الخليج والعالم
الميدان الفلسطيني محور اهتمامات الصحف الإيرانية
اهتمّت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 19 أيار 2024 بالتطورات الحاصلة على الساحة الفلسطينية.
كما اهتمّت ببيان أبعاد الجهود التي تقوم بها الجمهورية الإسلامية لأجل وقف العدوان في غزة مقابل ما تقوم به جامعة الدول العربية التي تقتصر على بيانات لا أثر لها.
وأيضًا اهتمّت الصحف ببيان النفاق الأميركي مجددًا مع تصاعد أوهام الصراع بين بايدن ونتنياهو.
فخر المقاومة وبيانات القمم العربية
بداية مع صحيفة "جام جم" التي كتبت: "آخر التطورات التي يمكن طرحها في المنطقة الجغرافية لفلسطين وغزة هي استمرار جرائم النظام الصهيوني في رفح، وتشديد الحصار على الشعب الفلسطيني المظلوم في هذه المنطقة، وترحيل ما يقرب من 600 ألف نسمة من رفح إلى المناطق الأخرى، فضلاً عن تقاعس الدول الإسلامية عن إجراءات نظام الاحتلال الصهيوني الإجرامي.
وفي الوقت نفسه، أصدرت الجامعة العربية أيضا بيانا في هذا الصدد، حيث أدان كافة الأعضاء المؤثرين في العالم العربي جرائم النظام الصهيوني، وحاولوا مع نشر هذا البيان تثبيت وقف فوري لإطلاق النار ومنع استمرار جرائم الاحتلال الغاصب في رفح، كما تم طرح أن مسألة ترحيل أهالي غزة من رفح غير قانوني".
وأضافت: "يجب القول أن أياً من البيانات الصادرة التي تم ذكرها لم تكن جديدة، وللأسف، على الرغم من توقعات الرأي العام العالمي والتحركات التي تمت بما يتماشى مع دعم شعب غزة والقضية الفلسطينية في مختلف أنحاء العالم وخاصة في المراكز التعليمية ويمكن رؤيته في الجامعات في جميع أنحاء العالم ومن المؤكد أن هذا البيان، مثل البيان السابق، لا يمكن أن يكون فعالا في منع هذه الجرائم. لكن ما ينبغي أن يقال عن المقاومة الفلسطينية هو أن الضربات القوية التي تتلقاها قوات النظام الصهيوني المعتدي مستمرة على مختلف الجبهات، من جهة أخرى، تطلق قوات المقاومة الصواريخ على مختلف النقاط الصناعية والعسكرية التابعة للكيان الصهيوني إضافة إلى أن الطرف اللبناني يستخدم طائرات مسيرة قادرة على إطلاق صواريخ قريبة المدى، وهي شديدة التدمير، ولذلك، في الختام، لا بد من القول إن ما كان متوقعا هو جرائم بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء نظام الاحتلال الإسرائيلي، والدعم الشامل من الولايات المتحدة والغرب لتصرفات النظام الصهيوني، التي ولا يزال مستمراً، هو أمر لافت للنظر في مواجهة مقاومة أهل غزة ودعمهم الكامل للمجاهدين الفلسطينيين، وهو أمر مثير للإعجاب".
إسمع ولا تفعل حرب كلمات
بدورها، كتبت صحيفة " وطن أمروز": "من ينظر إلى التوترات اللفظية وحتى السياسية هذه الأيام بين البيت الأبيض في واشنطن وتل أبيب، على أنها أمل للسيطرة على وحشية النظام الصهيوني في غزة، فقد وقع في غياهب النسيان.
إن ما يحدث بين بايدن ونتنياهو ليس إلا معركة لفظية ومدروسة استخدمها كل من الطرفين كوسيلة لتحقيق أهدافهم السياسية أو الإعلامية أو العسكرية أو الانتخابية.
ولإثبات أن حكومة الولايات المتحدة شريكة للصهاينة في الهجمات الأخيرة على رفح، وكذلك في الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في غزة خلال الأشهر السبعة والنصف الماضية، فما من شاهد أكثر موثوقية من الكويكرز، المعروفين باعتبارهم المجتمع المسيحي الأصح في أمريكا نفسها.
وينشط الكويكرز، واسمهم الرسمي "جمعية الأصدقاء الدينية"، بشكل رئيسي في أمريكا وشمال أوروبا، والجاليات الأوروبية في أفريقيا، رغم أنهم يصنفون ضمن الطائفة الإنجيلية -المؤمنين بحق الكتاب المقدس- من حيث العقيدة، لكنهم لم يختلطوا أبداً بالمسيحيين الصهاينة، فمنذ اليوم الأول لنشوء ورم إسرائيل السرطاني في الأراضي الفلسطينية، أعطوا الحق للفلسطينيين. على الرغم من أن الكويكرز اليوم هم أقلية صغيرة في الولايات المتحدة وبريطانيا وهولندا وجنوب أفريقيا، إلا أن دورهم في القرون الثلاثة الماضية كرواد المؤسسات الحديثة في الغرب وتأثيرهم على المسيحيين الآخرين لا ينبغي أن يُنسى. لقد كان مجتمع الكويكرز الذي يضم 75 ألف عضو في أمريكا أحد القوى الدافعة الرئيسية وراء موجة الدعم التلقائي لفلسطين والاحتجاجات ضد دعم واشنطن للفظائع التي ترتكبها إسرائيل في غزة في الأشهر الأخيرة، تكمن أهمية هذا الموقف في أنه، على عكس المجموعات الاجتماعية الأمريكية الأخرى التي لعبت دورًا في الاحتجاجات الأخيرة المناهضة للصهيونية، فإن الكويكرز هم من بين مؤسسي الولايات المتحدة ويمثلون الأغلبية البيضاء من أصل أوروبي مسيحي في هذا البلد، وليس بينهم الأقليات المهاجرة والملونة، في الأسبوع الماضي، أشار أحد مديري اللوبي البرلماني التابع للكويكرز بشكل واضح إلى الموقف المنافق لإدارة بايدن فيما يتعلق بالجولة الجديدة من الهجمات التي يشنها النظام الصهيوني على غزة".
وأضافت: "كما أن مدير قسم الشرق الأوسط في لوبي الكويكرز يسدل ستارا آخر على نفاق رجال الدولة الأميركيين فيما يتعلق بحرب غزة، حيث زعمت إدارة بايدن أنها تضغط على تل أبيب من أجل وقف إطلاق النار في غزة، وكثيرا ما تلوم حماس على رفض عروض التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، على سبيل المثال، قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، يوم الثلاثاء الماضي: "لقد طرحت إسرائيل اقتراحاً تطلعياً لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى على الطاولة، وعلى العالم أن يطلب من حماس العودة إلى طاولة المفاوضات والقبول بالاتفاق" لقد كانت هذه إهانة كبيرة للرأي العام الأمريكي، الذي شهد في الأشهر الأخيرة، على أراضيه في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، استخدام واشنطن حق النقض ضد ثلاثة قرارات مختلفة لوقف إطلاق النار في غزة والتصويت ضد الإجماعين التاريخيين الأخيرين للجمعية العامة للأمم المتحدة. كما أنها إهانة أكبر للمجتمع الدولي، الذي سمع قبل أسبوعين فقط من بيان سوليفان نبأ اتفاق حماس مع عرض وقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح السجناء الإسرائيليين، وبعد ساعات قليلة فقط شهد الهجوم الصهيوني على جنوب غزة".
المساعي الدبلوماسية القانونية الإيرانية
وفي مقابلة مع محسن دهقاني، الخبير القانوني بوزارة الخارجية، حاولت صحيفة "إيران" إيجاد إجابة منطقية على بعض الأسئلة فيما يخص تفاصيل الإجراءات التي اتخذها الجهاز الدبلوماسي في البلاد بشأن أزمة غزة.
وجاء في كلام دهقاني إن "إيران بالتوازي مع نهجها السياسي الدبلوماسي، بما في ذلك المشاورات الثنائية لوزير الخارجية والحضور الفعال لممثلي الدولة في المحافل الإقليمية والدولية، إلى جانب طرح أفكار قابلة للتطبيق لدفع خطة "وقف إطلاق النار" في غزة الحرب، في المجال القانوني الدولي أيضًا تم وضع عدة إجراءات على جدول الأعمال وفقًا للظروف والإمكانيات القائمة، البدء بعملية مراسلة كتابية مع الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ورئيس المحكمة الجنائية الدولية والمدعي العام لها والتأكيد على ضرورة تسريع تعامل المحكمة مع القضية الفلسطينية والمحاكمة بشأن الجرائم الأخيرة في غزة، والمشاركة النشطة لدبلوماسيين رفيعي المستوى من إيران في نيويورك وفيينا وجنيف، واجتماعات منظمات شنغهاي و"البريكس" و"عدم الانحياز" في عملية الموافقة على القرارات المتعلقة بفلسطين، فضلا عن عكس المواقف الرسمية لإيران من خلال الخطب والبيانات التوضيحية، فقد تم سلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى إدانة جرائم النظام الصهيوني التي برزت إلى الواجهة على المسرح العالمي من قبل الجمهورية الإسلامية....وكان من أهم المجالات القانونية الدولية تقديم بيان بلادنا الشفهي أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، وبالإشارة إلى أحكام الاتفاقيات الدولية، أقر وفد الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأن "حق تقرير المصير" للشعب الفلسطيني قد انتهك منذ فترة الحماية البريطانية على الأراضي الفلسطينية، ومع تشكيل وبعد الوجود الشرير للنظام الصهيوني في عام 1948، استمرت هذه العملية، وفد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى محكمة العدل الدولية، انسجاماً مع دوره كناشط قانوني، حسم الفكرة المهمة والمبتكرة لقائد الثورة الإسلامية المتمثلة في إجراء "الاستفتاء في أرض فلسطين"، بمشاركة المواطنين المسيحيين والمسلمين واليهود كحل أكثر موضوعية".