الخليج والعالم
تطورات العدوان على غزّة محور اهتمام الصحف الإيرانية
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت (11 أيار/مايو 2024) بالتطورات الميدانية في حرب غزّة مع ثبات المقاومة الإسلامية حماس بكلّ قوتها على جميع القطاع، وأيضًا رصدت الصحف تطوّرات المشهد الانتفاضي في الجامعات الغربية، ورأت أنّ هذا يؤسس لمرحلة جديدة بكلّ ثقة.
انتفاضة الجامعات الغربية
كتبت صحيفة "إيران": "بعد الحراك الطلابي في أميركا وتصدي الشرطة العنيف له، لم تعد الجامعات في أميركا مجرد مركز ثقافي ومركز علمي، بل أصبحت قاعدة لزعزعة أركان أميركا؛ وأميركا التي تسمّي نفسها مهد الحرية والديمقراطية تشهد الآن أن جامعاتها أظهرت للعالم هذا الادّعاء الكاذب".
وأضافت: "الآن إذا أردنا قياس نسبة هذه الأحداث إلى "الفلسفة الاجتماعية"، فالسؤال الذي يطرح نفسه بعد هذه الاحتجاجات الطلابية في جامعات العالم دعمًا لفلسطين: كيف يمكن أن تستمر الحياة الطبيعية في الجامعات؟ وإجابة عن ذلك، لا بد من القول إن "الثقافة"، والتي هي أفضل وسيلة للتقدم الفردي والاجتماعي للإنسان، تشهد عملية عكسية في الجامعات الأميركية والعديد من جامعات العالم هذه الأيام. إذ تشمل الثقافة جميع تصرفات الناس في المجتمع وجميع ردود أفعالهم وسلوكهم في المجتمع على أساس العادات والأخلاق، وخاصة عندما توضع هذه التحديات أمام الثقافة في الجامعة، فيجب أن تظهر الثقافة أكثر من ذي قبل. ظهور الحركة المطالبة ستصبح أساسًا للتغيرات السياسية في أميركا، أعتقد أن هذه الاحتجاجات التي تحدث في الجامعات الأميركية ستصبح أساسًا لتغييرات سياسية قوية جدًا، ويجمع منظرو الفلسفة الاجتماعية في العالم، من خلال رصدهم لهذه الاحتجاجات الطلابية وتحليلها وتدقيقها، على أن هذه الاحتجاجات الطلابية هي "حركة عدالة" تطالب بالعدالة للأمة الفلسطينية، هذه الحركة المطالبة بالعدالة في الجامعات الأميركية واحتجاجها على الإبادة الجماعية في فلسطين تسببت في صحوة شعوب العالم لتوعية العالم بالظلم الذي يحدث في فلسطين".
وختمت: "لقد فقدت أميركا احترامها الأكاديمي في العالم وسيكلفها ذلك غاليًا، لأن أصحاب الفكر يدركون حقيقة أنه عندما يترك نظام ما "الأخلاق" وراءه، فجميع الجوانب الأخرى فيه سوف تختفي. يفقد إنسانيته ويجد موقفًا دكتاتوريًا لم يعد من الممكن أن يتماشى مع المجتمع والثقافة. إن الاحتجاج ضدّ قمع الشعب الفلسطيني والمعاناة المفروضة عليه ظلمًا امتد إلى العديد من الجامعات ودول العالم معها؛ حيث قام أحد الطلاب في جامعة كوبورج بإنزال العلم الأميركي واستبداله بالعلم الفلسطيني، وهزّ هذا المشهد العالم".
فخ رفح القاتل
بدورها، كتبت صحيفة "وطن أمروز": "في الوقت الذي بلغت فيه الآمال بوقف إطلاق النار ووقف الأعمال القتالية ذروتها، خلال المفاوضات غير المباشرة بين النظام الصهيوني وحماس في القاهرة، عرقلت سلطات "تل أبيب" هذه المفاوضات مع الإصرار على استمرار الحرب... ومن ناحية أخرى، وافق مجلس الوزراء الحربي في حكومة الاحتلال أيضًا على الهجوم البري على رفح. وقبل ذلك طلب الجيش الصهيوني، عبر إعلانات، من سكان شرق رفح إخلاء هذه المنطقة والتوجّه إلى خان يونس. والسؤال الأساسي هو: هل ستتحقق النتيجة المرجوة للاحتلال من الهجوم على رفح؟ منذ سبعة أشهر والسلطات العسكرية والسياسية في "تل أبيب" تزعم أنه من غير الممكن هزيمة حماس من دون مهاجمة رفح، فرضيتهم المزعومة هي أن حماس قامت بالهجوم من خلال مهاجمة رفح. ولكن لقد مر أكثر من 7 أشهر على الحرب في غزّة؛ وهي أطول معركة دخلها جيش الاحتلال حتّى الآن، ولا أفق للخروج من هذا المستنقع.. إنّ استمرار إطلاق الصواريخ والقذائف الصاروخية من شمال غزّة، والذي يتعرض لأعنف القصف، ليس بالأمر البسيط، ويظهر أن المقاومة ما تزال مسيطرة على الوضع من خلال شبكة أنفاق حماس الجيل الجديد من الأنفاق ما يزال قائمًا. هذا السؤال يجب أن يطرح: هل انتهى عمل حماس في غزّة وخان يونس عندما يرى المحتلون أن الهجوم على رفح هو طريقهم الوحيد لتحقيق النصر؟
النقطة الأخرى هي أن مصادر فلسطينية قالت الشهر الماضي إن مقاومة عزّ الدين القسام غيرت تكتيكاتها القتالية في غزّة في إطار الحفاظ على قواتها ومعداتها.. ولذلك؛ المجموعة التي نفذت العملية الفريدة في 7 أكتوبر 2023 مع مراعاة مبادئ الاستخبارات والسرية كاقة لم تكتفِ بالدفاع؛ بل تهاجم أيضًا لمدة 7 أشهر، ولديها بالتأكيد خطة لآلة حرب المحتلين في رفح. لكن على الجانب الآخر من القصّة، يعيش معسكر النظام الصهيوني حالًا من الفوضى. ووافقت حكومة الحرب لهذا النظام على الهجوم على رفح في وضع يطالب فيه آلاف "الإسرائيليين" بوقف الحرب ووقف إطلاق النار في شوارع "تل أبيب" والقدس المحتلة بشعارات ضدّ نتنياهو. في غضون ذلك، منذ مدة، وصفت 600 عائلة من أسر الأسرى "الإسرائيليين" عند حماس الهجوم على رفح بأنه "فخ الموت" في رسالة إلى مجلس الحرب التابع لهذا النظام، وحذرت من أي هجوم بري على هذه المدينة".
الربط بين القوّة العسكرية والاقتصادية
هذا؛ وكتبت صحيفة "جام جم": "لقد شهدنا في الأيام الماضية أحد المعالم التاريخية لإيران التي حدثت في عهد الجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ كان حجم الأفكار المختلفة لما يسمّى بعملية "الوعد الصادق" كبيرًا لدرجة أن البنية التحتية الرئيسة لهذا القرار المهم، أو بشكل أكثر دقة، هذا المنتج الاستراتيجي، ظلت خلف ستار الإثارة الإعلامية، وبطبيعة الحال، مع الأسف، جوهر الأمر حظي باهتمام أقل.
إن إعادة النظر في بعض مكونات قوة البلاد المتغيرة هي حاجة المجتمع الحالية، وخاصة للمحللين، النقطة الأساسية هي أن القوّة الحقيقية والأساسية لجمهورية إيران الإسلامية في هذه السنوات، إلى جانب خلق مختلف مكونات القوّة، تكمن في قدرتها العالية على التغلب على الظواهر الأمنية الأكثر تعقيدًا وصعوبة، على المستويين الدولي والمحلي خلال هذه السنوات الـ 46 ومقاومة جميع أنواع العقوبات الشديدة الضغط منذ الأيام الأولى للثورة الإسلامية والاغتيالات العديدة لكبار المسؤولين والعلماء وحتّى الأشخاص العاديين، مرورًا بعدة مراحل، حروب كبرى في الجوار والمنطقة، بما في ذلك احتلال الكويت والعراق، وغزو السوفياتي (السابق) لأفغانستان ولاحقا الولايات المتحدة، وظهور حركة طالبان واستضافة موجات كبيرة من المهاجرين واللاجئين إلى البلاد، وظهور داعش والتكفيريين، والحرب في القوقاز وغطرسة بعض دول الشمال، ومؤخرًا الصراع بين روسيا وأوكرانيا في البيئة الإقليمية. وهناك أمثلة استطاعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية القيام بها لإدارة الصمود على الساحة الداخلية، ضدّ خلق ودعم الأزمات الداخلية، مثل تشكيل الجماعات الانفصالية المسلحة والعرقية في كلّ ركن من أركان هذه الأرض، وتصرفات الجماعات الدينية المتطرّفة المدعومة من أجهزة المخابرات، فضلًا عن النجاح في واحتواء الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وحتّى الظواهر مثل وباء كوفيد وغيرها، وحدها ومن دون مساعدة الدول الأخرى، فهي من بين الأمثلة الكبيرة والمتميّزة التي نجحت الجمهورية الإسلامية الإيرانية في ترك الاعتماد على غيرها".
وختمت الصحيفة: "الدولة التي لم تسمح بتشكّل النظام الأميركي في غرب آسيا في عدة ظواهر دولية مهمة، فضلًا عن احتلاله العالم الشرقي وحلف شمال الأطلسي، مع الحرب الإعلامية الواسعة النطاق، أصبحت اليوم نموذجًا للعالم، وتعدّ العديد من الدول جمهورية إيران الإسلامية دولة مستقرة وقوية بالنسبة إلى دولة تقع في أهم مناطق العالم، أتاحت هذه القدرة آفاقًا جديدة وطلبات مختلفة للتعاون مع بلادنا. الأمر الذي يتطلب الاهتمام بمتطلبات تأدية الأدوار البناءة والفعالة. وبالإضافة إلى التوسع المتزايد في العلاقات مع العالم، فمن الضروري جدًا أن تهتم البلاد باستيعاب أنواع القوى كافة ودعمها جميعًا واستغلال الفرصة التي تنشأ بعد ذلك".