبرياء في الأماكن العامة مثل المستشفيات والمساجد والمدارس مما أدى إلى تحريك الرأي العام في العالم ضده وممارسة ضغوط شديدة عليه".
وقال المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الإيرانية (رامين مهمان برست) لصحيفة "قدس"، في إشارة إلى حكم محكمة العدل الدولية في لاهاي بشأن الوقف الفوري للهجوم "الإسرائيلي" على رفح: "جعلت هذه الأحداث أوضاع "إسرائيل" وداعميها الأميركيين والأوروبيين صعبة للغاية، وفي التوازن الإقليمي لصالح جبهة المقاومة والدولة الفلسطينية، وإن هذه العزلة الدولية الشديدة لـ "تل أبيب" هي نتيجة دماء الشهداء الفلسطينيين الذين أظهروا وجه النظام الصهيوني للجميع بوضوح، وقلبوا مساعي الدول الغربية والأميركيين في تبرير وجه هذا النظام، واليوم أصبحت الحقائق كاملة وواضحة أمام أعين شعوب العالم".
من الحداد إلى الملحمة
كتبت صحيفة " وطن أمروز": "ما رأيناه في الأيام القليلة الماضية من مراسم تشييع لرئيس بلادنا الشهيد ورفاقه فاجأ الكثير من علماء الاجتماع، لقد طرح هذا الحجم من التعبير عن النفوذ والمشاركة النشطة للشعب الإيراني سؤالًا عميقًا أمام المحللين لتفسير المجتمع الإيراني. عادة، تكون جنازة السياسي في جميع أنحاء العالم مصحوبة بسلسلة من الاحتفالات الرسمية، وعرض لبعض الجنود، وهذا كل شيء، وفي هذه الاحتفالات، يكون الناس أقل انخراطًا وتأثرًا بها، ورغم ذلك فإن هذه الجنازة أقيمت في بلادنا بطابع مختلف تمامًا، لقد شارك شعب بلدنا بفعالية في هذا الحزن، وبطريقة تجدّدت فيها "الهوية الإيرانية" بجذورها وأسسها".
وأضافت: "لفهم جذور وأسباب هذه الحادثة يمكن أن نشير إلى أمرين؛ الأمر الأول هو الخصائص الفردية للشهيد رئيسي... بطبيعة الحال، لعبت شخصية الرئيس الشعبية والمتعاطفة والمجتهدة دورًا جديًّا في إثارة مشاعر الناس. لكن السؤال هو أننا إذا تجاهلنا هذا المكوّن، فهل يمكن أن نجد سببًا آخر داخل الرجل الإيراني نفسه؟، بمعنى آخر، أليس لدى المجتمع الإيراني خصائص تجعل الحداد سريعًا يتحوّل إلى ملحمة، ومثل هذه الأحداث، التي تقتضي في حد ذاتها التوتر والانقسام، تؤدي إلى خلق التضامن؟، لقد رأينا هذه الحادثة في جنازات أخرى مثل جنازات الإمام الخميني (رض) والشهيد سليماني، لذا فإن السؤال الرئيسي هو: ماذا يحدث في البعد الاجتماعي للشعب الإيراني بحيث يتحول الحداد بسرعة إلى ملحمة؟".
ردًا على ذلك، يجب علينا أولًا تحليل البعد الاجتماعي للشعب الإيراني. تتشكل النواة الصلبة للبعد الاجتماعي للمجتمع من خلال معتقدات ذلك المجتمع، والمعتقدات هي العلاقة الوجودية التي يقيمها المجتمع مع أصل يتجاوز نفسه، يتمتع الإنسان الإيراني بعلاقة غير قابلة لـ "الكسر" مع العالم الغيبي، وهذا الأمر يعطي معنى وروحانية لحياته. السياسة في مثل هذا العالم ليست ساحة للصراع على السلطة، لكنها ستكون مثل دينك، عندما ترتبط خطة الرجل الإيراني السياسية، كغيرها من جوانب وجوده، بالمعنى والروحانية، يجد السياسي أيضًا إمكانية التواصل مع الأعماق في هذا المجتمع. وفي هذا الإطار، يمكن طرح سؤال آخر: لماذا يثير موت سياسي مثل هذه المشاعر لدى الشعب الإيراني؟، إن السياسة في ظل البعد الاجتماعي الإيراني لها روح، فهي مليئة بالمشاعر، على عكس السياسة في ظل العالم الاجتماعي الحديث، الذي هو "عنيف وبلا روح"، لذلك لا يقيم الناس في مثل هذا الجو علاقة وجودية عاطفية مع سياسي، ولهذا السبب، تصبح وفاة السياسي مسرحًا لتنفيذ سلسلة من البروتوكولات اللاروحية من قبل أولئك الذين يتقاضون رسومًا قانونية مقابل ذلك.
وفي النهاية، تجدر الإشارة إلى أن هذه الأحداث تفتح المجال أمامنا لتحليل معنى السياسة والمجتمع الإيراني مرة أخرى، ويجب إعادة تعريف السياسة والمجتمع في ضوء هذه الشرارات التي تظهر بين الحين والآخر في بلادنا".
المقاومة مستمرة
كتبت صحيفة " إيران": "جبهة المقاومة التي دخلت بعد طوفان الأقصى ميدان المواجهة مع الصهاينة واستطاعت أن تغيّر ميزان القوى أمام الجبهة العبرية الغربية لصالحها، الآن بعد استشهاد الرئيس الإيراني ورفاقه، ستعمل أيضًا على تحسين عنصر قوتها من خلال الاعتماد على تكامل وتضافر قوتها. ورغم بعض التحليلات المتحيزة في الغرب الذي يحاول جعل استشهاد الرئيس الإيراني نقطة تغيير في نموذج المقاومة ورسم رؤية مغايرة بمحتوى إعلامي مبني على الخيال... ورغم أن السياسة الخارجية للحكومة الثالثة عشرة أكدت على مبدأ دعم قضية فلسطين وتطوير جبهة المقاومة، وبذلت جهودًا كبيرة في تحديث المقاومة في غرب آسيا، إلا أن قضية المقاومة أعمق بكثير، وأكثر تجذّرًا. ووفقًا لما تشهده المنطقة من أحداث ومجريات مثل الاستبداد وتزايد تدخلات القوى العظمى وانتهاك الاستقلال الوطني الذي حدث مع وجود الحكومات الاستعمارية، فقد اجتمع أيضًا الشعب في إطار الإسلام لمواجهته هذا الظلم. لا شك أن المقاومة هي رد الفعل الطبيعي لكل كائن حي ضد التهديدات، وللإنسان ميزة أنه قادر على المقاومة والحفاظ على وجوده في مواجهة التهديدات التي هي أكبر بكثير من قوته، وفوق كل شيء، الإنسان المؤمن بالثورة، وبمقاومته يتلقّى أيضًا المعونة الإلهية ويجعل المستحيل ممكنًا.