الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: شهادة السيد رئيسي أحيت أمة إيران من جديد
سلطت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 25 أيار/مايو 2024 الضوء على استشهاد الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي ورفاقه، مشيرة إلى "الأبعاد المختلفة لفترة حكمه ومميزاته الشخصية وآثار تشييعه على الشعب الإيراني".. كما اهتمت الصحف أيضًا بقرار محكمة العدل الدولية في لاهاي تجاه الكيان الصهيوني.
الجمهورية الإسلامية الإنسانية
ولفت الخبير في مجال الحكم والعدالة الشيخ محسن قنبريان في مقابلة مع صحيفة "وطن أمروز" إلى "أبعاد التشييع المهيب الذي أظهر عاطفة الشعب ومحبة للسيد الشهيد رئيسي"، وقال إن "العلاقة بين رجل الدولة والشعب في البنية الجديدة التي أنشأتها الثورة الإسلامية تختلف عن النماذج الشائعة في العالم الحديث، فهي علاقة إنسانية منذ البداية وليست علاقة ميكانيكية أو لمجرد التنظيم ونحوه... والآن، لكي نكون منصفين، لم يكن لدينا دائمًا هذا النوع من رجال الدولة بكثرة في تجاربنا الماضية، وإن توفر في بعض الأحيان من الشهيد رجائي إلى بعض المسؤولين السابقين والآن السيد رئيسي".
وأضاف أن "المهم في هذه البيئة هو عدم اختزال الأمر في السيد رئيسي شخصيًا أو حتى اختزال الأمر في الخصائص الأخلاقية للشعب الإيراني، كما يختزله البعض أيضًا في البعد العاطفي للشعب الإيراني، بل يعود الأمر إلى البناء القانوني الذي يمثل نقطة المواجهة الحضارية مع البناء الحضاري لمنافسنا، وهو عالم الديمقراطية الليبرالية، خصوصًا أن العلاقة بين الشعب والحكومة هي علاقة بين شريكين اقتصاديين، أي أن الحكومة تريد حماية مصالحها الوطنية وتأمين الهوية الوطنية، كما يريد الشعب منعها من التعدي على خصوصيته مثل القوتين اللتين ترغبان في تطوير العمل معًا في الديالكتيك".
وتابع الشيخ قنبريان: "لكن في هذا البناء الذي نتحدث عنه، إلى جانب الجدلية المشتركة، هناك أيضًا نوع من الاقتران والتعاون، إذ كان للإمام الخميني (رض) تفسيرًا لحكومة الشهيد رجائي، والذي أعتقد أنه لا ينبغي لنا أن نتخلى عنه أبدًا - وهو ما استطاع السيد رئيسي أن يكون مظهرًا له، فقال الإمام: "لقد وصلنا اليوم إلى نقطة أصبحت فيها الحكومة هي الأمة والأمة هي الحكومة"، هذا هو بناء حقوق جديدة يمكننا التعامل معها من الناحية الحضارية".
وذكر أن "في هذا البناء، لا يتم ربط الجمهورية والإسلاموية معًا ليكونا شيئين مختلفين، لكنهما تشكلا في اتحاد وتشكل من اتحادهما شيء جديد... وإذا قمنا بتحليل هذه المسألة في تلك البنية، فإن هناك خاصية يمكن أن يأتي شخص من أسفل المجتمع ويجلس على أعلى نقطة في الحكومة؛ وهو أمر لا يحدث على الإطلاق في أنظمة الديمقراطية الليبرالية، أي أنه من المستحيل في النظام الديمقراطي الليبرالي أن ينهض شخص ريفي أو مهمش ويصل للحكم".
وقال الشيخ قنبريان: "نعم! في نظامنا فإن السيد رئيسي وبعض الرؤساء السابقين كانوا كذلك، فقد كانوا خارج دائرة السلطة، لكن الأرضية لدخولهم متوافرة ويمكنهم أن يصعدوا، ولأن هذا البناء مندرج فيه من نوع "التواجد مع الناس" ويعتبر بمثابة روحه، حتى إن وضعه المثالي هو أنه ليس لديه طبقات اجتماعية... هذه مسألة بقدر ما نحن متحمسون لها ونشيد بها، فإننا أيضًا قلقون بشأنها وعلينا أن نكون حذرين للغاية حتى لا يتم أخذ هذه العناصر الأساسية من هذا النظام".
هزائم "إسرائيل" في الميدان والمحاكم
وتحدثت صحيفة "جام جم" غن إصدار محكمة العدل الدولية في لاهاي حكما يتعلق بطلب جنوب أفريقيا ضد الكيان الصهيوني، مؤكدة أن ""على الكيان أن يوقف الهجوم على رفح، خصوصًا بعد أن قرار المحكمة، التي تعتبر الركيزة القضائية الأساسية للأمم المتحدة، بضرورة وقف إسرائيل عملياتها العسكرية في رفح".
وأشارت الصحيفة إلى أنه "بموجب حكم هذه المحكمة، يتعين على الكيان أيضًا تقديم تقارير بشأن الإجراءات المتخذة لتنفيذ الأوامر الصادرة"، لافتة إلى أن وسائل إعلام معادية ذكرت أن البيت الأبيض لم يعد يعارض الغزو الضخم لرفح أو على الأقل خفض معارضته لهذا الغزو، وفي الاجتماعات التي عقدها جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي في الأراضي المحتلة، تمت مناقشة خطط "إسرائيل" للتفاعل مع المدنيين أثناء الغزو العسكري الضخم لرفح وبذلت الجهود لتقديم هذه الخطط بطريقة أو بأخرى بحيث يتم تضمين الرأي الأمريكي أيضًا في هذا المجال".
وأضافت: "ما تقدم يظهر الفشل المتزامن لأمريكا والصهاينة في مجال الحرب والمجال القانوني (محكمة لاهاي)، كما ينبغي إضافة الفشل أمام الرأي العام العالمي إلى هذه القائمة، وفي مثل هذا الوضع فإن مرور الزمن ليس لصالح واشنطن و"تل أبيب" فقط، بل سنشهد اشتداد الأزمات الحالية ضدهما بمختلف أبعادها، لقد وصل الأمر إلى نقطة فقد الصهاينة حتى من الحلفاء الأوروبيون قدرتهم على المساومة في الحماية الوقحة لهذا الكيان البشع الذي يقتل الأطفال، كما اعترفت وسائل الإعلام الصهيونية بهذه العزلة والفشل غير المسبوق، وأعربت عن قلقها وخوفها من الأحداث المقبلة".
كيف أعاد التشييع بناء الأمة؟
وأشارت صحيفة قدس إلى أن "الأمة" تتمتع بروح تاريخية مشتركة وإرادة جماعية مستقرة تتجلى في اللحظات الخاصة والحرجة، الملايين التي شهدناها في هذه الأيام القليلة في تشييع الشهيد رئيسي، هل كانت حشدًا غفيرًا فقط أم مظهرًا لأمة تاريخية؟.. من أهم الخصائص الثقافية والاجتماعية لتاريخ إيران وجود التجمعات التي شكلها الإيرانيون في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ومع انتشار فكر الحداثة والاستعمار الأجنبي في القرنين الأخيرين لإيران، لم تختف هذه الخاصية بسبب ارتباطها بالنواة الصلبة للثقافة الإيرانية، بل أعادت إنتاج نفسها أيضًا بأشكال جديدة"، ولفتت إلى أن "من بين تجلياته انتشار الوفود الدينية والأشكال الجديدة للمشاركة، بما في ذلك صناديق القروض السكنية، والجمعيات الخيرية، والتعبئة العامة لمساعدة المواطنين، إذ ترتكز هذه التجمعات على الذاكرة الجماعية حتى عندما تتشكل في المجالات الاقتصادية والإعاشية والطبية، وفي لحظات معينة تتجمع هذه الأبنية معًا كقطرات متناثرة لتشكل بحرًا، وكان مثالها حدوث الثورة الإسلامية سلميًا مقارنة بثورات القرن العشرين الأخرى، فضلاً عن نطاقها الوطني، من سوق طهران إلى القرى النائية في البلاد... ماذا رأت هذه القطرات في رئيسي حتى أصبحت البحر مرة أخرى؟".
وقالت: "بينما يكون العام الأخير دائما حاسما بالنسبة للرؤساء، قال الشهيد رئيسي للوزراء في الاجتماع الأخير للوزراء والوفد الحكومي بعد خروج الصحافيين: "لا تؤجلوا الخطط والبرامج الأساسية إلى العام الأخير للحكومة خوفًا من خسارة صوتي في الانتخابات المقبلة"، إن هذا الالتزام والتجاهل للنفعية السياسية العابرة يظهر الثقة والإيمان والصدق والنقاء والبساطة، وهي السبب لأن شهادته أحيت الأمة من جديد".