الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: طهران تتعرض لهجمات دعائية ونفسية غربية
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت (18 أيار 2024) بالموضوعات المختلفة المتعلقة بالداخل والخارج. وركزت بعضها على الموجات المتصاعدة من بعض المعارضين لبث اليأس والتحريض على سلوكيات الجمهورية الإسلامية. كما كتب بعضها الآخر عن الضغوطات المتعددة الجبهات التي تمارسها الولايات المتحدة الأميركية على إيران، من قبيل تفعيل الضغوط في البرنامج النووي وغيره. كما كتبت صحف أخرى عن الوضع الصعب والحرج الذي يلاحق رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو وحكومته في قضية اجتياح رفح.
الصراع مع المتشائمين
في هذا الصدد، قالت صحيفة "إيران": "من أهم قضايا البلاد، خاصة خلال العقوبات القاسية، هي قضية "الأمل"، فالصراع الرئيس بين المنتقدين والشعب الإيراني يدور في منطقة الأمل"، وسألت: "لكن ما هي أبعاد وإحداثيات هذا الصراع وما الذي يجب فعله حيال ذلك؟". وأضافت: "تعمل الحركة المناهضة للأمل والمستقبل المشرق على جبهتين ضد الرأي العام للأمة الإيرانية. الجبهة الأولى هي جبهة عملياتية مفتوحة ذات قوات تشغيلية ملحوظة، فالآلاف من وسائل الإعلام والوسائط الصغيرة، بالإضافة إلى المرافق التقنية، تعمل ضد معتقدات الشعب الإيراني، وهذا الحجم من العمليات الإعلامية التي جزء مهم منها هو المرتزقة - أي توظيف عناصر من داخل البلاد واستخدامهم في وسائل إعلام مناهضة لإيران - ليس له مثيل ضد أي دولة في العالم". وأكدت أن هدف الغرب من هذه العمليات الدعائية والنفسية ضد إيران هو إحباط الناس من معتقداتهم واختياراتهم، فوفقًا لهم، يجب على الشعب الإيراني أن يشعر بالتعب والندم على اختيار الاستقلال بمعناه الواسع.
وتابعت: "إلى جانب الجبهة الأولى المذكورة أعلاه، والتي تعادي الشعب الإيراني علنيًا، وحيثما وجدت فرصة، من العقوبات الاقتصادية إلى التهديدات العسكرية، هناك جبهة أخرى لتوليد الغضب والكراهية تنشط في المجتمع الإيراني. وهذه الجبهة بخلاف الجبهة الأولى، تتظاهر بالصلاح وتستخدم أسلحة وهمية، ولا تقتصر أدبياتها على التهديدات والعقوبات ضد الشعب الإيراني فحسب، بل تُظهر أيضًا حلًا لإزالة التهديدات والعقوبات، في حين تبدأ القصة من هذه النقطة، أي النقطة التي يبحث فيها الرأي العام عن المعدات والحلول لمواجهة جبهة العدو العارية، فجأة يضع هذا الطيف عنوانًا خاطئًا على الطاولة، تكون نتيجته ووجهته اليأس لأجل تضييع الفرص على البلاد".
وضع "إسرائيل" قبل الهجوم على رفح
في سياق آخر، كتبت صحيفة "وطن أمروز": "بينما يقتل الجيش الإسرائيلي المزيد من الفلسطينيين في مناطق مختلفة من قطاع غزة، تزيد معارضة نتنياهو، بقيادة رئيس الوزراء السابق يائير لابيد، الضغوط عليه حتى يتمكّن من استبدال الحكومة القائمة في أسرع وقت ممكن. ولكن حتى لو حدث ذلك في منتصف هذه الحرب فإن نتنياهو ليس في وضع جيد على أي من الجبهات السياسية والعسكرية والدولية. وكانت الأيام الماضية من أصعب الأيام على جيش الاحتلال الصهيوني في حرب غزة، حيث قُتل عدد من قواتهم في كمائن متعددة نصبها مقاتلو حماس التي نشرت مقطع فيديو لها أيضًا، وفي خطوة خاطئة أطلقت دبابة إسرائيلية النار على المبنى الذي تتمركز فيه قواتهم فقتلت عناصر آخرين".
وقالت الصحيفة: "صحيح أن إسرائيل ارتكبت مجازر بحق أكثر من 35 ألف مواطن فلسطيني أعزل - أكثر من 70% منهم نساء وأطفال- لكن لم يرَ أي خبير أو محلل أن هذه المجازر والجرائم العامة هي انتصار للجيش الإسرائيلي الذي خاض الحرب"، مضيفةً: "من الواضح جدًا أن الجيش الإسرائيلي، التزامًا منه بقانون الرقابة، يمنع نشر معلومات عن العديد من الهزائم والقتلى والضربات التي يتلقاها من المقاومتين الفلسطينية واللبنانية. لكن هذا النشر المقنن للقتلى والجرحى يثير أيضًا غضب مستوطني الأراضي المحتلة والمعارضة، حيث تتزايد ضغوط حماس على الجيش الصهيوني يومًا بعد يوم، والكمائن الصعبة التي ينصبها مقاتلوها في طريق الجنود الإسرائيليين بأقل الإمكانات، أثارت استغراب جميع المحللين والخبراء العسكريين في العالم".
وتابعت: "أعلن الجيش الإسرائيلي أنه مستعد لمهاجمة رفح، لكنه مثل بداية الهجوم البري على قطاع غزة، لا يزال منخرطًا في تحقيقات طويلة، في ما العديد من المسؤولين السياسيين وحتى العسكريين - مع مسؤولين في دول أخرى- يعارضون الهجوم على رفح. وبطبيعة الحال، هم لا يشعرون بالأسف على سكان غزة الذين لا مأوى لهم، والذين اضطر الكثير منهم إلى التجمع في رفح، لكنهم يعرفون أن الهجوم على رفح لن يضر بصورة "إسرائيل" الدموية في العالم فحسب، بل سيضعهم تحت المزيد من الضغوط على الساحة الدولية والرأي العام، وسيؤدي إلى تلقي ضربات أقوى من المقاومة الفلسطينية". وختمت الصحيفة: "إسرائيل، وفي الواقع نتنياهو، تعرف أنه لا خيار أمامها سوى مهاجمة رفح، إذ يجب أن يكون لنتنياهو إنجاز واحد على الأقل للدفاع عن نفسه في الأيام الصعبة التي تتلو الحرب، وهذا الإصرار على تحقيق الإنجاز لم يسفر حتى الآن إلا عن المزيد من الضربات والمزيد من القتلى".
الوكالة وحرق الفرص
من جانبها، ذكرت صحيفة "جام جم" أن:" "أسابيع قليلة مضت على زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إلى طهران ولقائه بالمسؤولين الإيرانيين، والأيام التي عادت فيها الأخبار المتعلقة بالأنشطة النووية لبلادنا لتتصدر وسائل الإعلام العالمية وتثار الآمال والشكوك بشأن استئناف المفاوضات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والأطراف الغربية لحل القضايا المتبقية". وقالت: "لكن هذه الأخبار متأثرة بشدة بالتصريحات المتناقضة لغروسي الذي سافر إلى طهران للمشاركة في المؤتمر الدولي الأول للعلوم والتكنولوجيا النووية ثم توجه إلى أصفهان، وأعرب عن ارتياحه للاتفاقات التي توصل إليها بشأن تدابير عملية ملموسة، بهدف استعادة عملية بناء الثقة وزيادة الشفافية. لكن بعد عودته من إيران استدار 180 درجة، وقال للصحافيين في مطار فيينا إن "التعاون مع إيران ليس مرضيًا تمامًا، لكن يجب أن نستمر نحن تقريبًا في طريق مسدود، وهذا يجب أن يتغير"".
وأضافت: "تشير مواقف غروسي المتناقضة بشأن النشاط النووي الإيراني إلى أنه يفضل العمل السياسي وتحريض الأعضاء وأجواء المفاوضات على أي مبدأ، وهو على استعداد لاتباع نهج غير مهني ناجم عن الاعتماد على أطراف غربية. فقد قدم غروسي الوعود في زياراته السابقة لبلادنا في المسائل الفنية والقانونية، ولكن بالنظر إلى عملية الأنشطة النووية الإيرانية، ففي كثير من الأحيان لم يتخذ خطوة نحو تنفيذها. ومع ذلك يتحدث عن الطريق المسدود في المفاوضات، والمأزق هو بلا شك نتيجة لتقارير متحيزة وغير مهنية وامتثال منظمته بلا شك لنصيحة المسؤولين الأميركيين الذين يريدون إرضاء الصهاينة".