الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: غالبية الصهاينة يُطالبون بوقف إطلاق النار في قطاع غزة
سلّطت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء (4/5/2024) الضوء على زيارة آية الله العظمى الإمام السيد على الخامنئي إلى معرض الكتاب، حيث كُتبت التقارير حول دور الإمام وهمومه لنشر الثقافة والقراءة بين شرائح المجتمع كافة. واهتمت الصحف أيضًا بالتداعيات الأمنية والعسكرية والدبلوماسية لحرب غزة على الكيان الصهيوني، لافتة إلى أن الانتفاضة الطلابية في الغرب ليست آنية وظرفية؛ بل لها امتدادات تطال أصل الحكم واستراتيجياته في الغرب.
إطلاق النار على الطلاب.. والحكم في الغرب
رأت صحيفة وطن أمروز أن: "قمع الطلاب المنتقدين لحرب غزة والكيان الصهيوني في الجامعات الأوروبية، عشية انتخابات البرلمان الأوروبي، أدى إلى خلق وضع غير مسبوق في هذا المجال الجيوستراتيجي". وقالت: "بينما استخدم كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي، في المدة القصيرة المتبقية حتى انتخابات البرلمان الأوروبي، أقصى سلطتهم لتوجيه الإمكانات الكبيرة للشباب في بلدانهم نحو ما يسمونه الديمقراطية الانتخابية، فإن وحشية الشرطة أدت إلى خلق أسئلة مهمة في أذهان المواطنين الفرنسيين والألمان والهولنديين وغيرهم".
وأضافت الصحيفة أن: "اللوبيات الصهيونية في أوروبا، والتي تضم بشكل رئيسي اللوبيات "الصهيونية الاشتراكية الديمقراطية" و"الصهيونية المحافظة"، تُصدر أوامر للأجهزة الأمنية والسياسية في الدول المستهدفة بقمع الطلاب الأوروبيين، وهم أنفسهم يراقبون العملية"؛ لافتة إلى أن: " الوكالات القضائية والاستخباراتية الغربية قد جمعت بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية في هذا الاتجاه، لكن النقطة الأكثر أهمية هي أن تيارات السلطة الخفية والمفتوحة في أوروبا لم تسمح أساسًا بظهور أحزاب معادية للصهيونية وجعل أي نشاط في البيئة السياسية والاجتماعية لبلدانها خاضعًا لقبول غير مكتوب، ولكن ملموس لأوامر وأنظمة معينة".
وبحسب الصحيفة: "خلال الحرب الأخيرة في غزة، أصبح أشخاص مثل زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية مارين لوبان ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان مثل السياسيين المنتمين إلى الاتجاهات التقليدية، مؤيدين للإبادة الجماعية في قطاع غزة. ووصل الأمر إلى حد أن الحكومة المجرية صوّتت ضد القرار مع الولايات المتحدة خلال التصويت الأخير في الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة". وأشارت إلى أن: "الطلاب الأوروبيين، حتى أولئك الذين لم يدخلوا مباشرة في مجال دعم فلسطين في بلدانهم، يتفقون على أن الصهيونية لم تُصنّف خط أحمر وحسب، بل عدّت جزءًا من نموذج الحكم في الغرب، حيث دمج زعماء أوروبا دعم وجود وعمل الصهاينة في سياساتهم الأمنية الكلية، وعلى هذا الأساس، هم يقومون بقمع مواطنيهم لمجرد معارضتهم لوحشية النظام الصهيوني الغاصب في غزة".
وقالت الصحيفة إن: "أحد أهم اهتمامات الجيل الجديد في أوروبا يتركز على هذا التغيير في نموذج الحكم ونتاج الانتفاضات الطلابية، ليس فقط في أميركا، بل وأيضًا في أوروبا، سيركز على نماذج الحكم الجديدة. كما أن رسم هذه النماذج وتفعيلها يعتمد على "الانتقال الهيكلي" و"تغيير هيكل الحكم" وليس "تغيير الفاعلين"!"، موضحة أن: "أحد الأسباب الرئيسة للارتباك المشترك للأحزاب الأوروبية تجاه الانتفاضات الطلابية هو فهم من هم في السلطة في الغرب لهذه الحقيقة. فما أزعج الاستراتيجيين والخبراء المؤيدين لنموذج الحكم الحالي في أوروبا هو السمة المهمة للطبيعة غير المقيدة للحركات الطلابية وامتدادها إلى المستقبل، ولو كان الغرب قد رأى أن طبيعة هذه الحركات عاطفية، لكان قد مارس قدرًا أكبر من ضبط النفس ضدها، على الأقل ظاهريًا، لكن القمع الشامل والعار لهذه الاحتجاجات يظهر أن الغرب قد فهم الفارق الجوهري بينهما بالمقارنة مع الاحتجاجات في الماضي، وهذا الفهم الموضوعي، بدلاً من أن يدفع الأوروبيين إلى التعلم من الحقائق الحالية في النظام الدولي، تحول إلى نوع من الخوف من تدمير بنيته".
المستقبل المظلم لنظام قتل الأطفال
من جهتها، أشارت صحيفة إيران إلى أن: "استمرار اعتداءات وجرائم الكيان الصهيوني وإصرار بنيامين نتنياهو على مواصلة العملية في رفح، والتي تنفذ لأهداف شخصية ومن أجل البقاء في منصب رئيس الوزراء، يرافقه موجة من المعارضة الداخلية في الأراضي المحتلة ودول إقليمية وحتى حلفاء للصهاينة من خارج المنطقة". وأضافت: "إثر هذه الاعتراضات، أشار إيهود أولمرت رئيس الوزراء الأسبق للكيان الصهيوني، في مقالة نشرتها صحيفة "هآرتس"، إلى أن الحرب على غزة انتهت بالفعل منذ 3 أشهر ولا يوجد سبب لاستمرارها"؛ مؤكدًا أنه من الضروري إعادة الأسرى بالتفاوض.
وذكرت الصحيفة أن: "كبار القادة في الكيان أوصوا نتنياهو بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار شامل لوضع قطاع غزة وعودة الأسرى، بالإضافة إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع حزب الله في الشمال". وتابعت أن: "نتنياهو عبّر عن رغبته في تدمير حماس في حين أن استطلاعًا جديدًا للرأي في الأراضي المحتلة أظهر أن غالبية الصهاينة يشعرون بخيبة أمل من المستقبل، ويطالبون بوقف إطلاق النار في قطاع غزة والاتفاق مع المقاومة الفلسطينية على إطلاق سراح السجناء الصهاينة".
ولفتت إلى أنه: "بحسب هذا التقرير، فإن 32% فقط من الصهاينة لديهم أمل في المستقبل السياسي للكيان، و31.5% فقط واثقون من قدرة هذا الكيان على استتباب الأمن. كما أظهر هذا الاستطلاع أن 56% من الصهاينة يريدون إنهاء الحرب على غزة واتفاق وقف إطلاق النار، و37% منهم فقط يؤيدون استمرار الحرب والعمليات العسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة". ورأت أن جيش الاحتلال: "حاول خلال الأسبوع الماضي بدء اشتباكات متفرقة في وسط وشمال قطاع غزة بالتوازي مع الهجوم على رفح، بهدف إحداث اشتباكات واسعة النطاق، وعلى الرغم من أنه حتى لو كان هناك مثل هذا السيناريو المحتمل، فيبدو أن حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى على استعداد تام له".
المُروّج الأكبر للقراءة
من جهة أخرى، رأت رئيسة منظمة القلم الإيرانية راضية تجارن في حديث لصحيفة جام جم، أن نهج الإمام الخامنئي تجاه الكتاب والقراءة هو نهج مبارك وفعالز فقد بدأ سماحته بزيارة معرض الكتاب منذ عقود ويتحدث عن أهمية الكتاب والقراءة، وكان دائمًا حساسًا لهذه القضية"، وقالت: "لقد أصبح وحده من مروّجي الكتاب والقراءة في البلاد، وحتى في نظري هو لفت انتباه مسؤولي النشر والكتب والمسؤولين إلى أهمية قراءة الكتب. وهذا الأداء للقائد له معنى ورسالة خاصة، ينبغي أن ينتبه إليها الكُتّاب ومحبو الكتب والمسؤولون، وخصوصًا أن لكاتباتنا إنتاجات أدبية ناجحة في مجال الدفاع المقدس وغيرها".
وتابعت تجار أن: "الكتاب والقراءة من سبل التنمية الثقافية التي تؤكد عليها القيادة، لكننا بحاجة إلى تخصيص ميزانيات أكثر ملاءمة لتعزيز هذا المجال، ومن الضروري أيضًا أن يهتم المسؤولون عن صناعة النشر، وعندما يصبحون مهتمين، سيتم تمهيد الطريق من تلقاء نفسه". وذكرت أن: "من همومي الأخرى منع طباعة الكتب لمجرد الإنفاق المالي، وعندما يكون شخص ما غير قادر ولم ينتج عملًا أدبيًا جديرًا، فلماذا ينشر كتابه بدفع المال ويقدم نفسه للمجتمع على أنه مؤلف العمل ومالكه؟".
وختمت بالقول: "لا يجوز للناشر أن ينشر أي كتاب رغبة بالمال، وحل هذه المشكلة يتطلب مراقبة أعمق وخلق حساسية واهتمام من الناشرين، حتى لا يبدأ الناشر بنشر أي إنتاج بسبب مشكلات مالية".